أكد أنطونيو طاجاني رئيس البرلمان الأوروبي، أن أمن أوروبا مرتبط بالوضع الأمني في تونس والقدرة على تعزيز التنسيق الأمني، مشددا على أن القضاء على الإرهاب في المنطقة لن يتحقق إلا بالمزيد من التعاون والتنسيق. وقال طاجاني –في كلمة أمام مجلس نواب الشعب التونسي، خلال زيارته الرسمية لتونس، اليوم الاثنين: إن أوروبا تأثرت بالمشاهد التراجيدية التي يشهدها حوض البحر الأبيض المتوسط جراء الهجرة غير المشروعة، الأمر الذي يقضي معالجة هذه المسألة بالواقعية المطلوبة، ومتابعة شبكات الهجرة السرية، والوقوف بقوة ضد الذين يتاجرون بالأرواح البشرية، مع استهداف الشبكات التي يعملون من خلالها. وأضاف: أن البرلمان الأوروبي يسعى لتخصيص 40 مليار يورو في ميزانية الاتحاد الأوروبي خلال الفترة المقبلة لدعم الدول الإفريقية، ومساعدتها على مواجهة مختلف التحديات الماثلة أمامها. وأشار طاجاني إلى أن زيارته الرسمية إلى تونس هي زيارة سياسية من جهة واقتصادية من جهة أخرى، وأن البرلمان الأوروبي يعمل على دعم الدبلوماسية الاقتصادية، لافتا إلى أن الزيارة تستهدف مساعدة تونس على مواجهة التحديات التي تعترضها. وأشاد بالدور الذي يلعبه رئيس الجمهورية "الباجي قايد السبسي" في الملف الليبي، ومساعي الوصول إلى تسوية سياسية للوضع هناك. وقال طاجاني: إن تونس تلعب دورا محوريا في تطوير علاقة أوروبا بالدول الإفريقية، وإن البرلمان الأوروبي يدعم تونس في انتقالها الديمقراطي، وسيظل إلى جانبها حتى تنجح اقتصاديا واجتماعيا، مشيدا بالدور الذي لعبته المرأة التونسية في بناء الديمقراطية في تونس. وأكد رئيس البرلمان الأوروبي أن تونس بلد يتمتع بعمق حضاري تأثر جراء الإرهاب، وأن أوروبا ستسعى لدعم السياحة في تونس عن طريق دعوة الأوروبيين للقيام بزيارات سياحية إليها. من جانبه، أكد رئيس مجلس نواب الشعب التونسي "محمد الناصر" -في كلمة أمام البرلمان- أن زيارة رئيس البرلمان الأوروبي تعكس عمق الشراكة التي تربط بين البرلمان التونسي والبرلمان الأوروبي من جهة، ومستوى العلاقات المتميزة بين الاتحاد الأوروبي والجمهورية التونسية من جهة ثانية. وثمن الناصر الدعم المتواصل والمساعدات المتعددة التي خصصها الاتحاد الأوروبي لتأمين الانتقال الديمقراطي في تونس، معربا عن تقدير البرلمان التونسي لدعم البرلمان الأوروبي لتونس لدى المفوضية الأوروبية ولدى مجلس الاتحاد الأوروبي، لاسيما المبادرة الأوروبية المتعلقة بإصدار اللائحة الخاصة بالعلاقات بين تونس والاتحاد الأوروبي في 14 سبتمبر 2016، التي تم فيها التأكيد على ارتباط نجاح التجربة الديمقراطية في تونس بأمن أوروبا، والدعوة من خلال هذه المبادرة إلى إقامة شراكة فعلية مع تونس وتحويل ديونها لدى الدول الأوروبية إلى استثمارات تساعد على تشغيل الشباب العاطل وتنمية الجهات المهمشة. ودعا الناصر إلى وضع مبادرات استثنائية بين تونس والاتحاد الأوروبي تسمح بفتح السوق الأوروبية أكثر فأكثر أمام المنتجات التونسية، وفتح آفاق إيجابية للشباب الساعي إلى تحسين كفاءاته العلمية والمهنية أو للعمل في إطار منظم للهجرة يستجيب لإجراءات مضبوطة برعاية ومراقبة الدول المعنية.