2 مليون نازح فى أرجاء اليمن 183 ألف شخص فروا من اليمن إلى البلدان المجاورة 279 ألف شخص يسعون إلى اللجوء فى اليمن، وغالبيتهم فروا من القرن الإفريقي 100 ألف، العدد التقريبى لليمنيين المقيمين فى مصر طالب دراسات عليا: هجرة أساتذة الجامعات إلى دول أخرى منعتنا من مواصلة التعليم يمسك «نذير حمد» ابنه المريض بيده اليسرى، بينما فى اليمنى يحمل أوراق تحاليل وأشعة طبية أجراها للتو فى مكتب تحاليل بشارع التحرير فى الدقي، يبدو على الأب وابنه «10 سنوات» الهم، الابن مريض بخلل فى وظائف الكبد، والأب يحمل هموم نجله وأعباء الغربة والحرب التى تركها فى وطنه قبل 3 سنوات. يتذكر الأب «47 عامًا»، وهو صاحب محل عطارة، صعوبة دخول مصر عام 2014، ويقول: «لولا ابنى المريض والشهادات الصحية التى يملكها لما تمكنت من الدخول، فالإجراءات الموضوعة على المطارات صعبة للغاية، وتشترط كثيرًا من الإمضاءات والتوقيعات التى يكون الحصول عليها أمرًا شاقًا ومرهقًا». وعن الحياة فى اليمن قبل قدومه مصر، يوضح: «بلدنا فيها حرب، وليس سهلًا الحديث عن شعب يعيش ومن فوقه تحلق الطائرات العسكرية استعدادًا لضرب أى تجمع معارض لها، الطيران التابع للتحالف العربى يضرب الحوثيين، والطيران المؤيد للحوثيين يضرب مواطنين أبرياء، هذا النزاع الكبير أدى بنا إلى التشرد ومرض أبنائنا والعواجيز ومقتل الشباب، وتوقف الحياة بجميع مظاهرها، لا مدارس حقيقية، ولا مستشفيات، كنا نعانى قبل الحرب، والآن باتت معاناتنا أكبر». الهروب من جحيم الحرب «قليلون هم من يستطيعون مواصلة الحياة فى ظل هذه الظروف، أما كل من يجد فرصة للهرب فيفعل ذلك»، يضيف «نذير»، الأب الذى ينظر إلى ابنه سائلًا إياه: «عاوز تشرب إيه يا حبيبي» ليخبره الطفل، هزيل البنية: «عاوز آكل يا بابا». ينفق «نذير» على ابنه من ماله الخاص: «لا تساعدنا السفارة ولا الحكومة المصرية، ويقول أعالج ابنى من الأموال التى جمعتها من تجارة البن فى اليمن، ولا أريد سوى شفائه، وأن يقدر على العودة إلى المدرسة»، عبء مرض الابن مع حال الوطن المكلوم تراكم على «نذير»، وهو يتحدث لكنه تمالك نفسه، قائلًا: «رغم مساوئ الحرب إلا أنها زادتنى قوة، وجعلتنى أعرف المعنى الحقيقى لعبور الأزمات، لا يصح أن أبدو ضعيفًا أمام ابنى وزوجتي». اليمن الأكثر فقرا وبناء على تعريفات الأممالمتحدة، يعد اليمن من البلدان الأكثر فقرًا فى الشرق الأوسط، وهو الأمر الذى أدى إلى معاناة شعبه بشكل أكبر من غيره، وتؤكد بيانات المنظمة الدولية أن الحرب والعنف عطلا حياة الملايين وتسببا فى خسائر واسعة النطاق ونزوح جماعي. ويتحمل المدنيون العبء الأكبر للأزمة، بما أن 18.8 مليون يمنى يحتاجون حاليًا إلى المساعدة الإنسانية، أما الأشخاص الذين أجبروا على الفرار من منازلهم، فهم معرضون للخطر بشكل خاص، ويعيش أكثر من 2 مليون شخص حاليًا فى ظروف صعبة بعيدًا عن منازلهم، وهم محرومون من الاحتياجات الأساسية مثل الطعام والمياه