أصدرت ملكة بريطانيا إليزابيث الثانية، عفوا عن عالم الرياضيات "آلان تيورينج"، الذي تمكن خلال الحرب العالمية الثانية من فك شفرة الماكينة الألمانية "إينيجما"، وقد ردت الملكة الاعتبار ل "تيورينج" بناء على طلب تقدم به وزير العدل البريطاني "كريس جرايلينج"، ووافقت إليزابيث على الطلب وأصدرت مرسوما ملكيا يسري مفعوله اعتبارا من يوم 24 ديسمبر 2013. وعلق وزير العدل على ذلك بقوله: "يستحق تيورينج العفو ورد الاعتبار لمساهماته الكبيرة في الحرب بالإضافة إلى تركته العلمية الكبيرة، ويمثل العفو احتراما لذكراه"، ويعتقد أنه بفضل فك شيفرة "إينيجما" تمكن الحلفاء من معرفة حركة الغواصات والسفن الألمانية. وكان قد تم العثور على "تيورينج" ميِّتاً في يونيو عام 1954 متسمما بالسيانيد، وأعلنت لجنة التحقيق في الحادث أن تيورينج انتحر، في حين يعتقد أصدقاؤه وكتاب سيرته الذاتية أنه مات نتيجة حادث مؤسف، ويشار إلى أن عالم الرياضيات "آلان تيورينج" عوقب - بحسب القانون الإنجليزي - بتهمة الشذوذ الجنسي عام 1967. وجدير بالذكر أن "إينيجما"، أو آلة إنجما (بالإنجليزية: Enigma Machine) تعني "لغز"، وهي آلة تستخدم لتعمية وفك تشفير الرسائل السرية، ويُطلق اسم آلة إنيجما تحديداً على أيّة آلة من عائلة الآلات الكهروميكانيكية الدوارة التي تستخدم لإنتاج الشفرة السرية، بدأ الاستعمال التجاري ل "إنيجما" في بدايات العقد الثاني من القرن العشرين، وقد تم استخدامها من قِبل العديد من الجهات العسكرية والحكومية للعديد من الدول، ربما من أشهرها ألمانيا النازية في فترة قبل وأثناء الحرب العالمية الثانية، وهي الآلة التي نجح العالم الإنجليزي في فك شفرتها.