بينما تباطأ التحرك الغربى بقيادة الولاياتالمتحدةالأمريكية، نحو اتخاذ إجراء عسكرى ضد سوريا، توالت التقارير والتحليلات التى تدور حول عدد الصواريخ الأمريكية ونوعها ومدة الهجوم والمواقع المستهدفة، حال اتخاذ قرار نهائى بالحرب، كما استمرت الردود من حلفاء النظام السوري، روسيا وإيران و«حزب الله» اللبنانى الشيعي. وكانت الأمور هدأت حين قال الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، إنه لم يحدد وقتا بعد لضرب سوريا، على نحو بدا كأنه تراجع، لأن الضربة تحمل كل أنواع المخاطر التى تُقلق المخططين العسكريين والدبلوماسيين على حد سواء، وفقا لصحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية، التى اعتبرت أن تحذير «ترامب» عبر موقع «تويتر»، والتأخر فى بدء تنفيذ تهديداته، منحت حكومة الرئيس السورى وقتا للاستعداد، إذ ذكر اثنان من مسئولى وزارة الدفاع أن الجيش السورى نقل بعض طائراته الرئيسية إلى قاعدة روسية، حيث افترض أن الأمريكيين لن يشنوا هجوما عليها، وقام القادة الروس أيضا بنقل بعض قواتهم العسكرية؛ تحسبا للتحرك الأمريكي. لكن أندرو تابلر، الباحث السورى بمعهد واشنطن لسياسة الشرق الأوسط يبرر ذلك التحذير بقوله: «تريد (أمريكا) إصابة أهداف عسكرية ومعدات عسكرية بأكبر قدر ممكن؛ لأن الجيش السورى هو الذى يتولى تنفيذ هذه الأعمال الوحشية. تريد أن تتأكد من وصول الرسالة وتقويض قدراتهم العسكرية»، على حد قوله. وفى هذا السياق، نقلت صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية عن «مسئول أمريكى رفيع»، قوله، إن الأهداف السورية المتوقع أن توجه لها الولاياتالمتحدة ضربات، هى «مخازن للسلاح الكيماوى ومطارات عسكرية». وأشارت الصحيفة إلى أن من بين الأهداف الأولى مطارين، أحدهما مطار الشعيرات الذى خرجت منه الطائرات المحملة بالسلاح الكيماوي، ومطار آخر لم تفصح عنه. أما الهدف الثاني، بحسب الصحيفة، فسيكون مخازن ومراكز أبحاث تطوير السلاح الكيماوي. وقالت هيئة الإذاعة البريطانية «بى بى سي»، أمس الجمعة، إن وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) نشرت أكبر أسطول بحرى وجوى لها منذ غزو العراق، استعدادًا لتوجيه الضربة العسكرية المُحتملة ضد نظام بشار الأسد فى سوريا، رغم تأجيل قرار التنفيذ. وأشارت «بى بى سي» إلى أن المدمرة الأمريكية «يو إس إس دونالد كوك»، محملة بقرابة 60 صاروخًا من طراز «توماهوك»، وهى فى وضع الاستعداد فى مياه البحر المتوسط. كما نشرت الولاياتالمتحدة 3 مدمرات أخرى، فيما أبحرت حاملة الطائرات العملاقة «يو إس إس هارى إس ترومان» يوم الأربعاء الماضى من ولاية فيرجينيا فى طريقها إلى المنطقة، محملة بنحو 90 طائرة حربية، و5 سفن حربية، وصواريخ توماهوك، التى تعد من أفضل وأكثر الأسلحة فعالية ودقة فى الترسانة الصاروخية الأمريكية. ووفقًا ل«بى بى سي» فإن عدة طائرات من طراز «بي-2 ستيلث» (الشبح المخادعة لأجهزة الرادار) غادرت ولاية ميزوري، محملة بقنابل عالية الدقة وصواريخ «توماهوك». فى المقابل، نقل موقع «إنسايدر» عن وسائل إعلام روسية، استعدادات موسكو لمواجهة الحرب المحتملة التى قد تشنها الولاياتالمتحدة ضد النظام السوري، بعد هجمات كيماوية ضد مدنيين. وبحسب الموقع، فإن روسيا ستواجه الحرب بعتاد عسكرى إلكتروني، تتقدمه طائرة الإنذار المبكر A-50U، فضلًا عن محاولة إمكانية تعطيل الصواريخ الأمريكية بالتشويش عليها. ونقل الموقع، أن «الجيش الروسى قد يستخدم ردا محدودا- باستخدام معدات الحرب الإلكترونية المحمولة جوا لمضايقة السفن الأميركية، وإفساد الوصول إلى أهدافها. ونشرت موسكو عشرات الطائرات فى قاعدة حميميم الجوية فى سوريا بينها مقاتلات وقاذفات، فضلا عما يتراوح بين 10 و15 سفينة حربية وسفينة دعم فى البحر المتوسط. بحسب تقديرات أوردتها وكالة «رويترز». وتملك القوات السورية والروسية صواريخ أرض جو محمولة على شاحنات فضلا عن أنظمة مدفعية مضادة للطائرات. ونقلت وكالة «إنترفاكس» للأنباء عن مشرع روسى قوله يوم الخميس، إن سفنا روسية غادرت قاعدة طرطوس البحرية فى سوريا. ونقلت الوكالة عن فلاديمير شامانوف، رئيس لجنة الدفاع بمجلس النواب، قوله، إن السفن غادرت القاعدة المطلة على البحر المتوسط حرصا على سلامتها، مضيفا أن هذا «إجراء عادي» عند وجود تهديدات بشن هجوم.