أستاذ علم نفس: الكذب نوع من الحيل الدفاعية بسبب العجز عن مواجهة الواقع هناك أسباب كثيرة ما بين الخيانة والمصلحة والعقد النفسية وغيرها قد يسبب الخلع أو النشوز، ولكن أهم وأول الأسباب التي تؤدي للطلاق هو الكذب بكل أنواعه. تقول «أميمة»: «رفعت دعوى خلع ضد زوجي حملت رقم 1910 لسنة 2017 أمام محكمة الأسرة بإمبابة، بسبب أنه كذب علىّ في مؤهله، حتى علمت مع الوقت أنه حاصل على دبلوم تجارة، في حين أنه كذب علىّ وأكد لي أنه مهندس، وفوجئت بأنه يعمل بأحد المقاهي، مما جعلني أضحوكة وسط صديقاتي، لذلك رفعت دعوى الخلع». أما «هناء» 30 سنة رفعت دعوى خلع حملت رقم 1990 لسنة 2017 أمام محكمة الأسرة بإمبابة ضد زوجها «عادل- طبيب- 40 سنة»، وذلك بسبب كذبه عليها بأنه ليس مريضًا نفسيًا، رغم مرضه بالشيزوفرنيا، تقول: «أحببته وتزوجته على أمل أنه حنون ورقيق وإنسان طيب، وبعد فترة من الوقت من زواجي منه لاحظت عليه تحوله إلى شخص آخر بعد فترة من الليل، يقسو وينهال علىّ ضربًا دون سبب». وأضافت: «أردت أن أعرف السبب وراء هذا التغير الذي يحدث كل يوم فاتصلت بأخيه الذي أكد لي حقيقته، وأنه يعلم بذلك، ورفض العلاج، وخوفًا على ابني، خاصة عندما علمت بخطورة هذا المرض، وأنه ليس هناك علاج له، قررت أن أتقدم بدعوى خلع ضده». ويقول «محمد» الذي توجه إلى محكمة الأسرة ليرفع دعوى طلاق على زوجته، التي كانت تتناول حبوب منع الحمل دون علمه: «تزوجتها وأردت أن أنجب منها ولدًا يحمل اسمى، واكتشفت في النهاية أنها تأخذ حبوب منع الحمل، وقد واجهتها بالأمر، فقالت إنها تريد الحفاظ على جسمها». أما «حسن- 30 سنة» رفع دعوى طلاق حملت رقم 4748 لسنة 2017 ضد زوجته «نادية»، لأنها كذبت عليه في تعرضها لحادث جعلها غير قادرة على الحمل، وعندما واجهها اتهمته بأنه السبب، وعلى ذلك رفعت ضده دعوى طلاق. ويقول المستشار «شريف نصار»: «في سنة 2016 وصلت حالات الطلاق والخلع بسبب الكذب إلى 12 ألف حالة و3 الآف سيدة، أما في العام الحالي 2017 وصلت حالات الطلاق إلى 14 ألف حالة، وتشير دفاتر مكاتب التسوية والمنازعات والشكاوى إلى وجود 5600 رجل يتم خلعهم بسبب الكذب على أزواجهم». كما سجلت الدفاتر أن 44٪ من حالات الكذب يكون في المعلومات الخاصة بالسيرة الذاتية، واتضح أن الخلع والطلاق بسبب الكذب وصلا إلى حالة طلاق كل 10 دقائق. وعن رأي علم النفس، يقول الدكتور محمد سعد، كلية الآداب علم النفس: «قد يتجه الشخص إلى الكذب، ولا يعرف السبب وراء ذلك، وقد تغيب الأسباب والعوامل المؤدية لأشكال الكذب المتعددة، ولكن بعد إعداد المجموعة الضابطة وبالتجربة، تبين أن الشخص قد يتجه إلى الكذب لعدم شعوره بالأمان والطمأنينة، أو لوقوعه في دائرة العقاب والصراع، وقد يكون للرغبة في إخفاء شيء وحماية النفس، والظهور بمظهر لائق، كنوع من الحيل الدفاعية لعدم القدرة على مواجهة الواقع، فيتحول إلى شخص آخر يرفض الفشل، حيث لا يقوى على تحمله فيكذب، تظهر عليه علامات الغضب والنرجسية وتشتت الانتباه، وكل ذلك علامة من علامات الاكتئاب التي قد يترتب عليها الانتحار». أما عن الطلاق فقد يكذب الرجل بسبب نرجسيته ومحاولة حماية نفسه ضد الآخر بحيل دفاعية، يخرج بها عن الواقع لتجميل ما هو قبيح، وعندما يكتشف من خلال غضبه ونرجسيته يحدث الخلع أو الانفصال.