بعد ارتفاع أسعار الذهب وزيادة تكلفة نفقات الزواج، أصبح الزواج أمرا صعبا على الشباب، مما أدى لارتفاع نسبة العنوسة بين الفتيات. وأصبح العزوف عن الزواج من الظواهر الملحوظة فى المجتمع، فالشبكة والذهب، وخاصة فى محافظات الصعيد، مصدر للتباهى والفخر بين العائلات، وتختلف القيمة من عائلة لأخرى، فهناك قرى تلزم العريس بشبكة لا تقل عن 100 ألف، وهناك عائلات تلزم العريس بنصف كيلو ذهب، وهناك من يشترط 200 جرام و100 جرام من الذهب. وأطلق بعض الشباب بمحافظة المنيا مبادرة زواج بدون ذهب لإلغاء الشبكة للمقبلين على الزواج، وتخفيف أعباء الزواج والحد من المشكلات التى تتسبب فى إلغاء الزواج، والدعوة لنشر الجملة الشهيرة التى اتخذتها كثير من العائلات التى تنادى بتسهيل تكاليف الزواج، وهى «إحنا بنشترى راجل والشبكة هدية العريس» هى الجملة السائدة، ولكن فى مقابل أسر أخرى لا تستجيب لمثل تلك المبادرات تمسكا منها بحقوق البنت ومقارنتها بباقى فتيات العائلة اللاتى تزوجن بمهور مرتفعة. ويقول أبوالمجد جمعة، من مركز مغاغ، إن العريس يتحمل مصاريف كبيرة جدا فى تكلفة الزواج، وخاصة فى الصعيد منها الشقة والعفش، وفى ظل ارتفاع أسعار الشقق وارتفاع أسعار الأثاث والظروف الاقتصادية، نجد أغلب الشباب يعزف عن الزواج، وبالتالى ارتفاع نسبة العنوسة. واقترح مصطفى على، من شباب مركز مغاغة، أن تقتصر الشبكة على دبلة وخاتم وتكتب الجرامات والقيمة داخل القائمة التى تحفظ حق الفتاة، للتسهيل فى نفقات الزواج. فيما أطلق مجموعة من الشباب حملة عبر شبكات التواصل الإلكترونى ضد غلاء المهور ولتيسير الزواج تحت شعار «بنتك ست الستات مش سلعة بتبيعها»، فإن الهدف من هذه الحملة توعية المجتمع المحلى بأهمية تخفيض تكاليف الزواج. وأكدت سلوى قناوى، رئيس الجمعية النسائية لتربية النشء بالمنيا، أنه لا بد أن الجمعية تقوم بالعديد من الزيارات والمبادرات للأسر فى القرى لإقناعهم بتخفيض نفقات الزواج والمهور والذهب من أجل التيسير على الشباب وعدم التمسك بالتقاليد والمظاهر.
