أعاد الرئيس عبدالفتاح السيسي إلى الأذهان معاهدة «كامب ديفيد للسلام» بقوله: «آن الأوان لكسر ما تبقى من جدار الكراهية والحقد للأبد، ويهمنا هنا أن نؤكد أن يد العرب ما زالت ممدودة بالسلام، وأن تجربة مصر تثبت أن هذا السلام ممكن، وأنه يعد هدفا واقعيا يجب علينا جميعا مواصلة السعي بجدية لتحقيقه». ويرى المحللون السياسيون، أن نداء الرئيس السيسي هو ثمرة تخطيط منظم بدأ بالعمل على تحقيق التصالح بين الفصائل الفلسطينية، المتمثلة في حركة فتح وحماس؛ لمحاولة إحياء مفاوضات السلام. وأنه من المتوقع أن يكون هذا الخطاب إعلان البداية لإنهاء الخلاف الفلسطيني الإسرائيلي، بمباركة أمريكية ورعاية مصرية وأن لقاء اليوم السابق بين الرئيسين المصري والإسرائيلي بنيويورك كان خطوة للإعداد لذلك. وجه الرئيس عبدالفتاح السيسي في خطابه أمام الجمعية العمومية للأمم المتحدة في دورتها ال 72، نداءً إلى الشعب الفلسطيني، قائلًا: «من المهم الاتحاد خلف الهدف، وعدم الاختلاف أو إضاعة الفرصة والاستعداد لقبول التعايش مع الآخر، مع الإسرائيليين في أمان وسلام لتحقيق الاستقرار والأمن للجميع». وأضاف قائلًا: «أوجه ندائي للشعب الإسرائيلي، وأقول لدينا في مصر تجربة رائعة وعظيمة في السلام معكم منذ أكثر من 40 سنة، ويمكن أن نكرر هذه التجربة وهذه الخطوة الرائعة مرة أخرى». وأشار إلى ضرورة ضمان أمن وسلامة المواطن الفلسطيني جنبًا إلى جنب مع أمن وسلامة المواطن الإسرائيلي وقال: «نحن معكم جميعًا من أجل إنجاح هذه الخطوة، وهذه فرصة قد لا تتكرر مرة أخرى». ووجه نداءه إلى كل الدول المحبة للسلام والاستقرار، وإلى كل الدول العربية الشقيقة وإلى القيادة الأمريكية قائلًا: «لدينا فرصة لكتابة صفحة جديدة فى تاريخ الإنسانية من أجل تحقيق السلام في هذه المنطقة». السفير رياض منصور عقب السفير رياض منصور، المندوب الدائم لفلسطين بالأمم المتحدة، في كلمته بالأمم المتحدة في اليوم نفسه، على هذا الخطاب مرحبًا بدعوة الرئيس السيسي للشعبين الفلسطيني والإسرائيلي لحل الدولتين، والعودة إلى حدود 1967. وأعرب منصور في مداخلة في برنامج «هنا العاصمة» عبر شبكة ال «سي بي سي»، عن تأييده لما تقدم به الرئيس السيسي من مقترحات إيجابية لحل القضية الفلسطينية، وعن أمله في أن تستجيب إسرائيل لخطاب الرئيس المصري من أجل الوصول إلى مفاوضات ومصالحة جادة. وأشاد السفير رياض منصور بالجهود المصرية لإنهاء الانقسام الفلسطيني والوصول إلى تحقيق الوحدة الفلسطينية. الرئيس الإسرائيلى نتنياهو كان الرئيس الإسرائيلي نتنياهو قد سبق وأعلن في خطابه أمام الجمعية العمومية التزام إسرائيل بتحقيق السلام مع الدول العربية ومع الشعب الفلسطيني، دون أن يوضح بدقة كيفية الوصول إلى تحقيق ذلك. هذا، بينما أوضح الرئيس السيسي موقف مصر، بقوله: «إن الدولة الفلسطينية المستقلة هي الشرط المسبق والضروري من أجل تحقيق السلام والاستقرار والرخاء في الشرق الأوسط». وأكد جهود مصر المتواصلة من أجل التقريب بين فصائل الحركات الفلسطينية. وأعلن أن مصر التي وقعت على معاهدة السلام مع إسرائيل عام 1979 تواصل جهودها منذ عام 2014 من أجل إحياء مفاوضات السلام الفلسطينية الإسرائيلية. وجاء في تعقيب موقع «أوروبا إسرائيل» على هذا الخطاب التاريخي ما يلي: التقى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي يوم الثلاثاء 19 سبتمبر بنيويورك، بمناسبة الاجتماع السنوي للجمعية العمومية للأمم المتحدة. وامتد اللقاء ساعة ونصف الساعة بفندق بالاس هوتيل، الذي نزل به الرئيس المصري. وجاء في البيان الصادر عن مكتب رئيس الوزراء، أن الرئيسين تدارسا قضايا المنطقة، وأن الرئيس السيسي قد أعرب عن رغبته في المساعدة لتحقيق السلام بين الفلسطينيين وإسرائيل، وأكد أهمية إحياء المفاوضات من أجل الوصول إلى حل شامل ونهائي. وأنه التقى يوم الإثنين بزعماء الطائفة اليهودية بأمريكا، وأعرب عن تفاؤله بنتائج لقائه المقبل بالرئيس ترامب للوصول إلى اتفاق للسلام. السفير محمد العرابى عضو مجلس النواب ووزير الخارجية الأسبق وفي هذا الصدد، قال السفير محمد العرابي عضو مجلس النواب ووزير الخارجية الأسبق، إن الرئيس يُمهد لهذا الأمر منذ فترة عن طريق تواصله مع قيادات حماس لإحداث وفاق فلسطيني، كما توقع أن يكون إحياء عملية السلام بين إسرائيل وفلسطين محور لقاء الرئيس عبدالفتاح السيسي، مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على هامش الجمعية العمومية للأمم المتحدة. سامح شكري، وزير الخارجية المصري الحرب على الإرهاب كما سلط الرئيس عبدالفتاح السيسي، الضوء خلال كلمته أمام الجمعية العمومية للأمم المتحدة، على العديد من القضايا الإقليمية والدولية من بينها الإرهاب والدول الداعمة له؛ حيث أعرب عن اندهاش مصر من دعوة بعض الدول الداعمة للإرهاب والممولة والمخططة له في اجتماعات مكافحة الإرهاب في إشارة منه إلى دولتي قطر وتركيا. وفي هذا الصدد، أكد سامح شكري، وزير الخارجية المصري، أن الرئيس السيسي تكلم بوضوح عن ضرورة التخلص من حالات اللبس والغموض التي تسود تعامل المجتمع الدولي مع الدول تدير وتدعم الإرهاب. وقال إن مصر ترحب بالحوار مع دولة قطر، لكننا نرفض كل غموض وازدواجية، وأن مصر لديها البراهين والأدلة على هذه الازدواجية لدولة قطر ودعمها للحركات الإرهابية. وأضاف: نحن ننتظر تغييرًا فعليًا في مواقف قطر استجابة لإنذار المقاطعة الذي وجهته الدول العربية الأربع إليها.