«ساعة تروح وساعة تيجي» جملة فكاهية وردت في فيلم «إسماعيل يس في مستشفى المجانين» كلنا ما زلنا نتذكرها ونضحك عليها كلما عرض الفيلم مجددا، وبعيدا عن الفكاهة في الجملة يؤكد المتخصصون في الطب النفسي، أن كل إنسان لديه ولو «شعرة جنون» أو ارتباط بشيء يخالف المنطق والواقع ربما وليس له تفسير منطقي وعقلي. من ذلك مثلا تعلق شخص ما بشكل غير طبيعي بشيء ما «لعبة منذ الطفولة، قلم يفضل الكتابة به، كرسي يفضل الجلوس عليه، الخ» هناك أيضا الخوف عير المبرر من أشياء معينة لا تستدعى الخوف، كذلك اعتياد ممارسة طقوس معينة يجد نفسه مدفوعا لممارستها، أو التمسك بأشياء قديمة ليس لها جدوى «كراكيب» أو دخوله في علاقة غير صحية «اعتمادية». وطبقا للمتخصصين، فإنه وعند التفكير المنطقي في تلك الأمور، سنجد أنه لدينا ما يسمى «ازدواجية الوجدان» بمعنى أننا قد نرفض هذه الأشياء عقليا لإدراكنا أنها غير مجدية، وقد تكون لها آثار ضارة بالصحة، أو بعلاقاتنا بالآخرين، إلا أننا نجد أنفسنا متمسكين بها وجدانيا، فنصبح غير قادرين على التوقف عن ممارستها، لأنها أصبحت جزءا منا ومن شخصياتنا. ويرجع المتخصصون أسباب هذا التعلق، إلى رغبة الإنسان في الشعور بالأمان، وهو الشعور المحرك لمعظم سلوكياتنا، بغض النظر عن العمر والمكانة والدرجة العلمية والمالية، لافتين إلى أن الإنسان دون ممارسته لتلك العادات والسلوكيات، قد يشعر أن بقاءه واستمرار حياته أصبح مهددا، بعدما ترسخ في اللاوعي لديه، هذا المعتقد المحوري، وأصبح يحركه دون أن يدري بصورة تلقائية، وهو ما قد يرصده الآخرون، لكننا نكون غير مدركين له بشكل واع.