أفرجت السلطات الإسرائيلية، اليوم الإثنين، عن السجين الفلسطيني سامر العيساوي صاحب أطول إضراب عن الطعام في السجون الإسرائيلية استمر نحو تسعة أشهر. وخاض العيساوي (33 عاما) اضربا عن الطعام احتجاجا على اعتقاله بعد أشهر من الافراج عنه ضمن صفقة لتبادل الأسرى عام 2011 . وأدانت إسرائيل العيساوي بإطلاق النار على حافلة إسرائيلية في 2002 لكنها أفرجت عنه في 2011 مع أكثر من ألف فلسطيني آخرين مقابل اطلاق سراح جندي إسرائيلي كان محتجزا لدى حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في قطاع غزة. وألقت إسرائيل القبض عليه من جديد في يوليو تموز الماضي بعد أن قالت انه انتهك شروط الافراج عنه بانتقاله من القدسالشرقية إلى الضفة الغربية وأمرت باحتجازه في السجن حتى 2029 وهو موعد انتهاء الحكم الأصلي الصادر ضده. وشهدت الضفة الغربية مواجهات عنيفة بين شبان فلسطينيين وقوات الامن الاسرائيلية تضامنا مع العيساوي الذي واجه خطر الموت اثناء اضرابه عن الطعام. وأنهى العيساوي إضرابه عن الطعام بعد التوصل الى اتفاق وافق بموجبه على قضاء ثمانية أشهر اخرى في السجن بعد إنهاء الإضراب بدلا من عشرين عاما كانت السلطات الاسرائيلية تريده أن يمضيها في السجن. ووصف نادي الأسير الفلسطيني خروج العيساوي من السجن بأنه انتصار وكسر لقانون عسكري كان قد فرض على الأسرى المحررين يقضي باعتقالهم لأي مخلفة يقومون بها وإن كانت مخلفة سير. وأضاف النادي أن هذا الانتصار يأتي "بعد معركة طويلة خاضها الأسير العيساوي بأمعائه وواجه الموت وتنقل بين عدة سجون ومستشفيات مدنية للاحتلال". وبدت والدة سامر تغمرها الفرحة وهي تقف أمام سجن شطة حيث كانت تنتظر الإفراج عن ولدها. وقالت في تصريحات للصحفيين: "نفسي أحمله ما خليه يمشي على الأرض". وحاولت أن تحبس دموعها وهي تقول إنها ستواصل نضالها "من أجل الإفراج عن كافة الإسرى.. فكلهم أبنائي وكلهم بيعزوا علي". وتحتجز إسرائيل في سجونها ما يقارب من 5000 فلسطيني بينهم أطفال ونساء وكبار في السن بحسب نادي الاسير الفلسطيني. وينتظر الفلسطينيون أن تفرج اسرائيل في 29 من الشهر الجاري عن الدفعة الثالثة من الاسرى القدامى الذين مضى على اعتقالهم ما يزيد عن عشرين عاما بموجب اتفاق تم التوصل اليه بين الرئيس الفلسطيني محمود عباس والحكومة الاسرائيلية برعاية أمريكية.