قال الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، إننا فى وقت عصيب يحتاج إلى صدق مع الله والوطن والنفس، مشددا على ضرورة التمسك بأخلاق النبي محمد صلي الله عليه وسلم، قائلا: "يا سيادة الرئيس سترى من هذا الشعب الكريم ما تأمله فيه وستظل مصر بفضل الله أبية على الانكسار وعاصية على الانهزام والإحباط، وستحطم أحلام وأوهام المخططين لتدمير الأمة العربية على أبواب مصر". وأضاف "جمعة"، خلال كلمته باحتفالية وزارة الأوقاف، اليوم الأربعاء، أنه باسم وزارة الأوقاف بمنطلق مصلحة وطنية خالصة فإننا نجدد العهد والتفويض لسيادتكم فى مواجهة قوى الإرهاب ونعاهدكم أن نكون جنودا أوفياء لهذا الوطن واثقين فى حكمتك ولن تخذلنا". وجاء نص كلمة وزير الأوقاف: الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين، سيدنا محمد (صلى الله عليه وسلم)، وعلى آله وصحبه ومن تبع هداه إلى يوم الدين، وبعد: يطيب لي أن أهنئ حضراتكم جميعًا بذكرى ميلاد النبي (صلى الله عليه وسلم)، وأؤكد أننا في وقت جِدّ عصيب يحتاج إلى صدق مع الله، وصدق مع الوطن، وصدق مع النفس، ولا نقول كما قالت بنو إسرائيل لسيدنا موسى (عليه السلام): "فَاذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلَا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ"، ولكنّ قدوتَنَا قولُ من قالوا لسيدنا ونبينا محمد (صلى الله عليه وسلم): "اذهب أنت وربك فقاتلا إنا معكما مقاتلون". وسترى سيادةَ الرئيس من هذا الشعب بإذن الله تعالى ما تؤمله فيه وما تقر به عينك وأعيننا جميعًا، وستظل مصر بفضل الله (عز وجل) أبية على الانكسار، عصية على الانهزام أو الإحباط، وكما تكسرت أطماع التتار وغيرِهم على أبوابها، فإن أحلام وأوهام المخططين لتفتيت منطقتنا وإفشال دولها ستنكسر هنا على أبواب مصر. نعم: ستنكسر هنا، بل ستتحطم هنا على أبواب مصر بمشيئة الله تعالى، وكما كان في ثبات مصر وصمودها منطلقًا لإعادة بناء الأمة العربية بعد سقوط أكثر دولها في أيدي التتار، وكما كان دورها عظيمًا في دعم حركات الاستقلال والتحرر من ربقة الاستعمار في العصر الحديث، فإن صمود مصر ونهضتها وتقدمها سيكون باعثًا لنهوض كثير من دول منطقتنا من عثراتها وإعادة بنائها وإعمارها بإذن الله تعالى. ولهذا فإنني باسمي شخصيًّا وباسم قيادات الأوقاف والسادة الأئمة وجميع العاملين بالأوقاف ومن منطلق مصلحة وطنية محضة ودون أي تردد، وبغض النظر عن الموقع الذي نكون فيه، فإننا – سيادة الرئيس – نجدد العهد والتفويض لسيادتكم في مواجهة قوى الإرهاب والشر، ونعاهدكم أن نكون جنودًا أوفياء لهذا الوطن في ظل قيادتكم الحكيمة، مؤمنين كلَّ الإيمان بحكمتك، ولدينا كلُّ الثقة في وطنيتك وحسن تقديرك للأمور وإدراكك لأبعادها المختلفة، وأنك بفضل الله (عز وجل) لن تخذلنا، وأن الله (عز وجل) لن يضيعنا جميعًا، وكيف يكون ذلك وهو القائل في كتابه العزيز على لسان سيدنا يوسف (عليه السلام): "ادْخُلُوا مِصْرَ إِنْ شَاءَ اللهُ آَمِنِينَ"، والرسول (صلى الله عليه وسلم) يقول عن جند مصر: إنهم خير أجناد الأرض وإنهم وأهليهم وذويهم في رباط إلى يوم القيامة.