يتوجه وزير الخارجية الفرنسي جون إيف لودريان، بعد غد الاثنين، إلى برلين، في زيارة يبحث خلالها مع نظيره الألماني هايكو ماس العديد من القضايا الدولية ذات الاهتمام المشترك، ولا سيما الملفات الخاصة بسورياوإيران وروسيا وأوروبا والعلاقات العابرة للأطلسي. وذكرت وزارة الخارجية الفرنسية، في بيان، أن جون إيف لودريان سيشارك في ندوة عمل لتعميق الحوار القائم على الثقة مع وزير الخارجية الألماني الجديد الذي زار باريس في 14 مارس الماضي عقب تولّيه مهام منصبه. وأضافت أنه في أعقاب زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، واشنطن، سيؤكد الوزيران تمسكهما بمبادئ التجارة الحرة والعادلة والبحث عن حلول جماعية في إطار منظمة التجارة العالمية، فضلًا عن مواصلة الحوار بشأن التجارة العالمية والمبادلات الدولية. وشدد البيان على أن باريس ستواصل المطالبة بإعفاء الاتحاد الأوروبي بشكل كامل ودائم وغير مشروط من الرسوم الجمركية الجديدة التي أعلنت عنها واشنطن مؤخرا على وارداتها من الصلب والألومنيوم وعلى أنه لا يوجد أي مبرر لفرض هذه الرسوم بشكل أحادي على التكتل الأوروبي. وحول إيران أشار البيان إلى أنه قبل قرار الولاياتالمتحدة بشأن الاتفاق النووي الإيراني، سيجري لودريان حوارًا مفصلًا مع نظيره الألماني حول مختلف جوانب العلاقات مع ايران وسيذكر بالمقاربة التي طرحها الرئيس ماكرون لفتح نقاش بالتنسيق الوثيق مع الأعضاء الدائمين بمجلس الأمن والقوى الدولية والاقليمية حول الحفاظ على مكتسبات اتفاق فيينا لعام 2015، ومراقبة النشاط النووي الإيراني بعد عام 2025، وكذلك حول برنامجها الباليستي ودورها في المنطقة، ولا سيما في سوريا واليمن. وفيما يتعلق بسوريا أكد البيان أن لودريان ونظيره الألماني سيواصلان التشاور بشأن المبادرات الواجب اتخاذها للقضاء على داعش بشكل مستدام وحرمان النظام السوري من ترسانته الكيميائية وتلبية الاحتياجات الإنسانية والتوصل لحل سياسي، مشيرا إلى أن فرنسا وألمانيا بالتعاون مع شركائهما "بالمجموعة الصغيرة" التي اجتمعت بباريس في 26 أبريل يعملون على إيجاد حلول ملموسة تتيح المضي قدما نحو طريق السلام في سوريا. وبالنسبة لروسيا أكد البيان أنه قبل أيام من زيارة الرئيس ماكرون لهذا البلد، سيتطرق وزيرا خارجية فرنسا وألمانيا إلى ضرورة إقامة حوار صارم مع موسكو بشأن العلاقات الروسية الأوروبية وأهمية الحفاظ على وحدة أوروبا والالتزام الكامل باتفاق مينسك للسلام والوضع في سوريا والحوار مع ايران. كما يبحث لودريان ببرلين الأعمال الجارية حول مستقبل الاتحاد الأوروبي واقتراحات المفوضية الأوروبية بشأن الإطار المالي، فضلا عن القضايا المتعلقة بتوسيع الاتحاد، وسيؤكد لودريان تمسك فرنسا باستحداث الصندوق الأوروبي للدفاع وإقامة تعاون منسق دائم في إطار الاستقلالية الاستراتيجية للاتحاد الأوروبي.