أقام المجلس الأعلى للثقافة حفل توقيع كتاب "الدراما التليفزيونية" للدكتورة عزة هيكل، عميد كلية الإعلام واللغة بالأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحرى، وذلك ضمن سلسلة حفلات التوقيع التى يقيمها المجلس لإصداراته بصفة دورية. شارك فى حفل التوقيع المخرج مجدى أبو عميرة، والفنانة إلهام شاهين، والإعلامى عادل معاطى، والكاتبة آمال عثمان، وأدار اللقاء، الكاتب محمد عبدالحافظ ناصف، رئيس الإدارة المركزية للشعب واللجان الثقافية بالمجلس، بحضور كوكبة من المثقفين والنقاد والأدباء ورجال الصحافة والإعلام. فى البداية أكد الكاتب محمد عبدالحافظ ناصف على اهتمام المجلس بحفلات التوقيع الخاصة بإصدارات المجلس والتى تعقد أسبوعيا، الأمر الذى يعتبر غير مسبوقا، والذى يهتم به الأمين العام بصورة كبيرة، وتحت رعاية الكاتب الصحفى حلمى النمنم، وزير الثقافة. وأكدت الفنانة إلهام شاهين، أن الجيل الجديد مظلوم، وأن جيلها قد تعلم على يد أساتذة كبار، أما الآن فتجد المخرج والكاتب والممثلين شباب فى عمل واحد فمن أين تأتى الخبرة، وأضافت أن الدراما التليفزيونية ساءت حين دخلها مخرجو السينما لأن السينما تعتمد على الصورة والإبهار، أما الدراما فتعتمد على الكلمة والحوار والمضمون، وذكرت أن أحد أهم أعمالها مسلسل "نصف ربيع الآخر" استغرق مشهد النهاية المكون من 13 صفحة ربع ساعة، بعكس ما يحدث الآن، فربما يصورون صفحة أو نصف صفحة فى نفس الوقت أو أكثر. وقالت الفنانة إلهام شاهين، إن الفنانة فاتن حمامة أشادت بالمشهد وهذا يعتبر لديها أهم من جائزة الأوسكار، مشيرة إلى أن مشكلة الدراما حاليا فى الكتابة، وفكرة الورش وأن أكثر من كاتب يكتب عمل واحد يفقد العمل مضمونه ووحدته، بالإضافة إلى أن الماديات أصبحت تتحكم فى كل شئ وأثرت على الفن، فنحن نحتاج إلى صحوة مجتمعية . وقال عادل معاطى عن الكتاب، إنه قد قام بتدريسه لطلاب كلية الإعلام، وأضاف أن هذا الكتاب يقترب فى منهجه من كتاب أرسطو حين قنن فن المسرح، وأن الدكتورة عزة وضعت مساحة تاريخية فى كتابها، وعقدت مقارنة بين نور الدمرداش ويحيى العلمى من خلال أعمال مثل رأفت الهجان وزينب والعرش، وأضاف أننا نجد أيضا مقارنات متنوعة للعديد من الشخصيات مثل محفوظ عبد الرحمن ويسرى الجندى ومحمد جلال عبد القوى وأسامة أنور عكاشة، وأكد أن الكتاب إضافة للمكتبة العربية. وفى كلمته أكد المخرج مجدى أبو عميرة، على قيمة النص قائلا: أنا كمخرج لا أستطيع تقديم عمل جيد إلا إذا كان هناك نص جيد، وأبدى استياءه من عرض المسلسلات الآن وقال إنها عبارة عن مشاهد قصيرة يتخللها إعلانات كثيرة، مشيرا إلى أن التليفزيون غير السينما، فالسينما يدخلها المشاهد بارادته، لكن التليفزيون يدخل بيوتنا ويقتحمها، مؤكدا أنه منذ ثلاث سنوات لا تتعدى عدد المسلسلات الناجحة نجاحا كبيرا عدد أصابع اليد الواحدة. ثم تحدث المخرج عمرو عابدين، عن الكتاب باعتباره تأريخ لشخصيات تحمل منتهى المصداقية، وذكر الفنان يحيى العلمى عندما كان رئيسا لقطاع الإنتاج وكان فى بداية حياته وطلب منه القيام بإخراج بداية ونهاية فوازير جيران الهنا، وأضاف لقد كان قطاع الإنتاج وصوت القاهرة ومدينة الإنتاج الإعلامى بمثابة القوى الناعمة لمصر، ثم طالب الكاتبة بجزء ثان للكتاب. وأثنت الكاتبة آمال عثمان، على ظهور مثل هذا الكتاب الذى يوثق ويؤرخ وينقد نقدا أكاديميا ويهتم بالمضمون، وأضافت: أضم صوتى للمخرج عمرو عابدين فى مطالبة الكاتبة بجزء ثانى بل بأجزاء عديدة. من جانبها تحدثت الدكتورة عزة هيكل عن دور الدولة فى الدراما، باعتبارها أمن قومى، وأكدت أنه لا بد من إحياء دور الدولة لمساندة الكتاب والمنتجين، فأين اليوم الدراما التاريخية والدينية، أين دراما الطفل، جزء كبير من الفن أخلاق فإن افتقد الأخلاق يصبح أى شئ آخر غير الفن، وأن العمل الجيد هو الباقى وهو القيمة الحقيقية.