والمأوى. السفارة فى القاهرة ويقترب عدد اليمنيين فى مصر من 100 ألف شخص، وفق إبراهيم الجهمى، ملحق شئون المغتربين بالسفارة اليمنية بالقاهرة، يقيم أغلبهم فى حى الدقى، وهم إما دارسون بجامعتى الأزهر والقاهرة وغيرهما، وإما قادمون من أجل العلاج أو يعملون فى المطاعم التى تقدم أصناف طعام يمنية أو يديرون أعمالًا خاصة بهم. ويعانى الطلاب منهم من صعوبات فى توفير احتياجات مالية منها الذين يقولون إن رسوم الدراسة التى تصرف لهم جرى سرقتها من قبل مسئولين بالملحقية الثقافية، وقد وصل مبلغ السرقة حسب عدد من الطلاب رفضوا الإفصاح عن أسمائهم، إلى 700 ألف دولار. ومن مظاهر الفساد فى الملحقية، وفق الطلاب أيضًا، استمرار مسئولى الملحقية الثقافية فى تلقى رواتب بأسماء طلاب تخرجوا فى الجامعات بالفعل منذ سنوات، مشيرين إلى انتشار المحسوبية فى استقدام طلاب البعثات، ورواج الفساد فى هذا الأمر. هجرة العقول «طه صالح»، باحث يعمل على إعداد شهادة الدكتوراه فى مجال البيولوجى بكلية العلوم، جامعة أسيوط، وصل إلى مصر فى العام 2014، بعدما حاول استكمال أبحاثه فى جامعة عدن، لكنه لم يتمكن بسبب هجرة الأساتذة المتخصصين فى هذا المجال، والذين كانوا من المقرر أن يشرفوا على رسالته إلى دول أخرى. يدرس «طه» على نفقة جامعة عدن التى جاء منها إلى مصر ك«مبعوث دراسي»، ويأمل فى الانتهاء من الدراسة والحصول على شهادة الدكتوراه ومن ثم العودة إلى الوطن فى حال هدأت واستقرت الأوضاع نسبيًا. ولا يتمكن الطلاب اليمنيون من استكمال الدراسات العليا فى بعض التخصصات، «الماجستير موجود، لكن الدكتوراه صعب استكمالها، لأن كثيرًا من الأساتذة تركوا البلد مع الحرب، وبالتالى يجد الدارسون مشكلة فى مواصلة الدراسة بمجال تخصصهم، مما يدفعهم إلى الذهاب إلى دول مثل مصر وماليزيا والهند والمغرب من أجل الحصول على الدكتوراه»، حسبما يوضح ل«البوابة». نادى جامعة أسيوط ويؤدى الطلاب الدراسة فى مرحلة التعليم الجامعى بشكل طبيعي، «تحاول الجامعات فى المحافظات اليمنية أن تواصل عملها لتخرج طلابًا يقودون المجتمع ويسيرون أمورهم فى شتى المجالات». ويتجمع «طه» مع زملائه فى نادى جامعة أسيوط كل فترة وأخرى، «عددنا يقارب 250 شخصًا، نتناقش فى أمورنا الحياتية، وكل ما يخص أمور الإقامة والسفر من وإلى اليمن، نحاول التهوين من الغربة بمثل هذه اللقاءات». وقدم «سيف شحاتة»، من أجل نفس الغرض، وهو دراسة البيولوجيا فى جامعة أسيوط. ويقول عن تعامله مع المصريين: «لا توجد مشاكل مع المصريين وهم شعب طيب، وقد جئت إلى هنا بسبب حبى لهذا البلد، الذى طالما سمعت فى بلدى أنه مضياف وفيه مستوى تعليم جيد، خصوصًا على مستوى الدراسات العليا، لكن تجديد الإقامة هنا فيه بعض العراقيل». ويوضح: «ننتظر فترات طويلة حتى نتمكن من تجديد الإقامة، لكن بشكل عام، فإننا نركز فى الدراسة، ونحاول الانتهاء على خير، ومن ثم العودة لوطننا». مصاهرة المصريين يقيم «صهيب سليمان»، 30 عامًا فى مصر