تواصلت اليوم الخميس، فعاليات معرض الفنون التشكيلية "مدرسة تونس"، والمقام بقصر ثقافة الأقصر بالعوامية، في إطار فعاليات الأيام الثقافية التونسية والتي تقام على هامش اختيار الأقصر عاصمة الثقافة العربية 2017، حيث يستمر المعرض حتى 27 أكتوبر الجاري. وكان معرض الفنون التشكيلية "مدرسة تونس" قد تم افتتاحه من قبل الكاتب الصحفي حلمي النمنم وزير الثقافة، برفقة نظيره التونسي محمد زين العابدين، وزير الشؤون الثقافية التونسي على هامش فعاليات أسبوع الثقافة التونسي. ويشرف على المعرض، الدكتور فاتح بن عامر والذي ولد في 1968 بصفاقس ونال بكالوريا العلوم والرياضيات عام 1988، ثم الأستاذية بالثقافة وإيصال اختصاص خزف من المعهد التكنولوجي للفنون والهندسة المعمارية والتعمير بتونس، وفى عام 2005 نال شهادة الدكتوراه الموحدة في علوم وتقنيات الفنون "التجريد بتونس في الستينات والثمانينات – مبحث جمالي ونقدي"، ثم حصل على شهادة التأهيل الجامعي في علوم وتقنيات الفنون بجامعة صفاقس في 2014. وتم خلال معرض الفن التشكيلي بالأقصر تقديم مداخلة عن المتحف الوطني للفن الحديث والمعاصر بتونس، والتي تتناول عرض للمشروع الكبير المتعلقة بالمتحف الوطني والذي سينطلق نشاطه في مارس 2018، حيث سيمثل دفعة هام لقطاع الفنون التشكيلية في تونس، فهي المدينة الثقافية بفضاءاتها المختلفة والمتعددة والتي ستجمع الفنانين وأهل الثقافة بكل اختصاصاتهم تحت نفس القبة والتي تعتبر مفخرة لتونس وسابقة في العالم العربي. وسرد الدكتور فاتح بن عامر أستاذ بجامعة صفاقس، تفاصيل عمل وتاريخ المدرسة التونسية للفن التشكيلي والتي يرجع تاريخها للقرن التاسع عاشر الميلادي وأثرت الثقافة والفنون العربية بصورة كبيرة، ومازالت مستمرة حتى يومنا هذا وتبدع في خطط مستقبلية للحفاظ على هذا التاريخ من الفن التشكيلي، مشيرا إلى أن مدرسة تونس أو جماعة مدرسة تونس، هم ثلة من الفنانين التشكيليين التونسيين من ذوى الأصول التونسية والأوروبية والذي ولدوا وعاشوا بتونس وأسسوا مجموعة الأربعة في سنة 1947، ثم تطورت إلى مجموعة العشرة في سنة 1948 إلى أن انتهت إلى تسمية مدرسة تونس على غرار مدرسة باريس في الفن التشكيلي، فهذه المجموعة التي شغلت عديد الباحثين من تونس وخارجها وأصبحت علامة فارقة في تاريخ الثقافة التونسية والعربية. وأضاف فاتح، أن المدرسة التونسية للفن التشكيلي لها أعلامها مثل بيارا بوشارل والزبير التركي والهادي التركي وروبوتزوف وعمار فرحات، وغيرهم ممن أعطوا للفنون التشكيلية التونسية صبغة التونسة مخالفة للأسلوب الكولنيالي وللمجموعة محبين ومناهضين، وساهم أعضاؤها في إرساء الثقافة الوطنية مع ظهور دولة الاستقلال ثم تدرجت إلى الغياب مع رحيل آخر رئيس لها وهو عبد العزيز القرجى. وأوضح سامى بن عامر الفنان التشكيلى التونسي، أن تم عمل مداخلة بالمعرض تؤكد على أهمية المتحف الوطني باعتباره سيحقق حلم الفنانين التشكيليين التونسيين ليكون شاهدا على مسيرتهم منذ أواخر القرن التاسع عشر وصولا إلى اليوم، ومساهما في حفظ الرصيد الوطني للفنون التشكيلية وفى توسيع مجالات استغلاله، تقدم أيضًا الخطوط العريضة لتصور هذا المتحف الذي يراد منه أن يكون خاضعًا للمعايير الدولية الذي يضبطها التجمع العالمي للمتاحف، حيث سيكون مستقبلًا لمعرض قار يعكس ذاكرة مسيرة الفنون التشكيلية التونسية الحديثة والمعاصرة ومعارض ظرفية ذات العلاقة بإشكاليات الفنون التشكيلية في علاقتها بالفنون التشكيلية بالصعيد العربي والعالمي، كما سيكون فضاء بحثيًا وتربويًا وتنمويًا منفتحًا على محيطه.