كتبت- تهانى شعبان: خيم شبح الحرب العالمية على سوريا خلال الساعات الماضية بعد تحركات عسكرية أمريكية وأوروبية غير مسبوقة. توجه أكبر أسطول بحرى وجوى أمريكى إلى سواحل سوريا، استعدادًا لتوجيه ضربة عسكرية مُحتملة ضد نظام بشار الأسد. يأتى ذلك فيما لم يتخذ الرئيس الأمريكى دونالد ترامب قرارًا نهائيًا بشأن الضربة بعد اجتماعه مع كبار مستشاريه للأمن القومى. وقالت هيئة الإذاعة البريطانية «بى بى سى»، إن هذا يعد أول تحرك للمجموعة بعد غزو العراق عام 2003. وحشد الأمريكيون 10 سفن حربية وغواصتين فى البحر الأبيض المتوسط والخليج العربى، وأشارت الهيئة إلى أن المدمرة الأمريكية «يو إس إس دونالد كوك»، محملة بقرابة 60 صاروخاً من طراز «توماهوك»، وهى على أهبة الاستعداد فى مياه البحر المتوسط. كما نشرت الولاياتالمتحدة ثلاث مدمرات أخرى، فيما أبحرت حاملة الطائرات العملاقة «يو إس إس هارى إس ترومان» الأربعاء الماضى من ولاية فيرجينيا فى طريقها إلى المنطقة، محملة بنحو 90 طائرة حربية، بالإضافة إلى 5 سفن حربية، وصواريخ توماهوك، التى تعد من أفضل وأكثر الأسلحة فعالية ودقة فى الترسانة الصاروخية الأمريكية. ووفقًا ل«بى بى سى» فإن عدة طائرات من طراز «بى-2 ستيلث» (الشبح المخادعة لأجهزة الرادار) غادرت ولاية ميزورى، محملة بقنابل عالية الدقة وصواريخ «توماهوك». وتضع الولاياتالمتحدة 8 أهداف رئيسية لضربتها المحتملة لنظام الأسد، بحسب ما ذكرته شبكة «سى أن بى سى» الأمريكية، التى نقلت عن مصدر قوله إن واشنطن حددت أهدافاً فى سوريا من بينها مطاران عسكريان، ومركز أبحاث، ومركز للأسلحة الكيميائية. كما تقبع الفرقاطة الفرنسية «Aquitaine» فى شرق البحر المتوسط وعلى متنها 32 صاروخاً. كما تم توجيه الغواصات البريطانية المجهزة بصواريخ كروز إلى الشواطئ السورية. وكشفت صحيفة «التلجراف» أن رئيسة الوزراء البريطانية قد أمرت بالفعل الغواصات البريطانية بالاقتراب من السواحل السورية. وقالت صحيفة التايمز البريطانية أن الضربة العسكرية على سوريا يمكن أن تكون فى عطلة نهاية الأسبوع المقبل، وذلك قبل عودة أعضاء البرلمان البريطانى من عطلة عيد الفصح يوم الاثنين 16 أبريل. جاء ذلك على ضوء توافق الرئيس الأمريكى، دونالد ترامب، ورئيسة الوزراء البريطانية، تيريزا ماى، على رد فعل مشترك، بسبب الهجمات الكيميائية المزعومة فى مدينة دوما فى سوريا. وأصدر ترامب وماى، بيانا مشتركا، وعدا فيه بمنع أى استخدام آخر للأسلحة الكيميائية من قبل الحكومة السورية. من جانبه حذر وزير الدفاع الأمريكى جيمس ماتيس من أن أى قرار متسرع بتوجيه ضربة عسكرية لسوريا، قد يشعل حربا واسعة النطاق بين الغرب من جهة، وروسيا وإيران من جهة أخرى. ونقلت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية عن مصادر أمريكية مسئولة، أن وزير الدفاع الأمريكى حذر فى اجتماع مغلق مع الرئيس دونالد ترامب من أن ضرب الولاياتالمتحدة وحلفائها سوريا، قد يشعل صراعاً واسع النطاق بين الغرب من جهة، وروسيا وإيران من جهة أخرى. وأضافت: «خلال اجتماع مغلق، طالب ماتيس بضرورة الحصول على أدلة أكثر فاعلية على ضلوع بشار الأسد فى الهجوم الكيميائى، وهو أمر مهم لإقناع العالم بضرورة العمل العسكرى». ولفتت الصحيفة إلى أنه بعد لقاء وزير الدفاع مع الرئيس ترامب، أعلنت السكرتيرة الصحفية للبيت الأبيض سارة ساندرز أن قرار ضرب سوريا لم يُتخذ بعد. وحذرت روسياالولاياتالمتحدة من تنفيذ ضربات جوية فى سوريا، وما يمكن أن تؤدى إليه هذه الضربات من حرب بين الدولتين. وقال السفير الروسى لدى الأممالمتحدة، فاسيلى نيبينزيا، إن «الأولوية القصوى لدينا هى تفادى خطر الحرب»، متهماً واشنطن بأنها تهدد السلام العالمى، وأن الموقف «بالغ الخطورة». وأضاف نيبينزيا: «لسوء الحظ، لا يمكننا استبعاد أى من الاحتمالات القائمة»، وذلك أثناء الإجابة عن أسئلة الصحفيين كما نوه بأن «خطر التصعيد» قائم بسبب الوجود العسكرى الروسى فى سوريا. وحذر عدد من كبار المسئولين فى روسيا، من بينهم قائد الجيش، من أن الدفاعات الروسية سوف تُسقط الصواريخ الأمريكية وتستهدف مواقع إطلاقها حال تشكيلها خطراً على القوات الروسية فى سوريا. كما طالب السفير الروسى لدى الأممالمتحدة مجلس الأمن بالاجتماع مرة ثانية لمناقشة إمكانية قيام قوى الغرب بعمل عسكرى فى سوريا.