قال الموقع الإلكتروني لصحيفة "زمان اليوم" التركية، اليوم الأحد، إن إيران عادت مرة أخرى تحت الأضواء، لكن هذه المرة بسبب فضيحة الفساد والرشوة الكبرى، الجاري الآن التحقيق فيها، فالتحقيقات كشفت أن رجل الأعمال الإيراني رضا زاراب، من أكبر المشتبه بهم في هذه القضية، وهو حاليا قيد الاعتقال كجزء من التحقيقات. ونوهت الصحيفة إلى أن زاراب متهم بكونه زعيم دائرة عمليات غسيل الأموال وتهريب الذهب في تركيا، والتي أُنشئت للهرب من ضغط العقوبات المفروضة ضد إيران من قبل الولاياتالمتحدةالأمريكية. وقال زاراب في أثناء التحقيقات، إن العمليات كانت تُدار في الأصل عبر بنك "هالك" التابع للحكومة التركية حتى شهر يوليو، إلى أن فرضت الولاياتالمتحدةالأمريكية عقوبات جديدة ضد إيران بشأن تجارة الذهب، بسبب برنامج إيران النووي. وأضافت الصحيفة أن بنك "هالك" كان يدير النشاطات التجارية بين إيرانوتركيا منذ فترة طويلة، بعد تعيينه من قبل الأممالمتحدة للتعامل مع المدفوعات عن توريد الطاقة من البلاد. وقد دفعت تركيا ليرة بدلا من الدولار لشراء الطاقة، وكانت إيران تقوم بعملية إيداع هذه الأموال في البنوك التركية ومن ثم استخدامه لشراء الذهب من تركيا. وكان بنك "هالك" هو البنك الرئيسي المستخدم لإجراء هذه المعاملات. وأفادت الصحيفة أن هناك أقاويل تفيد بأن "زاراب"، الذي حصل على الجنسية ومقيم في تركيا، له صلات وثيقة مع إيران، ويشاع أن والده كانت له اتصالات مع الرئيس الإيراني السابق محمود أحمدي نجاد. وأوضحت الصحيفة أن زاراب يواجه اتهامات مختلفة، حيث إنه منهم برشوة ثلاثة وزراء وأبنائهم بمبلغ 137 مليون ليرة تركية، وذلك لمساعدته على عمليات تمويه غسل الأموال. وأن سليمان أصلان المدير العام لبنك "هالك"، ملقى القبض عليه للتحقيق معه كذلك، بتهمة تورطه في تجارة الذهب بين تركياوإيران. وأضافت الصحيفة: ومع ذلك، أشاد رجب طيب أردوغان رئيس الوزراء التركي بزاراب، لمساهمته في اقتصاد البلاد ولأعماله الخيرية، وذلك عندما كان يلقي خطابا للصحفيين من على متن طائرته لدى عودته من باكستان. ونوهت الصحيفة إلى أن محمد شاهين خبير في السياسة الإيرانية وأستاذ في العلاقات الدولية بجامعة غازي بأنقرة، قال أنه في إطار سياسة الانفتاح التي اعتمدها الرئيس الإيراني الجديد حسن روحاني منذ توليه منصبه في أوائل شهر أغسطس الماضي من هذا العام، فإن طهران لا تريد أن ينظر إليها على أنها تشارك مباشرة في الشئون الداخلية لتركيا، وذلك من أجل تجنب تخريب عملية المصالحة التي تبنتها مع الغرب، مع انتخاب روحاني، اعتمدت إيران نهجا تصالحيا، على أساس الحفاظ على السلام مع الغرب وكذلك تجنب النزاعات مع الجهات الفاعلة الإقليمية. لا ينبغي أن يقرأ صمت إيران على أنه غير مبالاة بما يحدث في تركيا. إن إيران تراقب المسألة عن كثب، ولكن لا تريد أن تتفوه بكلمة، وذلك لتجنب تضييق مساحة المناورات في المحادثات مع الغرب. وأضاف شاهين أن إيران تعرضت لضغط شديد من قبل العقوبات، وحاولت كسر الحصار عبر تركيا، الإمارات العربية المتحدة، وغيرها من البلدان المجاورة، كوسيلة للتهرب من الحظر، زادت إيران من عدد شركاتها في بعض البلدان، لا سيما تركياوالإمارات العربية المتحدة. الشركات الإيرانية هي في طليعة الشركات الأجنبية التي أنشئت في تركيا. وذكرت الصحيفة أن وفقا لوزارة الاقتصاد، فإن عدد الشركات الإيرانية التي أنشئت في تركيا قد ارتفع بشكل كبير في السنوات الأخيرة، وبنسبة 41 في المئة في عام 2012 مقارنة بالعام السابق من حيث عدد الشركات التي تم تأسيسها حديثا في تركيا، وفي العام الماضي تم تأسيس 590 شركة إيرانية جديدة في تركيا. وحاليا هناك 2116 شركة إيرانيةبتركيا، وايران هي ثالث أكبر سوق لتصدير البضائع بتركيا في العام الماضي.