يقوم الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون بعد غد /الجمعة/ بزيارة رسمية للهند لمدة أربعة أيام بهدف تعزيز العلاقات الثنائية وإطلاق التحالف الدولي للطاقة الشمسية. فبعد زيارته للعملاق الآسيوي الآخر (الصين) في يناير الماضي، يسعى الرئيس الفرنسي إلى توطيد الشراكة الاستراتيجية مع الهند في كافة المجالات خلال الزيارة التي ستشهد التوقيع على اتفاقات عدة في مجالات متنوعة. ومن المقرر أن يعقد الرئيس الفرنسي /السبت/ المقبل جلسة مباحثات مع رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي والذي يعد من أوائل القادة الأجانب الذين استقبلهم ماكرون بباريس في يونيو 2017 عقب انتخابه. و سيترأس كل من ايمانويل ماكرون و ناريندرا مودي بالعاصمة "نيو دلهي" - يوم الأحد - القمة التأسيسية للتحالف الدولي للطاقة الشمسية بمشاركة 35 دولة وحضور أكثر من 20 من قادة العالم وذلك في سياق الالتزامات المقطوعة في قمة المناخ (قمة الكوكب الواحد) التي استضافتها باريس في ديسمبر الماضي. ومن المقرر أن يشهد ماكرون ومودي - الاثنين - افتتاح محطة كبرى للطاقة الشمسية أنشأتها شركة (إنجي) الفرنسية بولاية (أُتّر برديش) التي تعد من أكبر المدن الهندية، علما بأن الشركات الفرنسية تنتج 10 % من الطاقة الشمسية في الهند. وفي إطار الجانب الاقتصادي من الزيارة سيشارك ماكرون في الدورة العاشرة لمنتدى الاستثمار الفرنسي الهندي بحضور رؤساء كبريات الشركات في البلدين لبحث افاق التعاون في الطاقة والبيئة والتطوير الحضري والاتصالات. كما سيزور ايمانويل ماكرون، برفقة قرينته "بريجيت" مدينة (بيناريس)، التي تعتبر العاصمة الدينية للهند حيث بها نحو الفي معبد. وسيلتقي بمجموعة من الطلبة و الفنانين و المفكرين الهنود. ويرافق الرئيس ماكرون - خلال الزيارة - وفد يضم وزراء الخارجية جون ايف لودريان و الدفاع فلورنس بارلي و النقل إليزابيت بورن والتعليم العالي والبحث والابتكار فريدريك فيدال و كذلك وزيرة الدولة للتحول البيئي برون بوارسون و سيجولين رويال المبعوثة الخاصة للتحالف الدولي للطاقة الشمسية. وتسعى فرنسا لتعميق التعاون بين البلدين في قطاعات الدفاع والأمن والطيران والفضاء والطاقة النووية ومكافحة الإرهاب والاختلال المناخي. كما تطلع لتعزيز التعاون في مجالات التنمية المستدامة و الطاقة المتجددة و وسائل النقل الكهربائية لاسيما من خلال الوكالة الفرنسية للإنماء، فضلا عن تعزيز التعاون العلمي والجامعي في ضوء التقدم الكبير الذي حققته الهند في مجال البحث العلمي والرقمنة. وأكدت مصادر بالرئاسة الفرنسية أن علاقة الثقة القائمة بين ماكرون و مودي تولدت خلال زيارة مودي لباريس العام الماضي، حيث أجرى مباحثات مع ايمانويل ماكرون بقصر الاليزيه، وشارك في المراسم التي اجريت له عند قوس النصر حيث وضع أكليلا من الزهور على قبر الجندي المجهول . وأوضحت أن الزيارة تتضمن شقين ثنائي و متعدد الاطراف من خلال عقد اول قمة للتحالف الدولي للطاقة الشمسية الذي اعلنت فرنسا و الهند عن إنشائه على هامش قمة المناخ بباريس عام 2015. ويرمي هذا التحالف إلى تيسير الاعتماد على الطاقة الشمسية على نطاق واسع في 121 بلدًا في المنطقة الواقعة بين مداري السرطان والجدي من خلال تجميع طلب التمويلات والتكنولوجيات والابتكار. وذكرت المصادر أن هناك شراكة استراتيجية قائمة - منذ نحو 20 عاما - بين فرنساوالهند اللذين تربطهما أيضا أهدافا مشتركة تتعلق بالامن و الاستقرار في منطقة المحيط الهندي. من ناحية أخرى، لفتت المصادر إلى أن انفصال بريطانيا عن الاتحاد الاوروبي (البركسيت) يمكن أن يشكل نافذة لفرنسا لتوطيد روابطها مع الهند في المجال الجامعي و الأكاديمي. يشار إلى أنه على الصعيد الاقتصادي، تتسم المبادلات التجارية بين فرنساوالهند بالتوازن وتصل إلى 10.95 مليار دولار خلال الفترة من ابريل 2016 الى مارس 2017، بحسب مصادر رسمية. و تحتل باريس المرتبة التاسعة للاستثمارات في الهند حيث توجد نحو الف شركة فرنسية في مقابل 120 شركة هندية تعمل بفرنسا توظف سبعة آلاف شخص. وتعد الهند الزبون ال 18 لفرنسا و المورد ال20 لها. وفي المجال الدفاعي، فإلى جانب التعاون بين البلدين في مجال صناعة الغواصات تحت شعار "صنع في الهند"، تعاقدت الهند في سبتمبر 2016 على شراء 36 مقاتلة من طراز (رافال) فيما تشير مصادر مطلعة الى سعي شركة "داسو" الفرنسية المصنعة للطائرة لبيع 36 طائرة اضافية. يشار إلى أن آخر زيارة لرئيس فرنسي إلى الهند تعود ليناير 2016، وقام بها الرئيس السابق فرانسوا أولاند.