مدينة «قفط» تقع جنوب محافظة قنا، وعلى مسافة 20 كيلو مترًا، و40 كيلو شمال محافظة الأقصر، وتعد أقدم المدن المصرية، التى بناها الملك قفطاى فى عصر الاضمحلال الأول قبل الميلاد، حيث كانت موردًا أساسيًا لدعم أحمس فى حرب الهكسوس، وسكنها العرب بعد الفتح الإسلامى لمصر. وتعود تسميتها كما ذكر المقريزى فى كتابه المعروف ب«الخطط المقريزية»، أن «مصر بن بيصر» وهو من أبناء «حام بن نوح» قسم الأرض بين أولاده، فأعطى ولده «أشمون» من حد بلده إلى رأس البحر إلى دمياط، وأعطى ولده «قفط» قرى الصعيد إلى الجنادل، ورغم كل ما تشغله تلك المدينة، إلا أنها تسقط سهوًا أو عمدًا عن أعين التطوير، رغم أنها مزار سياحي مهم. تحتضن «قفط» معبد الإله «مين» إله الخصوبة عند القدماء المصريين، وبها أهم ما يقدم السائح على شرائه، كذلك ولدت فيها أيضا إيزيس التى تغنى بها الشعراء فى شمال شرق قفط. وفى القرن ال13 الميلادي، كان هناك العديد من الأديرة حول المدينة تم تخريبها فى القرن ال16 على يد العثمانيين. أما فى العصر الحديث، خاضت «قفط» أثناء الحملة الفرنسية معركة «البارود»، التى خاضها أبناؤها وأبناء القرى المجاورة، وكذلك معركة بئر عنبر التى كانت بقيادة إبراهيم باشا الذى استقر فى الصعيد بعد مذبحة المماليك. يقول مصطفى بشير: "رغم أهمية مكان ومكانة قفط مفهاش أى تطور ولا حماية، ولا اهتمام بها، رغم أنها مكان أثري"، متسائلًا: «فين الآثار وفين الدعاية لجذب السياحة؟ فين شباب البلد المثقف يتكلم عن الحاجات دى اللى عندنا، وخاصة إننا خرجنا عظماء زى أمل دنقل وغيرها؟».