أكد الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، أن من أهم دروس الهجرة النبوية، ما ورد بوثيقة المدينة التاريخية، من تأصيل وترسيخ لفقه التعايش السلمي بين البشر، على أسس وطنية وإنسانية راسخة. وأوضح أن دروس الهجرة كثيرة، غير أن هناك مواقف لا يمكن أن تمر بنا أو نمر بها دون أن نقف عندها لاستلهام الدروس والعبر التي تضيئ بعض جوانب حياتنا. وأضاف في مقال بعنوان "دروس من وحي الهجرة" ومن أهم هذه الدروس، الأمانة في أسمى معانيها، وذلك أن النبي عندما أراد الخروج من مكة إلى المدينة ترك ابن عمه الإمام علي بن أبي طالب وعهد إليه برد الأمانات التي كان المشركون يودعونها عنده إلى أصحابها، فعلى الرغم من أن المشركين لم يؤمنوا بالرسول، إلا أنهم كانوا لا يجدون أحدًا أكثر منه أمانة يودعون عنده ما يخافون عليه. وقال: "على الرغم من أن المشركين قد آذوه وآذوا أصحابه وأخرجوهم من ديارهم وأموالهم، لم يخطر ببال رسولنا، ولا ببال أحد من أصحابه أن يسترد بعض حقه من خلال هذه الأمانات التي كانوا يودعونها عند رسول الله، أو عند بعض أصحابه الكرام". وأوضح أن أفعال النبي تدحض فكر جماعات الاستحلال المتطرفة، التي تتخذ من تكفير الناس وسيلة لاستحلال أموالهم بدون حق في انحراف شرعي وفكري وإنساني يفتح أبواب الفوضى ويعيد المجتمعات إلى شريعة الغاب، مؤكدين أن كل الأموال حرام، لا يجوز المساس بها أو أخذ شيء منها بدون حق، سواء كانت أموالًا لمؤمنين أم لغير مؤمنين، فلم يبح الإسلام مال أحد من الناس على الإطلاق. وأكد الوزير، أنه لا يمكن للوزارة التضييق في بناء المساجد، لكن من واجبها أن تنظمه، وكلما وقع الشيء موقعه كان أعظم أجرًا وثوابًا. وقال: "نحدد أمام الراغبين في بناء المساجد المناطق الأكثر احتياجًا حتى لا نصير إلى عشوائية البناء بلا تخطيط، حيث تكون هناك مناطق في حاجة ماسة إلى المساجد، ومناطق أخرى بها مساجد عديدة فوق حاجة المنطقة بكثير، وهناك من يريد مزيدًا من بناء المساجد بها، مؤكدين أن الأولوية للمناطق الأكثر احتياجًا، وأن الأولوية قد تكون للمسجد، وقد تكون في مكان آخر للمدرسة أو المستشفى أو أي مرفق من مرافق الحياة العامة التي لا تقوم حياة الناس إلا بها".