أعرب الرئيس الروسي "فلاديمير بوتين" لرئيس إفريقيا الوسطى "فوستين اركانج تواديرا" عن رغبته في تعزيز التعاون بين البلدين، حيث يسعى الكرملين لاستعادة نفوذه في القارة الأفريقية. وقال "بوتين"، حسبما ذكر راديو "إفريقيا 1" اليوم الخميس، "سوف نكون سعداء للنظر في طرق متعددة لتعزيز علاقاتنا وأولا وقبل أي شيء آخر في المجالات الاقتصادية والإنسانية". من جانبه، أعرب رئيس إفريقيا الوسطى عن شكره للرئيس الروسي على المساعدة التي قدمتها موسكو لإفريقيا الوسطى خلال "الظروف الإنسانية الصعبة" وأيضا "في عملية التسوية والمصالحة في البلاد".. قائلا إن "بلدنا الآن بين الدول الأقل نموا لكن لدينا إمكانات هائلة"، وذلك وفق بيان نشره الكرملين. وأضاف "تواديرا" الذي سيحضر "منتدى سانت بطرسبورج الاقتصادي" هذا الأسبوع أنه "لدينا توقعات كبيرة عندما يتعلق الأمر بتبادل محتمل في المستقبل بالمجالين الاقتصادي والإنساني". كما أثنى بوتين وتواديرا على العلاقات بين بلديهما خلال الحقبة السوفياتية وخلال الحرب الباردة تنافس الاتحاد السوفياتي والولايات المتحدة على تأسيس مراكز نفوذ في إفريقيا.. وموسكو حريصة على إعادة الحضور الروسي إلى إفريقيا كجزء من دفع بوتين لتعزيز مكانة بلاده كقوة عالمية وتعاني إفريقيا الوسطى من صراعات دينية بين عصابات مسلحة، كما تفرض الأممالمتحدة حظرا على تصدير السلاح إلى هذا البلد الإفريقي الذي تمزقه الحروب. ومن المقرر أن يحضر "تواديرا" المنتدى الاقتصادي الدولي هذا الأسبوع المنعقد في مدينة "سانت بطرسبرج"، حيث من المتوقع أن يشارك العديد من رؤساء الدول بما في ذلك الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون. وكانت روسيا قد تمكنت مؤخرا من الحصول على استثناء، وفي ديسمبر الماضي، سلمت موسكو إلى القوات الحكومية في إفريقيا الوسطى كمية مهمة من المسدسات والبنادق الهجومية والرشاشة وحتى قاذفات الصواريخ. يذكر أن روسيا حصلت على موافقة الأممالمتحدة لتدريب كتيبتين تابعتين للجيش الذي يخضع لعملية إعادة بناء ويهدف هذا البرنامج إلى تقوية المؤسسة العسكرية في بلد تخضع أجزاء واسعة منه لسيطرة ميليشيات مسلحة، وهذه المهمة ستعزز بشكل واضح نفوذ موسكو في دولة استراتيجية غنية بالموارد الطبيعية مثل الألماس والذهب واليورانيوم والأخشاب.