أصدرت المحكمة الجنائية العراقية، الأحد، حكمًا بالسجن المؤبد على الفرنسية ميلينا بوغدير، بعد إدانتها بتهمة الانتماء إلى تنظيم "داعش" الإرهابي. ونقلت "فرانس برس" عن مصادر قضائية عراقية قولها إن "المحكمة وجدت الأدلة المتوفرة كافية لادانة ميلينا بوغدير، بالسجن المؤبد بموجب قانون مكافحة الإرهاب الذي تصل عقوبته حتى الإعدام". ودافعت بوغدير باللغة الفرنسية بمساعدة مترجم خلال المحاكمة عن نفسها، قائلة:"أنا بريئة"، زاعمة أنها تعرضت للخداع والإجبار من قبل زوجها، الذي هددها بأخذ أطفالها،في حال عدم الذهاب إلى سورياوالعراق. وبو غدير (27 عامًا) أم لأربعة أطفال، واعتقلت في فبراير 2017 في مدينة الموصل بشمال العراق، وحكم عليها بالسجن سبعة أشهر لدخولها العراق بطريقة "غير شرعية"، وكان يفترض أن ترحل إلى فرنسا، لكن محكمة التمييز العراقية أعادت دراسة الملف، واعتبرت أن الأمر "لم يكن دخولا غير شرعي، لأنها كانت تعلم أن زوجها سينضم إلى تنظيم داعش، وتبعته رغم علمها بذلك، فيما يعتقد أن زوجها، الفرنسي كذلك، لقي حتفه. وقررت المحكمة عقد جلسة ثانية في الثالث من يونيو، بناء على طلب محام جديد للفرنسية، وهو عراقي اختارته عائلته. وصرح وزير الخارجية الفرنسي جان ايف لودريان في 31 مايو، بأن بوغدير "إرهابية من داعش قاتلت ضد العراق، لذلك يجب أن تحاكم في هذا البلد". وتطالب عائلة بوغدير ومحاموها بإعادتها إلى فرنسا، فيما كشف مصدر قضائي فرنسي أن مذكرة بحث صدرت بحق بوغدير في إطار تحقيق قضائي فتح في باريس في 2 أغسطس 2016، بتهمة "المشاركة في عصابة إرهابية إجرامية". وهناك عدد من الفرنسيين، المشتبه بانضمامهم إلى داعش محتجزون حاليا في العراقوسوريا مع عشرات من القاصرين. وفي 17 إبريل الماضي، أصدرت المحكمة الجنائية العراقية حكما بالسجن المؤبد أيضا بحق الفرنسية جميلة بوطوطعو بعد إدانتها بالانتماء إلى داعش، خلال محاكمة جرت في بغداد، حيث ادعت بأن زوجها خدعها. وأصدرت المحاكم العراقية، منذ بداية العام الحالي، أحكاما بالإعدام أو السجن مدى الحياة، على أكثر من 300 من المدانين الأجانب بالانتماء لتنظيم "داعش" الإرهابي. وفي 29 إبريل الماضي، أصدرت المحكمة الجنائية العراقية، أحكامًا بالمؤبد ضد 29 امرأة من روسيا وأذربيجان وطاجيكستان، بتهمة الانتماء وتقديم الدعم ل"داعش". وذكرت "فرانس برس"، حينها، أن غالبية المتهمات، اللاتي دخلن إلى قفص الاتهام، ومعظمهن برفقة أطفال صغار، قلن خلال المحاكمة، إنهن "لم يعلمن بوجودهن داخل العراق، إلا بعد فترة زمنية معينة". وجاء في اعترافات إحدى المتهمات من روسيا واسمها ماريانا، وكانت تحمل طفلا صغيرًا، أنها مسيحية اعتنقت الإسلام مع زوجها، الذي قتل بغارة شنتها طائرات التحالف الدولي في مدينة الموصل في شمال العراق. وأضافت ماريانا "ذهبنا إلى تركيا للعيش هناك، لكن زوجي قال إن المعيشة مكلفة هناك، فانتقلنا، لكنني لم أعرف أننا في العراق". واستسلمت المدانات إلى قوات البيشمركة الكردية بعد اشتداد المعارك في بلدة تلعفر، آخر معاقل تنظيم داعش في محافظة نينوى شمالي العراق. وكانت نساء وأطفال مقاتلي داعش توجهوا إلى تلعفر، بعد استعادة القوات العراقية مدينة الموصل، الذي اتخذ منها التنظيم الإرهابي عاصمة "دولة خلافته المزعومة".