800x600 الشيخ أحمد البهي ل“,”البوابة نيوز“,”: الأزهر حِصن منيع وأكبر من أن “,”يتأخون“,” § تحويل “,”شيخ الجامع“,” إلى لاعب سياسي يزيد الانقسام والفتن في الشارع § مواجهة الميليشيات والجيوش المعادية أهون من مواجهة الأفكار الشاذة والفتاوى المتشددة لداعية جاهل § لدينا ملف شامل عن أخونة “,”الأوقاف“,” في القاهرة والإسكندرية والدقهلية والقليوبية والأقصر وسيناء § استخدام دعاة المساجد في الصراعات السياسية لصالح فصيل ديني يهدد دور العبادة § الفصائل الدينية تستغل الأئمة والمساجد في توجيه حركة الشارع السياسية.. و“,”كشك“,” و“,”المحلاوي“,” و“,”الغزالي“,” حملوا راية الأئمة للعصيان ضد الأنظمة الحاكمة أكد الشيخ أحمد البهي، المنسق العام لحركة أئمة بلا قيود، أ ن الأزهر الشريف باعتباره حصنًا منيعًا للإسلام الوسطي أكبر من أن تتم “,”أخونته“,” على يد جماعة محظورة، موضحًا أن الإخوان المسلمين والسلفيين يسعون لاستقطاب “,”مشايخ الأزهر“,” لاكتساب الشرعية، مبينًا في الوقت نفسه أن تحويل شيخ الجامع إلى لاعب سياسي سيزيد الانقسام والفتن والاقتتال والحرب الأهلية في الشارع المصري. وقال الشيخ البهي، في حواره مع “,”البوابة نيوز“,”: إن الحركة لديها ملف شامل عن أخونة “,”الأوقاف“,” في القاهرة والإسكندرية والدقهلية والقليوبية والأقصر وسيناء ، وأن الأئمة الأزهريين لم يسمحوا بتحويل الأوقاف إلى مستنقع للأئمة المتشددين، مشيرًا، في الوقت نفسه، إلى أن الإسلاميين يضطهدون الأئمة الأزهريين المعارضين لأفكارهم بالضرب والسحل والنقل التعسفي دون أن يتدخل الوزير لحمايتهم. وإلى نص الحوار.. في البداية.. كيف ترى حالة التعدي على المساجد التي شهدتها مصر في الفترة الأخيرة وآخرها مسجد بلال بالمقطم؟ التعدي على المساجد ودور العبادة مرفوض شكلا وموضوعًا وليس له أي مبرر، ولا أظن أن هناك مسلمًا أو مسيحيًا يوافق على التعدي على المساجد أو أي دار عبادة، ونحن من جهتنا كحركة “,”أئمة بلا قيود“,” طالبنا وزير الأوقاف باتخاذ الإجراءات القانونية الرادعة ضد كل من يثبت تورطه في أي اعتداء على المساجد أو محاولة استخدامها كمقرات للاعتقال أو التعذيب. وهل تعتقد أن ما تشهده المساجد يعود في المقام الأول لإقحام المسجد في الصراعات السياسية؟ بالتأكيد.. هذا من الأسباب المهمة إن لم يكن هو السبب الوحيد، فتحيّز بعض الدعاة في بعض المساجد تجاه فصيل أو تيّار بعينه سبّب حالة من الاحتقان لدى البعض تجاه هذه المساجد، وحينما كانت المساجد بعيدة عن هذه الصراعات لم نسمع عن حالة تعدٍّ واحدة على المساجد. البعض أصبح لا يستخدم المسجد في التوجيه السياسي فقط ولكنها أصبحت مرتعا للاعتقال والتعذيب والسجن مثلما حدث في مسجد بلال.. فلماذا لا يتدخل الأئمة لمنع استغلال أي فصيل للمسجد كساحة حرب؟ الأئمة ليسوا الجهة المسئولة عن منع هذه الأفعال، فصلاحيات الإمام الإدارية والقانونية ضعيفة جدا، ولكن يمكن للإمام أن يتفق مع رواد المسجد على تكوين ما يشبه اللجان الشعبية، وتكون خاصة بكل مسجد للدفاع عنه وذلك في حالة تقاعس الجهات الأمنية والأجهزة المنوط بها حماية المساجد خصوصا في حالة الانهيار والتفكك التي تعاني منها أجهزة الدولة حاليا. قديما كان شيخ الجامع الحكومي لا يدور إلا في فلك النظام، والآن أصبح أغلب المشايخ يتم استغلالهم لتوجيه خطاب سياسي لفصيل محدد.. هل تعتقد أن هناك من يستغل إمام الجامع لتوجيه حركة الشارع؟ من الظلم أن نطلق هذا الوصف على جميع أئمة الأوقاف، فبرغم وجود البعض ممن أساء إلى الصورة العامة، فإن الكثيرين منّا كانت لهم توجهات غير تأييد النظام، ونحن نتذكّر الشيخ عبد الحميد كشك والشيخ أحمد المحلاوي والشيخ محمد الغزالي وغيرهم من الكثيرين ممن حملوا لواء المعارضة، ونالوا بسبب مواقفهم أذى كثيرا، أما الغالبية من الأئمة فقد ابتعدوا أساسا عن السياسة والخوض فيها نتيجة القمع والترهيب الذي كان سائدا، وكان منهم من يعارض النظام تلميحا لا تصريحا، ولا أتذكر أن من الأئمة المعروفين من كان يؤيد النظام السابق في خطبه ودروسه إلا فئة قليلة جدا، وهؤلاء لم يكونوا يتمتعون بالشعبية أو الجماهيرية، فالجمهور أذكى من أن ينخدع بكلام يخالف الواقع الذي يعيشه. ألا ترى أن شيخ الجامع تم تشويهه واستغلاله من قبل الأنظمة الحاكمة أو حتى أصحاب النفوذ للسيطرة على العقول؟ دائما للدين ولرجال الدين مكانة عند أفراد المجتمع، ومن مصلحة أي فصيل أن ينال رضاهم أو على الأقل لا ينال سخطهم ومعارضتهم، فكما قال البعض إن ما تفعله 100 حلقة تليفزيونية من تأثير في عقول العامّة من الممكن أن تمحوه خطبة واحدة من فوق المنبر، لأن المنبر له وجاهته وله ثقته التي تجعل البعض مطمئنا ومتقبلا لكل ما يقال من فوقه، ولهذا نرى أن محاولات بعض الإخوان والسلفيين لاستقطاب رجال وعلماء الدين وخصوصا من الأزهريين للأحزاب والجماعات الدينية هي مجرد محاولة للسيطرة على الشارع، فمجرّد وجود الشيخ في هذا الحزب أو ذاك يعطي ثقة للبسطاء في ناحية موافقة برنامج الحزب للدين وعدم معارضته له. “,”وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم“,” عبارة رددها الكثير من أئمة المساجد واستغلها بشكل خاطئ السياسيون مما جعل إمام الجامع مشاركا رئيسيا فيما يحدث في الشارع.. فهل تعتقد أن تلك الآية أسيء فهمها؟ هذه الآية الكريمة من سورة النساء يتم فهمها على غير المقصود منها، وللأسف ارتبطت في أذهان الناس بأحد الأعمال الدرامية الشهيرة على لسان الشيخ لكي يبرر السكوت على انتهاكات أصحاب الجاه والسلطان والنفوذ، مع أن الآية لا تفيد ذلك، والمتأمل في الآية يجد أن طاعة الله وطاعة رسوله مقدمتان على طاعة غيرهما مهما كان منصبه ومهما كان سلطانه، ولا تكون الطاعة واجبة لولاة الأمور إلا في حالة موافقتهم لأوامر الله جل وعلا، فإذا خالفت أوامرهم أوامر الله وشريعته فلا طاعة كما جاء في الحديث الصحيح “,”إنما الطاعة في المعروف “,” ، وما لا يعلمه الكثيرون أن ولاة الأمور المقصودين هنا في الآية على بعض أقوال أهل العلم إنما هم العلماء الربانيون الذين يفتون الناس في أمور دينهم، فقد قال الإمام البغوي في “,”معالم التنزيل“,”: “,”اختلفوا في أولي الأمر، قال ابن عباس وجابر، رضي الله عنهم: هم الفقهاء والعلماء الذين يعلمون الناس معالم دينهم، وهو قول الحسن، والضحاك، ومجاهد، ودليله قوله: “,”ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منه م“,”، وبناء على ما سبق يتضح لنا أن الآية لها مفهوم آخر تماما غير الذي في أذهان العوام، والآية بريئة تماما من محاولات البعض استخدامها في تبرير السكوت على ظلم الحكام والرؤساء. حذرتم كثيرًا من أخونة وزارة الأوقاف.. فهل رصدتم تلك العمليات؟ ولماذا لا يثور الأئمة ضد الأخونة؟ بالفعل، الأوقاف تتعرض بالفعل لما يسمّى بتقديم أهل الثقة على أهل الكفاءة، وقد لاحظنا ذلك ورصدناه في مواقع قيادية عديدة بالوزارة والمديريات التابعة لها بالأقاليم، وخصوصا في القاهرة والإسكندرية والقليوبية وسيناء والدقهلية، ونقوم حاليا بإعداد ملف شامل بالمستندات بكل هذه الحالات لتقديمه إلى الوزير، ودائما ما صرّح الوزير نافيا مسألة الأخونة، إلا أن الواقع نراه غير ذلك ولا مانع من توضيح بعض الأمور للوزير التي ربما تكون غائبة عنه، ونحن من ضمن مطالب حركتنا أن تقوم الوزارة باختيار الكفاءات طبقا للقانون وبمعايير واضحة للجميع تضمن حصول كل ذي كفاءة على حقه في شغل الوظيفة التي تناسب كفاءته ولا يهمّنا بعد ذلك انتماء من تمّ اختياره، كما طالبناه بعدم الاستعانة بقيادات من خارج الوزارة إلا في حالة الضرورة القصوى، وذلك لما نراه حاليا من توسع في انتداب الكثيرين من خارج الوزارة سواء من جامعة الأزهر أو غيرها لشغل المناصب القيادية بالوزارة، مما سيكون له تأثيره على المدى البعيد من ناحية القضاء على الكفاءات من أبناء الوزارة وعدم تكوين صف بديل للقيادة، والأئمة لم يقفوا ساكنين أمام ذلك، بل قاموا بوقفات عديدة أمام الوزارة وبعض المديريات كالقليوبية والأقصر وسيناء، بل قام البعض بالاعتصام أمام الوزارة اعتراضا على ما يحدث من هذه التجاوزات. هل تعتقد أن عملية التمكين يمكن أن تقضي على وسطية الإسلام الأزهري؟ لا يمكن لأي فصيل أن يتمكن من الأزهر أو السيطرة عليه، وأقولها بكل ثقة، الأزهر أكبر من أن يتأخون على يد جماعة محظورة، وإذا كان الأزهر قد أصيب ببعض الضعف أو التهميش في الفترة السابقة فقد آن للمارد والحصن المنيع أن ينتفض، وآن له أن ينفض الغبار ويقوم بدوره الذي ينتظره منه الجميع بفارغ الصبر، وأي محاولة من أي فصيل للسيطرة على الأزهر فستواجه بمقاومة شرسة من أبنائه الغيورين عليه. بعض المشايخ يؤكدون أن وزارة الأوقاف منجم ذهب وأن الجماعة تريد أن تنهب خيراتها فقط؟ كنّا نسمع كثيرا هذا الكلام، وعندما نقوله للوزراء السابقين لتحسين أوضاعنا المادّية كانوا ينفونه بشدة ويقولون بأن أموال الأوقاف منهوبة وضائعة، حتى فوجئنا مؤخرا بالمشروعات الاستثمارية الضخمة التي يقوم بها الدكتور طلعت عفيفي والمليارات الكثيرة التي استثمرتها الوزارة في الصعيد وتبلغ 12 مليار جنيه، حسبما جاء في وسائل الإعلام نقلا عن الوزارة، وما تقوم به الوزارة حاليا من مشروعات استثمارية في سيناء بتكلفة 30 مليار جنيه، والغريب أن كل هذه المليارات يتم دفعها واستثمارها بدون أن تحاول الوزارة تحسين أوضاع العاملين بها ولا ندري هل ستعود أرباح هذه الاستثمارات مرة أخرى إلى وزارة الأوقاف أم ستصب في الخزينة العامة لسد عجز الموازنة؟ ما الهدف من إنشاء حركة أئمة بلا قيود؟ الحركة تم إنشاؤها للمطالبة بحقوق الدعاة والأئمة نظرا لما وجدناه من تهميش متعمّد في تلبية حقوقنا قبل وبعد الثورة، والحقوق تشمل الحقوق المادية والأدبية، والحركة أيضا تطالب بإبعاد الدعوة والدعاة عن الصراعات السياسية والحزبية التي انتشرت مؤخرا في المساجد. البعض يقول إن الحركة تمثل حلقة جديدة من حلقات التدخل السياسي في بناء الدولة الدينية؟ بصراحة، تم توجيه الكثير من الاتهامات للحركة وأفرادها حتى قبل تدشينها رسميا، وتم اتهامها باتهامات متناقضة، فمنهم من قال بأن الحركة تسعى لعلمنة الدعوة وتنادي بفصل الدين عن السياسة، والبعض اتهمها بأنها ستكون ذراعا سياسية لبعض الأحزاب أو الجبهات السياسية، والبعض اتهمها بتلقي تمويلات من أشخاص ما أو تحظى بدعم مسئولين سابقين للوقوف ضد النظام الحالي، ولكن من يتابع تحركات الحركة بإنصاف يجد أنها بريئة تماما من كل هذه الادّعاءات الكاذبة، فالحركة تم إنشاؤها من قبل الأئمة، ولا تحظى بدعم أي من المسئولين أو السياسيين، بل هي تسعى لاستقلال الدعوة والدعاة بعيدا عن هذه الصراعات. هل يمكن أن تستغل الحركة في العمل السياسي أم أنها محاولة لإبعاد الإمام عن السياسة؟ إذا كان المقصود بالعمل السياسي هو محاولة توحيد الصف ودفع الناس لتغليب المصلحة العامة على المصالح والأغراض الخاصة، فنحن نرحّب بأن نكون أول المشتغلين بالسياسة، أما إن كان المقصود بالعمل السياسي هو خوض الانتخابات أو دعم جهة أو تيّار بعينه، فهذا ما لا نوافق عليه ولن نسمح باستدراجنا إليه مهما كانت الظروف. معنى ذلك أن شيخ الجامع لن يكون له أي دور سياسي أو توجيهي ناحية فصيل محدد؟ شيخ الجامع، كما قلت، دوره السياسي أن يعمل على المصالحة بين الجميع وأن يستوعب جميع الأطراف وأن يطالب الجميع بالتعاون ونبذ الخلافات، وهذا دور سياسي مهم جدا، أما إن قام بتوجيه الجمهور تجاه فصيل محدد فهو بذلك قد قام بتحجيم دوره، وأظن أن الجمهور نفسه لم يعد يقبل ذلك الفعل وربما يؤدي انحياز الإمام دورا سلبيا تجاه التيار الذي يدعو إليه، أو قد يزيد الفتن والانقسام والاقتتال الشعبي أو الحرب الأهلية. منذ اندلاع الثورة ومصر أصيبت بموجة من الحركات المستقلة أو المنفصلة.. هل يمكن أن نعد تلك الحركة حركة انفصالية عن النمط القديم للأئمة؟ بالفعل، فالحركات والجبهات كثرت بعد الثورة، وكثرت مسمياتها والفيصل بين الحركات هو مصداقيتها ووضوح الهدف الذي تعمل من أجله والتفاف الناس حولها، وفي الوسط الأزهري نشأ العديد من الحركات والائتلافات بعد الثورة ولكن معظمها لم يستمر، ونحن تعلمنا بفضل الله من أخطاء الآخرين ونريد لحركتنا الاستمرار عن طريق التواصل مع الأئمة في مختلف المحافظات وليس القاهرة وحدها وعن طريق عدم الخوض في الأمور التي ستجلب الفرقة بين الأفراد، وأهم هذه الأمور الانحياز السياسي تجاه أحد بعينه. هل تعتقد أن الإمام المصري وخاصة الأزهري الذي ساهم في نشر الدين الإسلامي بوسطيته حصل على القدر الكافي من التطوير والتعليم خاصة أن البعض يؤكد انعزاليته عن العصر الذي يعيش فيه؟ هذا السؤال هو مربط الفرس، فنحن للأسف قد أصبنا الجرح، فالتعليم الأزهري على مدى السنوات السابقة اتّسم بالنمطية والتقليدية ولم يراع المستجدات الطارئة على الساحة، ولهذا نجد قطاعا كبيرا من الدعاة خطابهم تقليدي، لأنهم يعتمدون على المراجع التقليدية، ولا يطوّرون من أنفسهم ووسائل اطّلاعهم، والمطلوب من الداعية أن يتفاعل مع الجميع فيقرأ لهذا وذاك ويثقّف نفسه ثقافة عامة تتيح له الاطّلاع على كافة الأمور المستجدّة على الساحتين السياسية والاجتماعية، والجمهور الآن أصبح أذكى من أن يتم خداعه ببعض الكلمات والأبيات البرّاقة لفظا الخاوية معنى، ولابد أن يكون للأزهر والأوقاف دور في هذا عن طريق توفير الدورات التدريبية الحقيقية وخصوصا دورات التنمية البشرية وتوفير المراجع الحديثة للدعاة ووضع خطة دعوية شاملة، وقبل كل ذلك توفير دخل محترم للإمام يستغني به عن أيّ عمل إضافي حتي يتفرّغ للبحث والاطّلاع، وللأسف عندما نطالب بهذه الأمور يتعامل البعض معها على أنها نوع من الكماليات أو الرفاهيات ولا يدور في خلده أن مسألة إصلاح الدعوة قضية أمن قومي، فالعصابات المسلحة والجيوش المعادية مواجهتها أهون بكثير من مواجهة الأفكار الشاذّة والفتاوى المتشددة. هل يتعرض الائمة للتعدي والضرب أو للاضطهاد من قبل بعض الفصائل السياسية حتى يطالب وزير الأوقاف بتجريم التعرض لهم؟ وهل رصدتم أدلة لذلك؟ أعتقد أن السؤال يجب أن يكون هكذا، هل من الأئمة من لم يتعرض لاعتداء أو اضطهاد من الفصائل السياسية؟ فللأسف مسألة الاعتداء والاضطهاد من المسائل التي نعاني منها خاصة بعد الثورة، فكم من أئمة متميزين تم اضطهادهم ونقلهم تعسفيا من مساجدهم لأنهم يعارضون تيّارا بعينه، وأنا شخصيا تعرّضت لهذا الموقف وشرف لي أن أكون ضمن هؤلاء المضطهدين لأنّ هذه شهادة على حرّيّة الإمام وعدم تبعيّته لأحد، وهناك من الوقائع ما أخذت مدى أبعد من ذلك فوصلت الأمور للضرب والسحل، كما حدث في واقعة شهيرة ببورسعيد مع أحد الأئمة هناك الذين تم التعدي عليهم في ساحة صلاة العيد بواسطة بعض التيّارات السّلفية والواقعة موجودة ومسجّلة على اليوتيوب ولم نر للوزارة رد فعل في 99% من هذه الحالات، ولم نرها تدافع عن أبنائها، بل للأسف تركتهم فرادى في مواجهة الطوفان، ولهذا طالبنا في اجتماعنا السابق بوزير الأوقاف باتّخاذ إجراءات جادّة وحقيقية ضد كل من يقوم بالاعتداء على الإمام أو إهانته، وعدم نقل الأئمة تعسّفيا بدون سبب إرضاء لتيارات معيّنة، وكذلك طلبنا منه محاسبة الأئمة الذين يثيرون الانقسام والبلبلة في المساجد بتحيّزهم وتوجيههم للجمهور تجاه رأي سياسي معين أو لصالح انتخاب حزب بعينه وذلك لكيلا يتم تشويه الصورة العامة لأئمة الأوقاف. البعض يصف الأئمة بأنهم مجرد شيوخ للمساجد حفظة قرآن فقط، وأن 90% منهم لا يعرفون قراءة القرآن .. كيف ترى ذلك؟ كان التعيين في وظيفة الإمام والخطيب سابقا بدون مسابقات، فكان البعض قد دخلوا مجال الدعوة لغرض التوظيف ليس أكثر بدون أن يكون مؤهلا، لذلك تجده لا يستطيع قراءة القرآن ولا يستطيع الخطابة أو الإجابة عن أسئلة الجمهور، وهذه الصورة كانت منتشرة سابقا بكثرة، أمّا الآن فقد تحسّن الوضع بشكل كبير وساهمت المسابقات في توفير أعداد كبيرة من الأئمة المتميّزين علميا، والصورة لا تزال في تحسّن، والآن يوجد آلاف الأئمة حاصلين على دراسات عليا وماجستير ودكتوراه في العلوم الدينية المختلفة وهم يحاولون جاهدين في تغيير الصورة التقليدية المأخوذة عن أئمة الأوقاف ونطلب من الدولة مزيدا من الدعم لنا ومدّ يد العون . Normal 0 false false false EN-US X-NONE AR-SA MicrosoftInternetExplorer4