يعد مدفع رمضان من أجمل الأصوات التى عشقها المسلمون، فقد اعتادوا على سماع صوت المدفع إيذانًا بانتهاء الصوم وحلول وقت الإفطار، وكان الأطفال والكبار يتهافتون لسماع صوت المدفع حتى تجلس الأسرة على المائدة استعدادا للإفطار. يعد المدفع من أهم الطقوس الرمضانية فى مصر والتى ارتبط بها الوجدان، وتعم الفرحة والسعادة عند سماع صوته بتلك الكلمات التى تسبقه «مدفع الإفطار.. إضرب»، ويشير التاريخ إلى أن المسلمين كانوا أيام الرسول يأكلون ويشربون من الغروب حتى وقت النوم، وعندما بدأ استخدام الأذان اشتهر بلال وابن أم مكتوم بأدائه، وقد حاول المسلمون على مدى التاريخ أن يبتكروا الوسائل المختلفة إلى جانب الآذان للإشارة إلى موعد الإفطار، إلى أن ظهر مدفع الإفطار إلى الوجود. وفى جولة ل«البوابة» تم رصد أقدم مدفع متواجد فى قلعة صلاح الدين الأيوبي، ذلك المدفع الموجود فى متحف الشرطة القومى على ارتفاع 170 مترًا موضوع على قاعدة حديدية تتوسطها عجلة لتحريك ماسورة من الصلب وكان صوته عندما ينطلق يتردد فى الأفق لمسافة 10 كيلومترات. ويقول بسام وجيه، مرشد سياحي، إن بداية فكرة مدفع رمضان كانت عن طريق الصدفة، والبداية كانت فى العصر المملوكى فى عهد السلطان «خوشقدم»، عندما كان يجرب مدفع قد أهدى إليه، وأثناء التجربة تصادف ذلك مع موعد أذان المغرب وكان فى أول أيام شهر رمضان من عام 865 ه، وظن حينها عامة الناس أن هذا ابتهاج بقدوم شهر رمضان الكريم. وتابع أنه عندما رأى السلطان البهجة استحسن تلك الفكرة وقرر المضى فى إطلاق المدفع كل يوم إيذانًا بالإفطار، ثم أضاف بعد ذلك مدفعى السحور والإمساك، وظل ذلك الأمر حتى عصر محمد علي، حيث وضع محمد على مدفعا فى هذا المكان استمرارا للمدفع الأول، وظل المدفع يضرب من القلعة حتى عام 1991، وتم نقله من القلعة، إلى الدراسة ثم إلى المقطم، نظرا لتأثيره على المبانى الأثرية بالمنطقة. وأكد «وجيه» أنه تم إطلاقه من المقطم لفترة قصيرة إلا أنه توقف بعدها؛ نظرا لتأثيره على المبانى هناك، ولم يتم بعدها ضرب المدفع منذ ذلك الحين، وأصبح عبارة عن تراث تاريخى.