سأنتظركَ دائما فى غرفتنا لننتهى معًا أو لنبدأ من جديد فى بداية الأرض فنرى الشمس تنسج من ضوئها ثوب الحب الأول كم من حياة سقطت هنا بمحض إرادتنا! كم من حياة شقت الطريق كالعشب النابت بين الصخر! كم من ليل تحول إلى موسيقى تهدر بسلام فى مكمن الروح اللغز ينفك فى لحظة اللذة ثم ينعقد من جديد قبل الوصول إلى الموت أتخيلكَ الآن وأنتَ تكسرُ رأس الصخب وتدهسُ أيامك الصلبة من أجل الوصول إلى غرفتنا الطيبة الهائمة على وجه المدينة أنا من حزنٍ وخرابٍ حاكت لى أمى ثوبًا وحيدًا وكلما خطوتُ إلى يومٍ جديدٍ ازداد الثوب عتمةً وتَفتَّحَ جسدى للتجربة وعندما عرفتُ الطريق ألبسَتنى حذاءً ظل يلازمنى حتى اتسعت الشوارع ونزفتْ قدماي رغبةً فى الطريقِ الجديد حذائى هو طريقى الوحيد هكذا علمتنى أمي ألا أتركَ الأشياءَ حتى تنتهى تمامًا أو ربما كانت تقصد ألا أتركها حتى تمتصَّ آخرَ قطرةٍ من دمي لتسكبه فى بيتنا القديم أرادتْ أمى أن ترى دمى كله كى تلطخه على الأبواب قبل رحيلى الأخير! هذا هو الحزن وفى النهاية كان الخرابُ متكومًا مثل بيتٍ منزوع الرحمة أيهما يسكن الآخر هل يسكن الحزنُ الخرابَ أم يسكن الخرابُ الحزنَ؟ أنا لا أحب التفاصيل والحياةُ بالنسبة لى رأسٌ وقدمان فلن أحدثكَ عن الطريق عن الجوعِ الذى حفرَ جسدي عن الإهاناتِ التى التصقتْ بثوبي لكنى سأصدقُ نصيحةَ أمي ولن أتركَ هذه القصيدة حتى آخر قطرةٍ فى دمي لن أتركها حتى أدسَّ فى جسدى زهور الحب كلها ولن أترككَ حتى خلاصنا الأخير فى غرفتنا البعيدة