إياد أمين مدني 67 عاماً، الأمين العام المنتخب لمنظمة التعاون الإسلامي سعودي الجنسية، تولى اليوم رسميا منصبه الجديد رسميا خلفا للتركي أكمل الدين إحسان أوغلو. وقال أوغلو عن خلفه مدني، أنه سيحمل الأمانة مثله وأكثر، لأن إحساسه بهموم الأمة لا ينقطع. وإياد بن أمين مدني، كان وزير سعودي سابق لوزارة الحج ووزارة الثقافة والإعلام ولد في 14 جمادي الأولى عام 1365ه في مدينة مكةالمكرمة بالمملكة العربية السعودية وهو نائب رئيس مجلس أمناء مؤسسة الملك عبد الله بن عبد العزيز لوالديه للإسكان التنموي. وتخرج مدني في مدارس المدينةالمنورة، وحصل على شهادة البكالوريوس في إدارة الإنتاج من جامعة أريزونا بالولايات المتحدةالأمريكية، كما منح درجة الدكتوراه الفخرية من الجامعة الإسلامية العالمية بماليزيا (IIUM) في مجال العلاقات الدولية. وشغل الأمين العام المنتخب لمنظمة التعاون الإسلامي إياد مدني عدة مناصب رفيعة سابقاً، وهي: رئيس تحرير صحيفة سعودي جازيت، ومدير عام مؤسسة عكاظ للصحافة والنشر، وعضو مجلس إدارة الشركة الوطنية الموحدة لتوزيع الصحف، وعضو مجلس إدارة مصلحة المياه والصرف الصحي في المدينةالمنورة، وعضو مجلس إدارة البنك السعودي الفرنسي، ووزير الحج السعودي، ووزير الثقافة والإعلام السعودي بعد تدوير وزارته مع الوزير الدكتور فؤاد الفارسي. كما تولى عدة مسئوليات إعلامية قبل عمله في الدولة حيث كون مجموعة للاستشارات الإعلامية والتسويقية لتقديم الخدمات الاستشارية المتخصصة في مجالات الإعلام والاتصالات، والتسويق، وتنمية القوى البشرية. ويعرف مدني بين المثقفين السعوديين برؤيته العميقة وهدوئه وميله إلى عدم الحديث بكثرة إلى وسائل الإعلام، وفيما يؤكد مقربون منه أنه "متدين"، ويصفه آخرون بأنه أحد دعاة الليبرالية في السعودية، حيث أعادت وزارة الإعلام في عهده العديد مما يعتبره هؤلاء "محرمات" إلى أجندة التلفزيون والإذاعة. ارتبط في ذهن الكثيرين بصورته حين كان وزيرا للإعلام، وظهر على جميع القنوات التلفزيونية مطلع أغسطس 2005، ناعيا العاهل السعودي الراحل الملك فهد بن عبد العزيز، ومعلنا عن بيعة الأسرة المالكة للأمير عبد الله بن عبد العزيز ملكا على البلاد. وبعد أشهر قليلة فقط أصبح مدني الوزير الأكثر إثارة للجدل داخل الحكومة السعودية، والأكثر تعرضا للانتقاد على خلفية "السياسة المنفتحة" التي انتهجتها وزارة الإعلام في عهده. حيث أعاد مدني المرأة للتليفزيون كمقدمة لنشرات الأخبار في عهده، وبدأ التليفزيون في بث الموسيقى والأفلام، الأمر الذي جعله عرضة لانتقادات مباشرة ومتواصلة من التيار المحافظ داخل المملكة، متهمين إياه بأنه "ليبرالي علماني تجاوز الخطوط الحمراء". وزادت الانتقادات تباعا بعد تخفيف الرقابة على معرض الرياض الدولي للكتاب، وإعلانه صراحة تأييد افتتاح دور سينما بالمملكة، بل وتشجيعه على إقامة مهرجانات لأفلام للشباب، حيث حرص بنفسه على افتتاح المسابقة السينمائية السعودية الأولى، التي انطلقت في الدمام تحت عنوان "أفلام سعودية 2008". ورغم الانتقادات الشديدة التي وجهت لمدني من التيار المحافظ، فإنه لم يسلم من انتقادات المثقفين السعوديين أيضا، الذين اتهموه بالمسئولية عن إلغاء انتخابات الأندية الأدبية. ورغم وصفه بأنه أحد دُعاة الليبرالية في المملكة، فإن مدنيا يقف موقفاً صريحاً ومعارضاً لليبرالية، إذ يقول في مقالته (إلى اليسار در): "مرة أخرى، يجب أن نكرّر أن رفض الليبرالية ورفض أفكار اليسار يعني بالضرورة تقديم البديل، ومنطقة الجزيرة والخليج تمتلك إمكانية تقديم هذا البديل، بحكم أنهما لم يقعا ضحية الفكر الليبرالي الغربي أو الماركسي اليساري وبحكم إصرارها التاريخي على تقديم الممارسة الإسلامية على التبني غير المشروط لأفكار الآخرين". وحصل مدني على عدة جوائز وأوسمة دولية منها ميدالية تقدير من جمهورية الصين ووسام للفارس الأكثر بروزا PSM من دولة ماليزيا ووسام من جلالة سلطان عمان ووسام من إيطاليا.