فى مفاجأة من العيار الثقيل عززت صدق الرواية السعودية، بأن إيران تقوم بعمليات إمداد للحوثيين بالصواريخ الباليستية؛ لقصف مدن ومحافظات المملكة اعترف مصدر من داخل الحرس الثورى الإيرانى فى تصريحات لإحدى الصحف الكويتية، إن الاتجاه حاليًا لمساعدة الحوثيين فى تصنيع الصواريخ الباليستية داخل اليمن، نتيجة العراقيل الكبيرة، التى تواجه تهريب الصواريخ إلى الحوثيين، فضلًا عن خوف إيران من العقوبات الدولية عليها. وتتبع إيران ذات الاستراتيجية التخريبية فى كل من لبنان وسوريا، ولطالما اتهمت الرياضطهران بإمداد الحوثيين بتلك النوعية من الصواريخ القادرة على الوصول إلى العمق السعودى، لكن دأبت إيران على إنكارها والاستخفاف منها. كما حاول الأمين العام ل«حزب الله» اللبنانى، حسن نصر الله، الترويج فى وقت سابق أن جماعة «أنصار الله» الحوثى، باتت تمتلك التكنولوجيا، التى تؤهلها لتصنيع الصواريخ الباليستية، وحاول نفى الاتهام عن إيران. وتساعد إيران الحوثيين فى هذا المجال من خلال توفير محركات خاصة بالصواريخ الباليستية، وتكنولوجيا صناعتها، فضلًا عن تزويدهم بالوقود الجامد، وأن فرقًا هندسية تابعة للحوثيين تلقت تدريبات فى طهران على أيدى مهندسين من «حزب الله»، خبراء فى صناعة تلك الصواريخ وسط ظروف مشابهة للموجودة فى اليمن. المصدر الإيرانى قال «إن الحوثيين استطاعوا الحصول، عبر السوق السوداء، على عشرات من محركات الصواريخ، ومعظمها روسى الصنع، أو من كوريا الشمالية، كما أن مواصفاتها تطابق تلك، التى تستوردها إيران من هذين البلدين لصناعة صواريخها الباليستية، وأن «فيلق القدس»، المسئول عن العمليات الخارجية فى «الحرس الثورى»، دفع ثمن تلك المحركات وكلفة تهريبها». وعن الطريقة التى من خلالها حصول جماعة الحوثى على الوقود اللازم لتعبئة هذه الصواريخ، هو الاعتماد على عمليات التهريب، وأن مشكلتهم الفعلية أنهم يريدون استخدام هذه المحركات مع الصواريخ اليمنية القديمة، الروسية الصنع من طراز «سكود»، التى بحوزتهم، والتى سيطروا عليها من الجيش اليمنى، إلا أنهم لم يتمكنوا حتى اللحظة من إتمام تلك العملية. المشكلة الأخرى، التى تواجه الحوثيين، أنهم يفتقرون إلى معامل لتصنيع أجسام الصواريخ، فضلًا عن شبه استحالة تهريب هذه الأجسام، التى يصل طولها إلى 12 مترًا، فى ظل المراقبة المحكمة على طول السواحل اليمنية، وتسعى إيران حاليًا إلى تهريب المواد المعدنية المطلوبة لصناعة تلك الصواريخ، والتى تمكنها من تحمل ضغط الخروج من الغلاف الجوى للأرض والعودة إليه. وتابع المصدر أن أجسام معظم الصواريخ الموجودة فى اليمن لا تتحمل تحويلها إلى باليستية، وبعضها الآخر يجب تخفيف نسبة كبيرة من حمولته المتفجرة، وتعبئته بالوقود كى يصل إلى هدفه، مما يفقد هذه الصواريخ قدراتها التخريبية. كانت روسيا استخدمت، منذ قرابة أسبوعين، فى مجلس الأمن «الفيتو» لإحباط مشروع قرار بريطانى يدين تقاعس إيران فى منع وصول أسلحتها إلى الحوثيين، وإثر ذلك هددت واشنطن، بعمل أحادى؛ لمنع وصول تلك الأسلحة، وقبل أكثر من شهر قدمت واشنطن أدلة على أن صاروخًا باليستيًا أطلقه الحوثيون على الرياض كان من صنع إيرانى. واستبعد خبراء فى الملف اليمنى تلك التصريحات، واعتبروا إياها دعاية تستهدف مكايدة المملكة السعودية؛ لتحقيق مكاسب إذا ما وصل الطرفان إلى طاولة المفاوضات.