يقدم نشاط السينما بمعرض الكتاب في دورته التاسعة والأربعين، خلال الفترة من 27 يناير حتى 10 فبراير المقبل، برنامجًا حافلًا. وتعتبر هذه هى السنة الأولى التى يهتم فيها معرض الكتاب بإقامة نشاط سينما موسّع ومتعدد العروض والندوات السينمائية.حيث يحتفى بعرض أفلام ثلاثة من كبار مخرجي السينما المصرية وتكريمهم على مشوارهم الفنى الذى امتد على مدار عقود طويلة، وهم فى الوقت نفسه من خريجى المعهد العالى للسينما دفعة 1967،وبهذا يتم الاحتفال بيوبيلهم الذهبى. ومن المقرر تنظيم لقاء مفتوح مع المخرج الكبير على بدرخان مع عرض فيلمه شفيقة ومتولي ويدير اللقاء الناقده عُلا الشافعي، ولقاء آخر مع المخرج الكبير داوود عبد السيد ويدير اللقاء الناقد أحمد شوقي ويعرض له أرض الخوف، وتواجد المخرج خيرى بشارة فى أمريكا جعل تنظيم لقاء له معلقا حتى الآن، لكن فى حالة عودته خلال أيام المعرض سيتم الاحتفاء به، بوصفه واحدا من الفرسان الثلاثة الذين أصبحوا شهودا على 50 سنة من تاريخ السينما في مصر، ومشاركين أساسيين فى صناعتها عبر أعمالهم المتنوعة. وفي إطار اختيار معرض الكتاب للكاتب الكبير عبد الرحمن الشرقاوى شخصية هذا العام يعرض نشاط السينما نسخة أصلية من فيلم (الأرض)،المأخوذ عن رواية للشرقاوى بنفس الاسم ويعتبر من كلاسيكيات السينما المصرية وأخرجه يوسف شاهين. تعقبه ندوة تشارك فيها الشاعرة والناقدة الدكتورة ثريا العسيلى والناقد السينمائى عصام زكريا، ويديرها الكاتب الصحفى إيهاب الحضرى. وتُطل الجزائر هذا العام كدولة ضيف الشرف لمعرض الكتاب، لذلك قرر نشاط السنيما تخصيص يوم للاحتفاء بالشعب الجزائرى وتاريخه الحافل بالبطولات من خلال عرض الفيلم التاريخى النادر (معركة الجزائر) الحاصل على جائزة مهرجان فينيسيا 1966 وتم ترشيحه لثلاث جوائز أوسكار، وهو من إخراج المخرج الايطالى (چوليو بونتيكورقو)، كما يعرض فيلم (جميلة) للمخرج يوسف شاهين، تعقبه ندوة عن الفيلم يشارك فيها الناقدان محمود قاسم وحسن أبو العلا، كما يتم عرض الفيلم التسجيلى (الأمير عبد القادر) مع استضافة المخرج الجزائرى الكبير (أحمد راشدى) في ندوة عن السينما والأدب في الجزائر. وتكريمًا للفنانين المصريين في كل المجالات، يعرض النشاط الفيلم التسجيلى (صهد الشتاء) عن حياة شاعر العامية والفنان التشكيلى (مجدى نجيب) من إخراج ألفت عثمان، الذى يحتفى بواحد من كبار الشعراء، أثرى الساحة الفنية بالعشرات من الغنائية التى رسخت فى الوجدان العربى. وفي ذكرى ميلادها الأولى بعد الرحيل يحتفي النشاط بالفنانة الراحلة شادية، بعرض فيلم نادر لها (على ضفاف النيل) شاركها فى بطولته كمال الشناوي، وهو أول إنتاج مصرى يابانى مشترك ويتم عرض نسخة مدبلجة للعربية.يعقبه ندوة يديرها الفنان سمير صبرى وتستضيف ابن شقيق الفنانة الكبيرة خالد شاكر، الذى غالب أحزانه واختار معرض الكتاب ليروى به ذكرياته معها. ويعتبر إحياء التراث أفلام المركز القومى للسينما من أهم المحاور التى يتبناها نشاط السينما بشكله الجديد هذا العام، حيث تم تخصيص يوم لعرض أفلام تسجيلية لأهم مخرجي السينما التسجيلية في مصر، وجاء اختيار الأفلام ليتبنى رؤية محدهه وهي أن الإبداع ليس حكرا فقط على الموجودين فى دائرة الضوء، فبالإضافة إلى تركيز الأفلام على رموز إبداعية أثرت المجالات التى عملت بها تم اختيار أفلام أخرى ركزت على إبداع شخصيات هامشية. وايمانًا بدور المجتمع المدنى في رفع حالة الوعى الثقافى الفني في المجتمع، يعرض النشاط مجموعة أفلام لاثنتين من مؤسسات المجتمع المدنى المصرية اهتمت كل منهما بإنتاج السينما، هما مؤسسة "73 مؤرخين" المهتمة بتوثيق الحالة الاستراتيجية والعسكرية لحرب 73 حيث يعرض فيلم" الكتيبة 418"الروائى الطويل عن قصة حياة اللواء ايمن حب الدين قائد كتيبة 418 دفاع جوى؛ ومؤسسة الخدمة الروحية وتدريب القادة التى تعرض عددا من الأفلام الاجتماعية الروائية القصيرة. ويحظي طلاب المعهد العالي للسينما باهتمام كبير من نشاط السينما، حيث ينظم يوما لعرض مشروعاتهم الروائية والتسجيلية القصيرة،فيما يشبه مهرجانا ليوم واحد، لكنه لايعتمد على عنصر المنافسة ومنح الجوائز بهدف إلقاء الضوء على صناع السينما الشباب في مصر والتعرف على أفكارهم وإبدعاتهم. كما يطرح النشاط هذا العام الكثير من الأسئلة حول فن الرسوم المتحركة في مصر وعوائق ومستقبله من خلال عرض مراحل تطور فن التحريك خلال الخمسين سنة السابقة، حيث يعرض أفلاما لرواد فن التحريك الأوائل منذ سنة1960 وصولًا إلى مشروعات تخرج طلبة الرسوم المتحركة في كليات الفنون المختلفة.ويطمح النشاط لتغيير المفهوم المتعارف عليه عن فن الرسوم المتحركة بأنه موجه للأطفال، والتأكيد على أنه فن شامل يستطيع طرح جميع الأفكار مهما كانت أهميتها وعمقها. وفى خضم الحالة الجماهيرية الواسعة التى يشهدها معرض الكتاب فالفرصة مناسبة لتعريف الجمهور ببدايات السينما في مصر وذلك من خلال عرض الفيلم التسجيلى (وقائع الزمن الضائع) والذى يحكى حياة رائد السينما الأول في مصر (محمد بيومى) إخراج محمد كامل القليوبى. ولأن السينما من أهم محاور القوى الناعمة فى المجتمع ولها تأثيرها الكبير علي كافة الجوانب واهمها السياحة ؛ سوف يكون نشاط السينما بالمعرض هو أول مكان يُعرض فيه الإعلان الدعائي الأول لفيلم (ابتسم أنت في مصر) إنتاج مصرى روسى مشترك. والمأخوذ عن رواية روسية للكاتبة (ألينا سربيرياكوفا) بنفس الاسم،ويضم العديد من الممثلين المصريين والروس، وتنوعت أماكن تصويره بين الأماكن السياحية المصرية والروسية.