23 سنة من العطاء.. ومشاريع خيرية لمحاربة العطش.. ورد الجميل: «قرصنة» جوية امتد العطاء الإماراتى للصومال لنحو 23 عاما، وعملت الإمارات على تسخير المساعدات الإنسانية والمشاريع التنموية لمحاربة الجفاف والعطش فى الصومال، إلى جانب المساعدات العسكرية وتدريب الجيش النظامى، ما جعل الانزعاج الإماراتى كبيرا للغاية عندما احتجزت السلطات الأمنية الصومالية، فى 8 أبريل 2018، طائرة مدنية خاصة مسجلة فى الإمارات بمطار مقديشو الدولى، وعلى متنها عناصر قوات الواجب الإماراتية، وقيام بعض العناصر الأمنية الصومالية بالاستيلاء على المبالغ المالية المخصصة لدعم الجيش الصومالى ودفع رواتب المتدربين. ومنذ التسعينيات قامت الهيئات الخيرية الإماراتية بحفر الآبار، لتوفير مياه لأكبر عدد ممكن من السكان، وقالت مؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان إن الدور الإماراتى اتسع فى عامى 2011-2012 بعد المجاعة التى ضربت الصومال، حيث اهتمت المؤسسات الخيرية الإماراتية بتقديم العون للمتضررين بالمجاعة فى الصومال، وأطلقت حملة «سقياهم» لجمع التبرعات من أجل المتضررين بالمجاعة فى الصومال، التى بلغت حتى الآن 7 ملايين درهم لمساعدة الصومال. ونفذت المؤسسة العديد من المشاريع لمحاربة العطش، ففى مدينة هرجيسا شمال الصومال، وهى المدينة التى تضم أهم المشاريع الإنمائية فى الصومال، ومن بينها مشروع استخراج المياه وبناء أطول خط لنقله إلى السكان. بدأ العمل فيه بحفر 13 بئرا لاستخراج المياه وبناء خزانات عملاقة لتجميعها وضخها من منطقة حنبوينى إلى مدينة هرجيسا الصومالية، وتنفيذ خط لنقل المياه المستخرجة من الآبار يبلغ 52 كيلومترًا وبطاقة تفوق المليون جالون يوميًا، ليخدم 250 ألف شخص فى مدينة هرجيسا. ودشنت المؤسسة فى 2017 أكبر سد خرسانى فى الصومال، وذلك لتزويد مدينة هرجيسا والمناطق المجاورة بالمياه، لرى دوائر السقى، وتخزينها للاستفادة منها فى موسم الجفاف، وتم إنجازه فى 13 شهرًا، وهو يأتى ضمن سلسلة مشاريع أخرى نفذتها المؤسسة فى الصومال، ويقع فى وادى حنبوينى، شمال الصومال، على بعد نحو 70 كيلومترًا شرق مدينة هرجيسا، ويوفر السد كمية من المياه تقدر ب650 ألف جالون يوميًا، خلال موسم الجفاف فى منطقة هرجيسا. وتقدر الطاقة التخزينية للسد بنحو 350 ألف متر مكعب، وهو بطول 150 مترًا، وارتفاع 11 مترًا، وتبلغ مساحة المسطح المائى للسد نحو 110 آلاف متر مربع، ويشمل مبنى للحراسة ومولد كهرباء، إضافة إلى مبنى إدارة المشروع. وأشارت مؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان إلى أن الإمارات، فى سبيل تحقيق الأمن، أرسلت كتيبة من قواتها المسلحة إلى الصومال، فى مطلع التسعينيات، للمشاركة فى عملية إعادة الأمل ضمن نطاق الأممالمتحدة، اعتمادًا على قرار مجلس الأمن الدولى الذى كان يحمل رقم «814»، والمؤرخ ب4 مايو 1993، وذلك فى أعقاب انهيار الحكومة الصومالية. وشاركت الكتيبة فى عملية إعادة الأمل، وعززت قواتها فى الصومال بإرسال كتيبة ثانية فى أبريل من العام نفسه. وشاركت الإمارات أيضا، وضمن عملية إعادة الأمل، فى تدريب وبناء الجيش الصومالى، ففى 2014 وقّعت الإماراتوالصومال مذكرة تفاهم فى مجال التعاون العسكرى، وتدريب قوات حرس القصر الرئاسى، وتمّ حتى الآن تخريج 210 من الجنود والضباط الذين تلقوا تدريبات فائقة فى الإمارات، كما شمل بناء معسكرات للجيش والشرطة، وافتتاح مشروع بناء معسكر كبير لتدريب القوات المسلحة الصومالية فى مقديشو العاصمة، كما تم بناء مراكز للشرطة فى كل من مدن أفغويى ومركه وبيدواه وجوهر. وقدمت الإمارات عددا من السيارات العسكرية والمصفحات إلى إدارة بونت لاند فى شمال شرقى الصومال، لمساعدة قوات خفر السواحل ومكافحة القرصنة التابعة للإدارة، وتوفير السيولة لدعم القوات الأمنية فى مدينة كسمايو العاصمة الإدارية لولاية جوبا، وإدارة جنوب غرب الصومال. وقالت الإمارات إن هذا وغيره قوبل من جانب السلطات الصومالية بعمليات قرصنة «جوية» باقتحام طائرة مدنية إماراتية