أشاد المشاركون في ختام مؤتمر «التواصل الحضاري بين الولاياتالمتحدةالأمريكية والعالم الإسلامي» الذي نظمته رابطة العالم الإسلامي في مدينة نيويورك، بالولاياتالمتحدةالأمريكية، في الفترة من 16-17 سبتمبر، بالكلمة التي ألقاها عباس شومان وكيل الأزهر. وأكدوا أن الكلمة كان لها أثر كبير وشديد الأهمية في إلقاء الضوء على أهم القضايا التي يعاني منها العالم الإسلامي، خاصة القضية الفلسطينية وقضية المستضعفين في بورما، وكذلك ما يحدث بسوريا والعراق. كما أكدوا ما جاء في الكلمة من أن «تاريخ حضارتنا الإسلامية العريقة يعج بالوقائع والأحداث التي تمثل أرقى صور التواصل الحضاري والانفتاح بين المسلمين وغيرهم من أصحاب الديانات والحضارات المختلفة، فها هو رسولنا الأكرم - صلى الله عليه وسلم - بعد أن ضاقت مكة بدعوة الإسلام في مهدها وصَبَّ سادتها وكبراؤها الرافضون للدين الجديد صنوفًا من العذاب على المسلمين، يأمر صحابته الذين آمنوا برسالته بالهجرة إلى الحبشة (إثيوبيا حاليًّا) ليكونوا في حماية ملكها النجاشي المسيحي الذي وصفه رسولنا بالعادل الذي لا يُظلم عنده أحد». وأثنت توصيات المؤتمر، على ما جاء في كلمة الأزهر من أن «ديننا الحنيف لا يمنعنا من التواصل مع أتباع الديانات والثقافات المختلفة، والعمل المشترك معهم بما يحقق النفع للجميع، واحترام الآخر وعدم التعرض لمعتقداته أو التدخل في شئونه الداخلية ما دام الآخر ارتضى هذا الإطار والتزم به»، وكذلك ما أوضحه فقهاء المسلمين من حقوق غير المسلمين في بلاد الإسلام، ومنها وجوب تأمينهم وتحريم الاعتداء عليهم أو إيذائهم أو التعرض لمعتقداتهم، ومن ذلك أيضا التأكيد على واجبات المسلمين تجاه المجتمعات غير المسلمة التي يعيشون فيها أو يزورونها لغرض ما، ومنها أن «عليهم الاندماج والتعايش واحترام قوانين وأنظمة هذه المجتمعات، ويحرم على المسلمين في المجتمعات غير المسلمة ما يحرم عليهم في بلاد المسلمين من الإيذاء والاعتداء وغيرهما». وشددوا على ضرورة «أن يتبنى العالم وخاصة الدول النافذة فيه مواقف جادة وواضحة ذات معايير ثابتة تكيل بمكيال واحد تجاه القضايا العالقة التي تعكر صفو الأمن في كثير من مناطق الصراع في العالم، خاصة بعالمنا العربي، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية التي طال أمدها دون ظهور ضوء خافت ينبئ عن قرب انتهاء نفقها الطويل المظلم، وأن يكون العالم على يقين باستحالة تحقق سلام في المنطقة دون حلها وعودة الحقوق المغتصبة لأصحابها وعلى رأسها حق الفلسطينيين في إقامة دولتهم المستقلة وعاصمتها القدس الشريف الذي يتعرض لمخاطر الهدم والتدمير والتهويد على مرأى ومسمع من العالم».