أزمة اللاجئين والمهاجرين فى ألمانيا لا تتوقف، حيث تتعرض المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل لاتهامات عديدة بالتراجع عن قيم البلاد فى احترام حقوق الإنسان، وحماية اللاجئين من شبح الحرب الأهلية. ويتعرض أيضا زعيم الحزب المسيحى الاجتماعى البافارى، شريك المستشارة ميركل فى «التحالف المسيحي»، هورست زيهوفر، والذى يشغل أيضا منصب رئيس وزراء ولاية بافاريا، لكثير من الانتقادات، فى ضوء عرقلة «لم الشمل» لأسر اللاجئين والمهاجرين، وشكاوى اللاجئين المستمرة من عدم قدرتهم على الاندماج فى المجتمع الألمانى. من جانبه، أكد «زيهوفر» ضرورة وضع سقف أعلى لعدد المهاجرين القادمين إلى ألمانيا سنويًا، ودافع عن نفسه فى وجه الاتهامات الموجهة إلى سياسة الحزب المتعلقة باللاجئين. وأضاف رئيس حكومة بافاريا، «نحن بحاجة إلى تحديد أعداد المهاجرين، لنجاح سياسة الاندماج فى بلادنا»، وأكمل قائلا: «نحن بلد ذو طابع مسيحى، وسنظل بلدًا ذا طابع مسيحى، وهذا الأمر مهم بالنسبة لتلاحم المجتمع». وأعرب زيهوفر عن اعتقاده بأن من الضرورى أيضا الالتزام البديهى بمبدأ ريادة الثقافة الألمانية، ومن بين معالم هذا الالتزام، تعلم اللغة الألمانية وتمويل سبل العيش للفرد من خلال عمله «واحترام قانوننا وليس الشريعة الإسلامية». وتابع زيهوفر: «من يرغب فى أن يعيش عندنا بشكل مشروع، عليه أن تكون لديه الرغبة فى العيش معنا، وليس العيش إلى جوارنا أو حتى ضدنا»، ورفض الاتهامات الموجهة إلى سياسة الحزب المتعلقة باللجوء، وقال: «لا نسمح بأن يتم تشويه سمعتنا». ولفت إلى أن الحزب البافارى حزب منفتح على العالم، لكنه يمثل أيضا المصالح الوطنية ومصالح السكان الذين يعيشون فى بلاده. واختتم زيهوفر كلامه قائلًا: «من يمثل مصالح وطنية، هو أبعد ما يكون عن كونه متطرفًا يمينيًا وعليه ألا يسمح بأن يتم التشهير به». ويشار إلى أنه قد أعيد انتخاب هورست زيهوفر زعيمًا ل«الحزب المسيحى الاجتماعي» فى مؤتمر الحزب، بعد أن حصل على تأييد 83.7٪ من أصوات مندوبى الحزب، مقابل 87.2٪ كان قد حصل عليها قبل عامين. وجاء اختيار زيهوفر زعيما للحزب بعد اتفاق مع منافسه ماركوس زودر، والذى من المنتظر أن يتولى رئاسة حكومة بافاريا. وأكد فيليب كيسلر الباحث المتخصص فى حقوق الإنسان، أن أزمة اللاجئين ستطول، فى ضوء الصراع الداخلى فى ألمانيا بين احترام حقوق الإنسان والحفاظ على التعددية والقيم الأوروبية، خاصة أن اللاجئين لا يقومون بالاندماج اللازم، ويفضلون الحفاظ على عاداتهم وتقاليدهم، وهو ما يؤدى بهم إلى عزلة. ونوه «كيسلر» إلى ضرورة أن يستغل اللاجئون الحرية الممنوحة لهم فى ممارسة شعائرهم الدينية وضمان حقوقهم الاجتماعية، إلى جانب الحفاظ على القيم الألمانية فى التعددية والانفتاح، بدلا من العزلة.