رسائل مشفرة للإرهابيين عبر وسائل التواصل الاجتماعى لتنفيذ عمليات حازت تهديدات داعش للمباريات اهتمام مرصد الأزهر الشريف، والذى بدوره تناول فى تقرير له على موقعه الإلكترونى بعنوان «هل تنجو بطولة كأس العالم القادمة من تهديدات داعش»؟، وحلل أسباب تركيز التنظيم الإرهابى على هذا الحدث الرياضي، وقد أكد المرصد أنه يجب أن نأخذ هذه التهديدات التى أطلقها داعش بعين الاعتبار، خاصة فى ظل الهجمات الإرهابية الأخيرة التى وقعت بروسيا، وكان أبرزها حادث فى مدينة سان بطرسبرج، ثانى أكبر مدن روسيا بعد العاصمة موسكو فى شهر إبريل الماضي، من هجوم تبناه تنظيم «داعش» داخل قطار، أدى إلى مقتل 14 شخصًا وإصابة العشرات، فضلًا عن أن التنظيم له أتباع كُثر فى روسيا ممن يعرفون اللغة الروسية، ومن هنا كانت الكتابة باللغة الروسية بجانب اللغة العربية، فهل يريد التنظيم من ذلك إرسال شفرة لأتباعه من ذئابه المنفردة أو خلاياه العنقودية ممن عادوا إلى بلادهم من منطقة شمال القوقاز بعد مشاركتهم فى صفوف داعش فى كل من سورياوالعراق. وأشار المرصد إلي أن الإعلام سلاح قوى يلجأ إليه التنظيم بعد تضييق الخناق عليه، وطرده من معاقله الرئيسية فى كل من العراقوسوريا وليبيا، لتعويض هذه الخسارة، لذلك لجأ التنظيم لإطلاق رسالة التهديد الأولى بصورة حديثة منسوبة إلى «داعش»، يُعلن فيها التنظيم المتطرف عن تخطيطه لتنفيذ هجمات فى روسيا فى كأس العالم القادمة، وإذا نظرنا إلى تلك الصورة التى بثها التنظيم وانتشرت على نطاق واسع وبسرعة كبيرة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، تلك الصورة التى يظهر فيها رجل ملَثَّم يحمل سلاحًا رشاشًا وإلى جانبه شعار «داعش»، وفى الخلفية يبدو ملعب «فولجرجراد»، أحد الملاعب التى سوف تستضيف الحدث الرياضى الأهم على مستوى العالم، ويظهر فى الصورة بجوار شعار البطولة كلمة «انتظرونا» باللغتين العربية والروسية، ولا شك أن استخدام الكتابة باللغة الروسية وليس باللغة الإنجليزية له دلالته الخاصة، حيث يهدف التنظيم من ذلك إلى بث الرعب والقلق، وإفساد فرحة الروسيين بتنظيم هذا الحدث العالمي، وتقويض الروح المعنوية للشعب الروسى انتقامًا من حكومته الحالية جرَّاءَ دورها فى سوريا. وتابع المرصد: كان متوقعًا أن يستغل «داعش» هذا الحدث العظيم ويستثمره إعلاميًّا على أفضل وجه، ولكن الخطر يكمن فى التهديد الحقيقى الذى يمثله هذا الاستثمار، فداعش حينما يهدد فإنه يبعث برسائل لعناصره المنفردة، سواء كانوا من العائدين إلى القوقاز أو من الذئاب المنتشرة حول العالم، ولذلك ظهر التهديد الثانى من «داعش» للمونديال ولميسى تحديدًا، فقد بعث التنظيم برسالة تهديد له وللدولة الروسية، وظهر فى الملصق رسالة كتب فيها: «الإرهاب العادل»: «إنكم تقاتلون دولة لا تعرف الخسارة فى ميزانها، وظهر ميسى وهو يرتدى زى السجناء ومطبوع على صدر الزى اسم اللاعب وهو يبكى دمًا من أحد عينيه». ولفت المرصد إلى أن الاستراتيجية، التى يتبعها التنظيم فى الوقت الحالي، هى نفس الاستراتيجية، التى استخدمها التنظيم فى 2008 فى العراق، واستطاعت أن تقلب الموازين وتسبب خسارة فادحة فى صفوف القوات الأمريكية آنذاك؛ حيث اعتمد التنظيم على حرب العصابات والسيطرة غير المركزية، وبدأ يستخدم تكتيكات عسكرية مبتكرة، هى هجين من التكتيكات الإرهابية، وحرب العصابات، والحرب النظامية، وتهدف هذه الاستراتيجية إلى الحفاظ على العنصر البشرى والقتال عن بعد، عن طريق زرع العبوات الناسفة واستخدام التفجيرات. ولذلك فإن مجلة النبأ فى أعدادها الأخيرة اهتمت بهذا التكنيك، وأشارت إلى أن هذه الطريقة المبتكرة هى التى حسمت المعركة لصالح التنظيم فى العراق، بعد ما كاد يكون فناء التنظيم محققًا لا محالة، إن استمرت رحى الحرب بدون استخدام هذه العبوات الناسفة، وتراجعت بعدها القوات الأمريكية بعدما كبدها التنظيم خسائر فادحة فى القوات والعتاد. ورأى المرصد أن السبيل الوحيد للانتصار والرد على هذه التهديدات، هو أخذها على محمل الجد والاستعداد لهذه المخاطر، مع التأكيد على أن هذه التهديدات لن تُسنى عُشاق الكرة عن الاستمتاع والاهتمام بهذا الحدث الرياضى العالمي، وينادى المرصد بوضع هذه التهديدات فى مكانها الطبيعى من غير تهوين ولا تهويل، ويؤكد المرصد أن «داعش» سيقهر بنجاح هذا الحدث.