عن عمر الرابعة والتسعين، رحل عن عالمنا "ميخائيل كلاشينكوف" مخترع أكثر البنادق فتكاً على مر العصور، والمعروفة باسمه، أو ما يطلق عليها عسكرياً "AK - 47". هو ميكانيكي دبابات سابق، قام بالعمل على تطوير البندقية العادية ليحولها إلى ماكينة تطلق الرصاص بشكل آلي وسريع لاستخدامها في الحروب والمعارك، منذ عام 1947، ولا تزال مستخدمة حتى يومنا هذا. وعلى الرغم من أن هذا السلاح أصبح من أكثر الأدوات التي تستخدمها المنظمات الإرهابية شيوعاً، إلا أنه لا يمكن إنكار دور هذا السلاح شديد القوة في مقاومة القوى الاستعمارية ومعارك التحرير، كما حدث في "فيتنام" ويحدث في "فلسطين"، ومَردّ هذا بالطبع يعود إلى رخص ثمن تلك البندقية الآلية وبساطة تجميع أجزائها، كما أنها لا تحتاج إلى تدريب مكثّف على يد خبير، وتمتاز بقلة أعطالها حتى في أسوأ الظروف الجوية وأسوأ ظروف التشغيل. ولد "ميخائيل كلاشينكوف" في إقليم "ألتاي"، وكان واحداً من ثمانية عشر طفلاً لوالديه، نجا منهم من الموت ستة فقط، ثم انضم في شبابه إلى ما يُسمّى ب "الجيش الأحمر"، إلا أنه سرعان ما أصيب هو ودبابته بقذيفة ألمانية أبعدته عن ساحة المعركة، فاستغل هذه الفرصة للعمل على تطوير فكرته القديمة والهادفة إلى جعل كل جندي روسي يحمل سلاحاً خفيفياً وفي نفس الوقت شديد الفتك. وبالفعل أتم "كلاشينكوف" تصميماته عام 1947، وأصبح السلاح جاهزاً للإنتاج بصورة واسعة بعد اعتماد الجيش الروسي له عام 1949، وتم منح "ميخائيل" رتبة رقيب أول في الجيش السوفيتي، كما نال تكريماً خاصاً من "جوزيف ستالين"، وأطلق عليه لقب "بطل العمل الاشتراكي". بلغ ما تم إنتاجه من بنادق الكلاشينكوف حتى وقتنا هذا ما يقارب المئة مليون بندقية، وأصبحت العديد من البلدان تقوم بإنتاجها في مصانعها الحربية وتوفيرها للجنود، ومن المتوقع أن تقوم "روسيا" بإدراج نوع جديد من البنادق ضمن ترسانتها القوية مطلقة عليها اسم "كلاشينكوف" أيضاً، تكريماً للراحل.