احتفى مساء أمس المجلس الأعلى للثقافة بأمانة الدكتور حاتم ربيع، والتحرير لاونج جوته ومؤسسته منى شاهين ببطلة مصر لرفع الأثقال البارالمبية فاطمة عمر، جاء ذلك فى إطار فعاليات مشروع الملهم فى موسمه الثاني. وقد أدارت اللقاء رشا عبد المنعم مدير إدارة التدريب والمشرف على مشروع الملهم بالمجلس حيث بدأت كلمتها بأن مشروع الملهم هو امتداد للتعاون المشترك بين المجلس الأعلى للثقافة، والتحرير لاونج جوته الذي بدأ منذ 4 سنوات فى مجال رفع كفاءات العاملين بوزارة الثقافة، ويعد الملهم تطبيقًا لها حيث ينفذ بفريق عمل مشترك من الطرفين، وعن فكرة الإعاقة أشارت عبد المنعم إلى أنها فكرة وهمية فلدينا جميعا أوجه نقص، ومهارات وقدرات تميزنا، ويجب أن نستثمر فى قدراتنا لتعويض احتياجاتنا، ومن هنا كان تعبير ذوى القدرات الخاصة هو التعبير الأكثر إيجابية من تعبير ذوى الاحتياجات الخاصة. ثم انتقلت الكلمة إلى الدكتور حاتم ربيع الأمين العام للمجلس الأعلى للثقافة، الذي أكد أن أهمية مشروع الملهم تكمن فى أن له هدفا هاما وتوعويا، وأنه يعمل على خلق نوع من التواصل بين الشباب وبين نماذج مبدعة وملهمة فى كل المجالات من علوم وفنون وآداب ورياضة، كما أشار إلى أنه بالإضافة إلى ما يميزها من إرادة وقدرة على تحدى الصعاب وتذليلها فإن ملهمة اليوم استطاعت أن ترفع راية مصر عاليًا في المحافل الدولية، كما وجه الشكر إلى التحرير لاونج جوته على التعاون المثمر والمستمر، وأكد أن العديد من مشاكل المجتمع ومن ضمنها التعامل مع ذوي القدرات الخاصة هى مشاكل ثقافية وتحتاج لتضافر جهود كل المؤسسات الفعالة في المجال الثقافى. ثم جاءت كلمة منى شاهين مؤسسة ومديرة مشروع التحرير لاونج جوته لتؤكد أهمية هذا اليوم تحديدًا فى تاريخ الملهم لما ألهمتنا به البطلة فاطمة عمر من طاقة وقدرة على التحدى وأننا شديدو الفخر ببطلتنا المصرية الملهمة بطلة العالم فى وزنها لسنوات متتالية. وأضافت أننا كمجتمع لدينا مشكلة فى قبول الآخر المختلف سواء كان الاختلاف فكريا أو جسديا أو فى النوع أو الدين وأننا يجب أن نعمل سويا على معالجة هذا الأمر، معلنة بأنها ستخصص نسبة 5 % من حضور الورش التدريبية بالتحرير لاونج لأصحاب الهمم، كما ستعمل على إعداد وتجهيز المكان ليناسب استقبال ذوي القدرات الخاصة. ثم تحدثت البطلة فاطمة عمر عن نشأتها الأولى وكيف واجهت فكرة الإعاقة، وكيف بدأت ممارسة رياضة رفع الأثقال منذ 22 عامًا واستطاعت أن تحصد أول ميدالية ذهبية فى بطولة الجمهورية بعد خمسة عشر يوما من التدريب فقط، مؤكدة أهمية الرياضة والالتزام بكل الضوابط في التدريب للوصول إلى أعلى المستويات، كما أشارت إلى أن الصورة الذهنية الشائعة عن الإعاقة هى صورة وهمية ومغلوطة، وأن فكرة المجتمع عن الإعاقة فكرة قاصرة، وأن الأداء العاطفي والمبالغة في الخوف قد تؤذي في كثير من الأحيان مشاعر ذوي القدرات الخاصة وتشعرهم بالحرج والنقص، وأكدت ضرورة التعامل معهم مثل أى شخص عادي لا ينقص شيئا عن الآخرين فالله قد منحه بقدر النقص قدرات خاصة تميزه كذلك، وأشارت إلى الدور الفعال والجهد الذى بذله زوجها فى الوقوف بجانبها ودعمها حتى تصل إلى حلمها. كما أضافت أن الرياضة أثرت في التكوين الفكري والعقلي لشخصيتها تمامًا، كما عبرت عن تمسكها بتحقيق هدفها في الوصول إلى أولمبياد طوكيو 2020 وإحراز الميدالية الذهبية. وأشارت فاطمة عمر إلى ضرورة اهتمام الدولة بذوي القدرات الخاصة من حيث تهيئة الطرق والأرصفة وتوفير وسائل النقل المناسبة لهم، موضحة أنهم استطاعوا مؤخرا أن يحصلوا على مساواتهم بالإصحاء من الرياضيين حالة فوزهم بالميداليات وتحقيق البطولات حيث كانت عدم مساواتهم أمرا مؤلما لهم وانتقاصا لحقهم كونهم يرفعون اسم مصر عاليًا وخفاقًا. ورحبت منى شاهين بالدكتور خالد عبد الرحمن أستاذ الطاقة المتجددة وملك طواحين الهواء (العالم المصرى والذى كان أحد ملهمى الموسم الأول بمشروع الملهم)، الذي تحدث عن المنظومة الألمانية في التعامل مع ذوى القدرات الخاصة حيث إنهم يعملون على دمجهم حتى فى حالات الإعاقة الذهنية ويحرصون على وجودهم على نحو طبيعي مع أقرانهم فى العمر، إلا إذا كانت درجة الإعاقة قد تسبب تعطيلًا للعملية التعليمية فى هذه الحالة فقط يخصصون فصولًا مستقلة لهم، لكن في ذات المدرسة، كما تعمل الدولة على توفير وسائل النقل المناسبة لهم، مضيفًا أنه إنطلاقًا من إحساسه بالتزامه وواجبه تجاه الوطن خاصة بعد اللقاءات التى عقدها مع الشباب فى مشروع الملهم ولقائه بمؤتمر مصر تستطيع؛ فإنه قد قرر استقطاع هذا العام ليقضيه بمصر كأستاذ بالدراسات العليا ومشرفًا على عدد من الرسائل العلمية بكليته التى تخرج فيها (الهندسة جامعة عين شمس)، كشكل من أشكال رد الجميل لوطنه.