قبل قيام الثورة اليمنية فى 2011، وقد تزوج من مصرية قبل 4 سنوات، ويسكن مع أسرته فى منطقة حلوان بالقاهرة، ويعمل فى التسويق الإلكتروني، وفى الوقت ذاته يحضر رسالة ماجستير فى إدارة الأعمال. ويرى «صهيب» أن اليمن يدفع فاتورة الصراع بين الدول المختلفة: «هناك أطراف إقليمية ودولية تحاول بسط نفوذها على الأرض، ولا يهمها وضع الشعب سواء كان ميتًا أو حيًا أو مصابًا بأمراض ووباءات مزمنة، مثل الكوليرا». «لا أحد يهتم بنا، لأننا لسنا فى حساب الدول الكبرى، أما فى سوريا مثلًا فهناك اهتمام شديد دبلوماسيًا وحقوقيًا، وحتى على مستوى الإعلام الدولي»، يقول صهيب، مضيفًا: «الدول يجب أن تكون حرة بقراراتها، لكن هذا غير واقع، الدول الكبرى تؤيد استمرار الحرب عندنا، وكذلك فى سوريا وليبيا، وتمكنوا من تدمير هذه الدول العربية بغرض تحقيق مصالحهم العليا». شعب يعانى وعالم يتفرج ورغم التسهيلات التى تقول السفارة اليمنية إن الحكومة المصرية قدمتها لإقامة اليمنيين فيها، يقول «صهيب»: «الدخول وتجديد الإقامة فيهما مشاكل ويستغرقان وقتًا طويلًا، أما فى ماليزيا تم تمديد فترة منح الإقامة لليمنيين لمدة سنتين قادمتين، كما تم إعفاء اليمنيين الذين يدخول السودان من تأشيرات الدخول». ويواصل: «السفارة اليمنية فى مصر وغيرها من الدول تعاملنا بمستوى سيئ للغاية، لا يحدث أى تدخل دبلوماسى لحل مشكلات العالقين فى مطارات العالم أو المرضى، وهنا فى مصر من يقع فى أزمة يواجهها بنفسه، نحن منسيون من قبل حكومتنا، وسفارتنا، وبالتالى فطبيعى أن تنسانا الدول التى نقيم فيها». ويؤكد «صهيب» الوضع الصعب الذى يواجهه اليمنيون فى مصر: «نعانى من الإهمال وهناك تجاهل شديد، كما أن ملفًا مهمًا وخطيرًا مثل الجرحى والمصابين لا يجد من يشغل باله به، مما يعرض حياة من وقعوا تحت وطأة نيران الحرب للخطر، لا مجتمع دولى ولا منظمات مدنية تهتم بنا، الجميع بات فى موقف المتفرج». التجارة مع المصريين «مربحة» ويقول «عامر المنداس» «42 عامًا» صاحب محل عطارة: «إن العمل فى مصر مربح لمن يفهم فى تجارته»، مضيفًا أن المصريين يحبون منتجات العطارة اليمنية، «بفضل عملى فى هذه التجارة فى بلدى وخبرتى الطويلة، تمكنت من النجاح سريعًا فى مصر، كما ساعدتنى المنتجات ذات الجودة العالية التى أبيعها والتى يعرفها المشترى المصرى ويميزها عن غيرها من السلع أو المنتجات المقلدة». وبخصوص التسهيلات التى يلاقيها فى مصر، يوضح: «لا توجد مشكلة فى التواصل مع المصريين، ولا فى إيجار المحل أو السكن.. نتفق مع صاحب العقار على القيمة الإيجارية، وندفعها كل شهر دون مشاكل، والإقامة تجدد سنويًا، دون صعوبات كبيرة». ويستعين «عامر» بعدد من الشباب المصريين للعمل معه فى المحل التجاري. ويتابع: «الحركة التجارية فى مصر تأثرت طبعًا مع ارتفاع سعر الدولار، وهو ما زاد من تكاليف النقل والإيجارات وحتى أجور العمال، فبعد أن كان العامل يرضى ب70 جنيهًا يوميًا أصبحت ال100 جنيه لا