قالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر، إنه ومنذ تمرير قرار مجلس الأمن الدولي في 2016 الذي يهدف إلى زيادة احترام الرعاية الصحية، فقد وقعت حوادث عنف ضد مرافق الرعاية الصحية أو طواقمها بمعدل حادثة واحدة في كل أسبوع. وأعربت اللجنة في بيان اليوم الخميس، عن أسفها من أن القرار الذي حظي بدعم كبير منذ عامين، ويؤكد أن العالم يرى أن الأشخاص لا سيما فى مناطق النزاع يجب أن يتمكنوا من الحصول على رعاية طبية آمنة، لم يحترم حيث سجلت اللجنة منذ مايو 2016 وحتى اليوم 1200 حادثة عنف استهدفت مرافق الرعاية الصحية أو طواقمها فى 16 بلدا فقط. وقالت إنه وخلال الأسبوع الجاري، إقتحم رجال مسلحون مستشفى في جمهورية أفريقيا الوسطى، حيث يعمل فريق طبي جراحي لها وقاموا بتهديد المرضى والطاقم الطبي ومتطوعي الصليب الأحمر، كما أوقفت سيارة اسعاف وتعرض طاقمها للتهديد في الشارع. وأضافت أنه في أفغانستان أفضت الهجمات ضد العاملين الصحيين أو استخدام أو تدمير المرافق الصحية من قبل من يحملون السلاح وتوجيه تهديدات وتنفيذ عمليات خطف وقتل للطواقم الطبية، الى الحد من وصول الآلاف، إن لم يكن الملايين من المدنيين لخدمات الرعاية الصحية. وقال رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر بيتر ماورر إن الهجمات التي تستهدف المرافق الصحية وطواقمها مأساة مزدوجة، وإن مثل هذه الهجمات تصيب طالبي الرعاية الصحية ومقدميها وتشوه أجسادهم كما تحرم أيضا عددا لا حصر له من المدنيين من الحصول على المساعدة في المستقبل. وأشار الى أن تمرير قرار مجلس الأمن 2286 في مايو 2016 كان خطوة تنطق بالعزم إتخذها المجتمع الدولي لمواجهة الهجمات العنيفة ضد الرعاية الصحية، ولكن الالتزامات تلك يجب أن يتبعها تحرك. وطالب ماورر بتفعيل العديد من الاجراءات فى مناطق النزاع ومنها إحجام القوات المسلحة عن مهاجمة المدنيين أو البنية التحتية المدنية بما في ذلك مرافق الرعاية الصحية وطواقمها ومركباتها، ورفع أي حصار يحول دون إيصال المواد الطبية الضرورية للمحتاجين، وإجلاء المرضى والجرحى، بالاضافة الى اجراء تحقيقات بشأن حوادث العنف التي تستهدف الرعاية الصحية ومساءلة مرتكبي الحوادث التي تنتهك القانون الدولي الإنساني. وقال بيان اللجنة الدولية للصليب الاحمر إن حوادث تدمير البنية التحتية الصحية وتعطيل الخدمات الطبية كانت صادمة على نحو خاص في النزاعات الدائرة في الشرق الأوسط، حيث أن أكثر من نصف مستشفيات سورية العامة ومراكز الرعاية الصحية بها أغلقت أو لم تعد تعمل إلا بجزء من طاقتها وبعض هذه المرافق الصحية استهدفتها ضربات جوية عديدة كما أُعيق باستمرار تنفيذ عمليات الامداد بالمواد الطبية في مناطق معينة من البلاد وكذلك اجلاء الجرحى والمرضى. وأشار الى أنه فى العراق كان تدمير البنية التحتية المدنية في المناطق المتضررة جراء الأعمال العدائية الأخيرة هائلا، ففي محافظة صلاح الدين أضير أكثر من ثلث المراكز الصحية أو دمر بالكامل، وفي اليمن لم يعد يعمل من البنية التحتية في مجال الصحة بنهاية عام 2017 إلا 45% منها فقط، وغالبيتها لا يوجد بها إمدادات طبية كافية.