بعد 702 يوم من التوقف تعود الحياة من جديد ل"استاد القاهرة" باستضافة القمة الثانية للدوري المصري في الموسم الجديد 2013/2014 بين الزمالك والإسماعيلي بذكريات "اليوم الأسود" 1 فبراير 2012، ذكرى مذبحة بورسعيد عقب مباراة المصري والأهلي والتي راح ضحيتها 72 مشجعا من جماهير النادي الأهلي. الصدفة لعبت دورها حيث يستضيف الملعب نفس الفريقين اللذان خاضا آخر مباراة أقيمت باستاد القاهرة يوم الأربعاء الأول من فبراير 2012 في الجولة ال17 من الدوري، والتي لم تكتمل حيث تم إلغاؤها عقب نهاية الشوط الأول وكانت النتيجة تشير لتعادل الفريقين بهدفين بعد أن جاءت الأخبار غير السارة من بورسعيد بسقوط ضحايا ومصابين وهو ما جعل الفريقين يرفضان إكمال اللقاء وقتها في واقعة نادرة بالكرة المصرية التي ينتهي فيها لقاء بعد نهاية الشوط الأول. ستاد القاهرة الدولي هو الاستاد الرسمي للمنتخب المصري لكرة القدم تأسس عام 1958 في عهد الرئيس جمال عبد الناصر تحت اسم ستاد ناصر وتم تجديده عام 2004 بمبلغ 150 مليون جنيه. وقد شهد هذا الملعب كأس الأمم الأفريقية لعام 2006 والتي فازت بها مصر ويتسع إلى 74،100 متفرج. يعتبر ستاد القاهرة الدولي هو الأول من نوعه ذو المعايير الأوليمبية في منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا ويقع في منطقة مدينة نصر شمال شرق القاهرة قام بتصميمه المهندس المعماري الألماني "فيرنر مارش"وهو نفس المهندس الذي قام بتصميم الاستاد الأولمبي في برلين الذي استضاف دورة الالعاب الأولمبية في سنة 1936، وقد اكتمل بناؤه عام 1960 وافتتحه الرئيس الراحل جمال عبد الناصر في احتفالات ثورة يوليو في نفس العام. وفي عام 2005 قام المسئولون بتطوير ستاد القاهرة لكي يلائم المعايير الأوليمبية القياسية الجديدة في القرن الحادي والعشرين حيث شهد بعدها بعام بطولة كأس الأمم الأفريقية 2006. ويقع الاستاد على بعد 10 كيلومترات من مطار القاهرة الدولي و30 كليومتر من وسط مدينة القاهرة. و يمثل ستاد القاهرة علامة هامة في البنية الرياضية المصرية حيث تقام أهم المباريات المصرية على استاد القاهرة حيث يشهد كل عام مباريات القمة بين النادي الأهلي ونادي الزمالك ومباريات منتخب مصر لكرة القدم. ولكنه وشأنه شأن باقي مصر كلها أصابه الشلل في السنوات الماضية وتجمدت (نجيلته) التي كانت تتنفس بكرة القدم وأصاب الصدأ المدرجات من عدم إقامة المباريات عليه فاستاد القاهرة ليس مجرد ملعب بالنسبة لجمهور الكرة المصرية ولكنه بمثابة البيت الكبير وهو ببساطة مقبرة الفرق الإفريقية الكبرى على مدار التاريخ. وإقامة مباراة الليلة عليه يعتبر حدثا تاريخيا، لأنه سيعيد الملعب الأكبر في مصر للخدمة بعد توقف طويل بسبب الظروف الأمنية التي ضربت البلاد وأصابت العباد في الشهور الماضية على أمل أن يكون ذلك بمثابة مؤشر جيد بعودة الحياة الرياضية سيرتها الأولى بعيدا عن التجميد والالغاء أو التأجيل، واذا كان لقاء اليوم سيقام بدون جمهور فإن الأهم أن تعود الحياة للملعب الكبير ومن ثم يكون رجوع الجمهور خطوة لاحقة بالتنسيق بين الجهات المعنية حفاظا على الأمن العام. ولاستاد القاهرة أكثر من ذكرى سيئة مع المباريات بعد ثورة 25 يناير لعل أبرزها موقعة الجلابية التي أثارت جدلا كبيرا في مباراة الزمالك والإفريقي التونسي بدوري أبطال إفريقيا قبل أكثر من عامين، كما أن الاشتباكات بين جمهوري الأهلي والزمالك في قمة الدور الثاني لموسم 2010 /2011 لا تزال عالقة بأذهان كل من عاصر هذه اللحظة التي قامت فيها قوات الشرطة العسكرية بالفصل بين الطرفين وتأمين خروج الفريقين من الملعب. الأكيد أن الجميع يدعو بعودة الحياة لاستاد القاهرة بعد أن (اتشحطط) المنتخب الوطني ما بين الجونة وبرج العرب لخوض مبارياته فضلا عن الأهلي والزمالك الذي يعد الاستاد هو الملعب الرئيس لهما، ما من شأنه أن يضع الكرة المصرية على الطريق الصحيح بعد سنوات من الإخفاقات.