تكفيه». ويرى أن العودة إلى الوطن فى الوقت الحالى «أمر صعب»، «فى ظل الصراع الشديد وسيطرة السلاح، ومع استمرار التفرق والنزاع وعدم انتصار طرف على آخر بشكل نهائى وكامل، فإن الأزمة ستبقى موجودة»، مشيرًا إلى أن الحل ستكون بيد المجتمع الدولى، وفى مقدمته الولاياتالمتحدة. رواج تجارة السلاح ويقول: «إن الوضع الاقتصادى فى بلده صعب للغاية، لا تجارة ولا حياة فى ظل الحرب، التجارة الرابحة هى لغير اليمنيين، وبالأصح تجار السلاح ممن يستفيدون من بيع الأسلحة والذخائر، أما أهل البلد فلا ينالون سوى الرصاص». وعن التعاون مع زملائه من اليمنيين، يؤكد أنه يتجمع كل فترة وأخرى، «وبما أننا نعيش فى القاهرة، فمن السهل أن نتلاقى سواء فى الدقى أو المنيل»، معيبًا على الجالية اليمنية عدم التضامن بشكل كامل، «لو أن الأمر بيدى لأسست ناديًا أو جهة مدنية تجمعنا نمارس من خلالها نشاطات اجتماعية وثقافية مع الابتعاد عن السياسة»، وينوه بأن الأمر كان واجبًا أن تفعله الملحقية الثقافية والسفارة، «الإهمال الموجود حاليًا يدفع اليمنيون الهاربون من الحرب إلى مواجهة مصيرهم بأنفسهم فى الغربة». شكاوى من غياب دور السفارة فى مساعدتهم وتجاهل المجتمع الدولى لأزمتهم وأوضاعهم المعيشية والصحية والد طفل مريض: لولا حالة ابنى الصحية ما تمكنت من دخول مصر يمنيون في انتظار حل مشاكل الإقامة تسهيلات الإقامة فى مصر - إعفاء المتخلفين عن الإقامة من الرسوم الجديدة وعدم سريانها بأثر رجعى لمن تخلفوا عنها قبل تاريخ 22 فبراير 2017، وتنطبق عليهم رسوم الغرامات السابقة. - إعفاء حاملى الجوازات «الدبلوماسية – الخاصة – المهمة» من شرط الفيزا، وتنطبق عليهم فى الإقامة ذات القواعد المنظمة لبقية حاملى الجوازات العادية. - منح المواطنين اليمنيين ميزة عن سائر الجنسيات الأخرى بإقامة أول ستة أشهر دون رسوم. - إعفاء المتخلفين عن غرامة أول ستة أشهر من تاريخ الوصول من الغرامات. - يعفى كل من تجاوز عمره ال60 عاما أو من كان عمره دون ال16 عاما من غرامات التخلف عن الإقامة. - منح المتزوجين بمواطنات مصريات ومن لديهم أبناء يحملون الجنسية المصرية إقامة سنوية متجددة. - من يمتلكون شققًا سكنية تزيد قيمتها على 50 ألف دولار (بسعر تاريخ الشراء) يمنحون وأقاربهم من الدرجة الأولى إقامة سنوية متجددة. - الدارسون بالمدارس والجامعات والمعاهد المصرية وأقاربهم من الدرجة الأولى يمنحون إقامة سنوية متجددة حتى الانتهاء من الدراسة. - من لديهم أعمال وسجلات تجارية يمنحون أيضا وأقاربهم من الدرجة الأولى إقامة سنوية متجددة. – المستثمرون عبر الهيئة العامة للاستثمار يمنحون وأقاربهم من الدرجة الأولى إقامة لمدة 5 سنوات متجددة. – الطلاب الذين تخلفوا عن الإقامة لمدة أقل من شهرين يمكن إعفاؤهم من غرامة التخلف عن الإقامة بموجب جواب من السفارة. – لكل من لديه إقامة لغير السياحة لا يحتاج تأشيرة خروج وعودة وإنما عليه العودة لمصر قبل انتهاء تاريخ الإقامة.