أكد خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمى بسيناء ووجه بحرى أن تجربة إنشاء قاعة للعرض المتحفى لمقتنيات دير سانت كاترين داخل الدير، هى تجربة رائدة لإنشاء معارض ذاتية بدأت منذ عام 2001 واستمرت حتى الآن. وقال ريحان - فى تصريح له اليوم- "إن المتحف يقع فى أجمل موقع بالدير مواجها لكنيسة التجلى الكنيسة الرئيسية بالدير، وشجرة العليقة الملتهبة الذى ناجى عندها نبى الله موسى ربه وتعانق برج كنيسة التجلى مع مئذنة الجامع الفاطمى داخل الدير لتتعانق الأديان فى بقعة واحدة لا مثيل لها فى العالم". وأوضح أن المتحف يضم العهدة النبوية، وهو كتاب العهد الذى كتب للدير فى عهد نبى الله محمد (صلي)، حيث كان فى الأصل محفوظا فى الدير إلى أن فتح السلطان سليم مصر عام 1517م فأخذ الأصل وأعطاهم نسخة معتمدة منه مع ترجمتها بالتركية، مشيرا إلى أن المتحف يحوى عدة نسخ منها، وهو العهد الذى أمن الرسول (صلي) المسيحيين على أموالهم وأنفسهم ومقدساتهم وممتلكاتهم، كما يحوى أشهر مخطوطات الدير والتحف الفنية المختلفة المهداة للدير عبر العصور من تحف معدنية وخشبية رائعة. وطالب ريحان بتعميم تجربة العرض المتحفى الذاتى لتشمل بقية الأديرة والكنائس التى تمتلك مقتنيات وذخائر نادرة، وكذلك فى المساجد الأثرية الكبرى والقصور التاريخية والوزارات والنقابات والنوادى العريقة والبنوك وغيرها، وتتمثل فى معرض دائم للمقتنيات التذكارية الخاصة بالموقع تحكى تاريخ المكان وتبرز وجهه الحضارى، على أن تكون تابعة للمكان نفسه أو الوزارة المعنية أو خاضعة لإشراف وزارة الدولة لشئون الآثار فى حال وجود مقتنيات أثرية. كما طالب بأن تكون هذه القاعات مؤسسات تعليمية تثقيفية لا تهدف إلى أى عائد مادى مما يسهم فى تحويل مصر بأكملها لمعارض ثقافية وتعليمية وعلمية وتاريخية وأثرية دائمة تعيد لمصر دورها الريادى كمركز عالمى لنشر الثقافة والمعرفة بما يتواءم مع حضارتها العظيمة التى علمت العالم الهندسة والطب والفلسفة والرياضة والأدب والفن. واستعرض الدكتور ريحان بداية إنشاء المتحف داخل دير سانت كاترين، قائلا "إن رهبان الدير استغلوا موقع تاريخى بأحد أبراج الدير بمنتصف الجدار الشمالى الشرقى، وهو برج القديس جورج، وسمى بذلك لوجود كنيسة القديس جورج بداخله، مبينا أن البرج يتكون من أربعة مستويات، المستوى الأول به مدخل المقدسين المسيحيين فى رحلتهم للقدس عبر سيناء حيث كانوا يدخلون منه إلى الدير، والمستوى الثانى به ما يسمى "سكيفو فيلاكيون" وهو المكان المخصص لحفظ الأغراض الدينية من أيقونات وأوانى مقدسة وثياب مقدسة، بالإضافة إلى مخطوطات الدير. وأضاف أن المستوى الثالث به الدوفارة وهو الونش الذى كان يتم عن طريقه سحب المؤن وأحيانا الأشخاص للدير فى العصور الوسطى، والمستوى الرابع به كنيسة القديس جورج الذى أعيد بناؤها عام 1803م. وأوضح ريحان أن هذا البرج مايزال يحتفظ بالتخطيط الأصلى منذ بناء الدير فى القرن السادس الميلادى شاملا الدراوى العلوية والممر الداخلى، لافتا إلى حدوث زلزال فى القرن ال13 وال14 الميلادى أدى لتهدم جزء من البرج، وفى عام 1798م تهدم جزء آخر من البرج نتيجة سيول شديدة وقام كليبر الذى أرسله نابليون عام 1801م بترميم البرج. وأشار إلى أنه فى هذا الترميم تم كساء البرج من الخارج بكسوة خارجية غيرت من شكل البرج الذى كان فى الأصل برج مربع، وفى عام 1971م تهدم الجزء العلوى من البرج شاملا كنيسة القديس جورج نتيجة حريق، ولم تصل النار للمخطوطات الموجودة ب"سكيفو فيلاكيون". ونوه ريحان بأنه كانت قد أجريت ترميمات سريعة بالبرج عام 1977 للجزء الجنوبى من كنيسة القديس جورج بعمل أرضية أسمنتية، كما أعيد بناء "سكيفو فيلاكيون" باستخدام الأسمنت واستعملت لوقت قصير عام 1988 كسكن مؤقت لمطران الدير، ومنذ عام 1988 حتى عام 2001 استخدمت كمخزن، كما تم ترميم الواجهة عام 2001 وإعدادها كقاعة لعرض أيقونات ومقتنيات الدير طبقا لأساليب العرض المتحفية، وهى الآن معرض لأيقونات وذخائر الدير.