تصدرت تصريحات الرئيس عبدالفتاح السيسي عن حقوق الإنسان في مصر، أثناء زيارته للعاصمة الفرنسية باريس، اهتمامات وسائل الإعلام العربية والعالمية صباح اليوم الأربعاء، حيث ابرزت وكالة "سبوتنيك" الروسية تأكيد الرئيس المصري خلال المؤتمر الصحفي مع نظيره الفرنسي في الإليزيه على أن من يتحدث عن حقوق الإنسان في بلاده يجب أن يتذكر الثلاثة ملايين مصري الذي كانوا يتعايشون من قطاع السياحة المتدهور حاليًا، قائلًا "لا نهرب من مسألة حقوق الإنسان في مصر ولكن يجب التطرق إليها من منظارها الحقيقي". كما قالت وكالة "سبوتنيك" الروسية إن مصر تعدّ اليوم زبونًا مهمًا بالنسبة لفرنسا، خاصة في مجال شراء الأسلحة الفرنسية، وسبق أن أبرمت باريس عدة صفقات بيع أسلحة مع القاهرة خلال الأعوام الماضية أهمها، صفقة بيع 24 طائرة حربية فرنسية من طراز "رافال" بقيمة 5.2 مليار يورو عام 2015. بالإضافة إلى صفقة بيع سفينتي "ميسترال" اللتين كانتا مخصصتين في السابق لروسيا وحصلت البحرية المصرية على حق استحواذ السفينتين في شهر أغسطس عام 2015، بعد مفاوضات طويلة، ووصلت قيمة العقد ل950 مليون يورو. وتحت عنوان "هل تتغلب العوامل الجيوستراتيجية على "حقوق الإنسان" في زيارة السيسي إلى باريس؟" قال راديو "مونت كارلو" إن فرنسا تعتبر مصر "العنصر المركزي في الاستقرار الإقليمي" وتتعاون معها "من منطلق ثقة وفاعلية" بحسب مسؤول حكومي، وتنفي تكرارا غض النظر عن ملف حقوق الإنسان. كما قال موقع قناة "العالم" الإخباري إن باريسوالقاهرة قلقتان من تجذر جماعة "داعش" الإرهابية في ليبيا. وأبرز موقع "روسيا اليوم" مراسم استقبال الرئيس السيسي في وزارة الدفاع الفرنسية، عقب وصوله العاصمة باريس، وقالت:"إنه شارك في مراسم الاستقبال عناصر تمثل كافة أفرع القوات المسلحة الفرنسية". ذكرت صحيفة "الشرق الأوسط": إن تشكيل الوفد المصري فى الزيارة والذي يضم إلى الرئيس وزراء الخارجية والتجارة والصناعة والمالية والتخطيط والمتابعة والإصلاح الإداري والنقل ورئيس جهاز المخابرات العامة، فضلا عن المستشارين، يدل على اهتمامات الطرفين ومحاور النقاش التي يبغيان التشاور وإحراز تقدم بشأنها، وتركز الصحيفة بالقول إن لقاء السيسي وماكرون له أهمية خاصة في هذه المرحلة، فحالة الطوارئ قائمة في البلدين بسبب التهديدات الإرهابية وباريس، كما أن القاهرة تعتبر أن الحرب على الإرهاب أولوية قصوى بالنسبة إليها. وأبرزت صحيفة "الأنباء" الكويتية مقابلة الرئيس مع قناة فرانس 24، وأشارت إلى إن الرئيس السيسي، أكد أن إجراء مصالحة في فترة حكمه مع جماعة الإخوان المسلمين، المصنفة إرهابية في بلاده حاليا، قرار الشعب وليس قراره. وتحت عنوان "السيسي في فرنسا لتوسيع دائرة الشراكة وحل الأزمات الاقليمية" قال موقع "ميدل إيست أون لاين": إن فرنسا هى التي تقود قاطرة الاتحاد الأوروبي مع ألمانيا، لذلك يجب أن تكون القاهرة على علاقة قوية معها وممتدة، وأضافت أن صفقات التسليح العسكري مثلت رأس الحربة في العلاقات المصرية -الفرنسية، عقب أحداث 30 يونيو 2013، حيث باتت فرنسا أحد أهم مصادر التسليح المصري، بجانب أميركا وروسيا. وتحت عنوان "الانتقادات الحقوقية تلاحق زيارة السيسي إلى فرنسا" قالت صحيفة "القدس العربي": إن باريس التي تقيم علاقات تجارية وأمنية ممتازة مع القاهرة اتهمت بتجاهل سجل مصر في مجال حقوق الإنسان. وقالت صحيفة "العرب" اللندنية ان زيارة الرئيس المصري إلى باريس تشكل خطوة مهمة، وفق المراقبين، لتمتين العلاقات الاستراتيجية مع فرنسا سياسيا وعسكريا واقتصاديا، في ظل توافق شبه كامل حول عدة قضايا مشتركة في مقدمتها الحرب على الإرهاب والأزمة الليبية والهجرة غير القانونية، إلى جانب صفقات التسليح المحتملة بين البلدين، وأشارت الصحيفة إلى أن المتابعين في مصر لا يتوقعون أن تأخذ القضايا الحقوقية حيزا كبيرا من المباحثات، في ظل ما هو معروف عن ماكرون من براجماتية في تعاملاته السياسية، ومحاولاته المستمرة لتحقيق أهدافه بلا ضجيج. وأشاد الكاتب الصحفي والباحث السياسي اللبناني فيصل جلول، بحوار الرئيس عبدالفتاح السيسي مع قناة فرانس 24، على هامش زيارة الرئيس لباريس لتعزيز العلاقات المصرية مع الجانب الفرنسي، وأضاف أن السيسي كان رده على كافة المحاور التى طرحها مقدم تلفزيون فرانس 24، صريحة وواضحة وتابع جلول أن السيسي أراد توصيل رسالة أن مصر مستعدة للدفاع عن أمن العرب والخليج ضد الإرهاب. وابرز موقع "ايلاف" طريقة استقبال طائرة الرئيس السيسي فور دخولها المجال الجوى الفرنسي، وقالت ان مقاتلات فرنسية ومصرية من طراز رافال رافقت طائرة الرئيس بعد دخولها المجال الجوى الفرنسى ترحيبا بالرئيس، فيما اصطف حرس الشرف بالمطار لاستقباله. والتقي السيسي أمس الثلاثاء هيرفي جيلو الرئيس التنفيذي لشركة "نافال" للصناعات العسكرية البحرية وجييوم بيبى رئيس مجلس إدارة الشركة الوطنية للسكك الحديدية الفرنسية. كما أقيمت مراسم الاستقبال الرسمى للرئيس السيسي في مجمع "الأنفاليد" وتوجه الرئيس عقب ذلك إلى قصر الإليزيه، وكان في استقبال الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون، حيث عقدت جلسة مباحثات ثنائية، كما أقام الرئيس الفرنسى مأدبة غداء على شرف الرئيس بمشاركة عدد من الوزراء وكبار المسئولين وأعضاء الوفد الرسمى من الجانبين، كما زار الرئيس السيسي مقرات رئاسة الحكومة والخارجية الفرنسية.