أكد متخصصون في مجال الري أن نبات "ورد النيل" الذي يغزو الترع والمصارف بمحافظة الشرقية يستهلك 30% من مياه الري، ما حرم الآلاف من المزارعين من مياه الرى اللازمة لري أراضيهم، والذين اضطروا إلى الري من مياه الصرف ببحر البقر ومياه الصرف الزراعي لإنقاذ زراعاتهم من البوار، وأكد المزارعون أن استمرار المشكلة يهدد بكارثة مطالبين بضرورة توفير مياه الري وإزالة ورد النيل من الترع لتصلهم المياه. "البوابة نيوز" التقت مع المزاعين للوقوف على حقيقة المشكلة حيث قال محمد محمود، مهندس زراعي، إن ورد النيل دخل مصر في عهد الخديوي توفيق لتزيين البرك المائية، ولكنه تسرّب من قصوره إلى نهر النيل لينتشر في الترع والمصارف بجميع محافظات مصر على حد سواء، لافتا إلى أن هذا النبات يستهلك 30 % من المياه وبالتالي يمثّل خسارة كبيرة تهدد الأمن المائي في مصر، ولا بد من العمل والإسراع على إزالة هذه النباتات لتوفير المياة للزراعات التي تحتاج إلى المياه من ناحية، ومن ناحية أخرى الحفاظ على المياه المهدرة، وأفضل الأوقات لإزالته بداية الربيع كما أنه من الممكن استخدام هذا النبات في إنتاج الورق والأخشاب. وأضاف السيد عبد الله، مزارع: "ورد النيل سدّ الترع واحنا خلاص تعبنا وفشلنا في إزالته يدويا، لأنه يكلفنا المال والجهد، والغالبية منا أصبحوا لا يقومون بالنزول إلى الترع لتطهيرها بعد أن أصيب المئات بالبلهارسيا لاحتوائه على القواقع التي هي موطنها الأصلي، كما أن ترك ورد النيل على الجسور بعد تطهير الترع يجعله ينمو مرة أخرى". واوضح محمد جعفر، مهندس بالإرشاد الزراعي، أن ارتفاع نسبة مخلفات الأسمدة الكيماوية في المياه التي تصرف في الترع، إلى جانب مخلفات المصانع، يساعدان على نمو النبات بشكل مكثف، كما أن ورد النيل يعتبر وكرا للزواحف والثعابين خاصة في الصيف، ويخاف المزارعيون على أنفسهم من النزول إلى المياه خشية حدوث مكروه لهم، وللعلم فإن النبات الواحد ينتج 47 ألف نباتة في الشهر مما يجعل ورد النيل سرطانا يفقد مصر ما يزيد على 3 مليارات متر مكعب من المياه، وهو ما يكفي لزراعة 120 ألف فدان.