لم تنل نصيبًا من اسمها، فهى «بلسم»، ورغم هذا ذاقت مر الحياة، وتعثر بها الحال وضاق بها لدرجة لم تعد تطيقها، فاستسلمت لقضاء الله، وظهر ذلك جليًا على ملامح وجهها الذى ارتسمت عليه ابتسامة الرضا والطيبة، فتركت كل شىء غير آبهة بما قد يواجهها من مآسٍ أو ما قد تجره الدنيا عليها. فماذا يمكن أن يصيبها فوق ضياع الصحة وبلطجة الخارجين على القانون وتراكم الديون، فقد نالت من كل كرب بلاء، وكما يقول المثل «المصائب لا تأتى فرادى».. فالزوج أقعده المرض حتى أصبح عاجزًا عن الحركة، إضافة لأنه مصاب بالسكر ويعانى من حساسية على الصدر. أما هى فكما تقول: «والحمد لله - أقل مرضًا منه، فأنا مصابة بالسكر وأعانى من آلام فى القدم، بعدما وصلت إلى الخامسة والسبعين من عمرها»، مضيفة: «لكن لا يوجد بيت فى العالم خالى من الأمراض فهو أمر طبيعي، بينما الشئ الذى يفوق التحمل هو عدم قدرتى على شراء الأدوية، فالحالة على القد». وتابعت، فوق كل ذلك يأتى رجل يستعفى قوته على عائلتى و«يبلطج» على القهوة الصغيرة التى نقتات من عائدها، ويرفض تركهم فى حالهم قبل الحصول على 45 ألف جنيه، ولكن «العين بصيرة واليد قصيرة» فمن أين لنا بهذا المبلغ». وأكدت أنهم اضطروا للاستدانة من «طوب الأرض» لتسديد المبلغ الذى يطلبه هذا «البلطجي»، فأصبحوا مديونين لعدد كبير من أهالى المنطقة، وفى النهاية سيطر الفقر على كل نواحى حياة أسرة بلسم آملة من الله أن يبشرهم بفرج قريب.