لا يعلم كثيرون أن المخرج محمد خان لا يحمل الجنسية المصرية، رغم سنوات عمره التى قضاها على أرض هذا البلد، يحلم بأحلام ناسها، ويتألم معهم ويفرح بما يسعد قلوبهم، خان الذي ولد على أرض مصر لأب باكستاني وأم مصرية، لم يفكر من قبل أن مسألة انتمائه لأرض هذا البلد، يحتاج مجرد ورقة، لتثبت انتماءه لها، لأنه ينتمي لها بفعل نشأته وتكوينه وثقافته وعشرات الأفلام التى قدمها خان، يرصد فيها كل تفصيلة تتنفس على أرض هذا البلد، ولكن المحزن والمخزي أن يكون صاحب قائمة مجموعة من أهم الأفلام فى تاريخ السينما، لا يحمل جنسية الأفلام التى يقدمها، والسبب مجموعة قوانين عقيمة وساذجة، تقف فى تحقيق حلم محبي خان في منحه جنسية مصر، سيسأل البعض عن سر طرحي للموضوع فى هذا التوقيت بالتحديد، رغم كمية الأحداث السوداء التى نعيشها، وفي الحقيقة أنني كلما نويت فى فتح الموضوع، أجد الوقت غير مناسب، بسبب حالة الارتباك التي نعيشها لثلاث سنوات متلاحقة، ولكننى قررت أن أتناول هذه القضية الآن بالتحديد، مستغلاً حالة النجاح التي حققها محمد خان للسينما المصرية بعد عرض فيلمه الجديد «فتاة المصنع» بالدورة العاشرة لمهرجان دبي السينمائي، وهو العرض الذي صحبه حالة احتفاء غير عادية بمستوى الفيلم وحرفية مخرجه الذي يمثل مصر بالمهرجان وهو لا يحمل جنسيتها!، ولم يفكر يوماً واحداً أن يطالب بها لأنه كما ذكرت على يقين بأن انتماءه لمصر لا يحتاج ورقة أو وثيقة، فيكفيه ما قدمه لمصر من عشرات الأفلام التي شكلت وجدان وثقافة جيل تربى على سينما خان النقية، في وقت سادت فيه أفلام مسممة بفيرس الانفتاح وما بعده، ليبقى خان وأبناء جيله «عاطف الطيب، وخيرى بشارة وداود عبدالسيد وبشير الديك» على عهدهم بعدم خيانة رسالتهم بتقديم أفلام تواجه كم الفساد المنتشر بمصر عقب فترة الانفتاح نهاية السبعينيات، كل فيلم قدمه خان يعتبر وثيقة تثبت مصريته، راجعوا معي قائمة أفلام خان لتعرفوا معي أنه مصري أكثر منا جميعا، خان قدم خلال مشواره أكثر من 22 فيلمًا، هي بالترتيب: «ضربة شمس»، و«الرغبة» و«الثأر»، و«موعد على العشاء»، و«نصف أرنب»، و«الحريف»، و«مشوار عمر»، و«خرج ولم يعد»، و«عودة مواطن»، و«زوجة رجل مهم»، و«أحلام هند وكاميليا»، و«سوبر ماركت»، و«فارس المدينة»، و«مستر كارتيه»، و«الغرقانة»، و«يوم حار جداً» و«أيام السادات»، و«كليفتي»، و«بنات وسط البلد»، و«فى شقة مصر الجديدة»، و«فتاة المصنع»، من منا لا يحفظ كل هذه الأفلام مشهدًا مشهدًا، ويردد الجمل الحوارية بها عندما يشاهدها، ألا تكفي هذه الأفلام ليطالب وزير الثقافة المصري محمد صابر عرب، بأن يحصل خان على الجنسية المصرية؟ ألا تكفي هذه الأفلام ليطالب المثقفون والسينمائيون بمنح الجنسية المصرية لخان؟ ألا تكفي هذه الأفلام لأن يتحرك مستشار الرئيس، أحمد المسلماني ويطلب من الرئيس عدلي منصور منح محمد خان الجنسية المصرية؟ ألا تكفي كل هذه الأفلام لأن يكرم خان في حفل ضخم من قبل الدولة ويتم منحه الجنسية المصرية على سنين عمره التي لم يبخل بها على مصر وفنها؟ من المخزى أن أطالب بمنح الجنسية لشخص أنا على يقين أنه مصري أكثر من كثيرين يحملون جنسية هذا البلد ولا يترددون في خيانته كل وقت وحين، أرجوكم امنحوا خان جنسية وطنه لأنه لا يعرف وطنًا غيره، امنحوا خان حقه في أن يقف فى مهرجانات العالم السينمائية وهو يمثل مصر، وهو فخور بأنه يحمل جنسيتها، أنا أعرف أن الجنسية لن تضيف لخان، ولكنها ستضيف لنا الكثير، لأننا فى أمس الحاجة لأن نتأكد من أن هذا البلد ملك لمن أخلصوا له، وليس لمن خانوه ومازالوا يخونوه وهم يحملون جنسيته!!