خرج سيلفا كير، رئيس جنوب السودان، اليوم مرتديا زيه العسكري على غير عادته، معلنا حظر التجوال في العاصمة جوبا، بداية من مساء الإثنين الساعة السادسة، لمدة 12 ساعة، بعد تأكيده أن قوات الجيش الشعبي أفشلت محاولة للانقلاب، بدأت ليلة أمس حتى صباح اليوم، سمع فيها السكان طلقات النيران ونزح الآلاف من مساكنهم. أعلن رئيس جنوب السودان حظر التجوال في العاصمة جوبا يوم الإثنين بعد اشتباكات بين عشية وضحاها بين الفصائل المتناحرة من الجنود التي وصفها بأنها كانت "تحاول الانقلاب". واتهم كير الجنود الموالين لرياك مشار، الذي رفض منصب نائب الرئيس في يوليو ليبدأ القتال في العاصمة، ويستمر حتى صباح يوم الإثنين قبل أن يتراجع، وينتمي الرجلان إلى قبيلتين مختلفتين بينهما تاريخ من المعارك، وقال "مشار" إنه يريد الترشح للرئاسة. ووفقا لوكالة "رويترز"، فقد ظهر سيلفا كير مرتديا زيا عسكريا بدلا من ملابسه المدنية المعتادة، وأعلن حظر التجوال لمدة 12 ساعة بدءا من الساعة 6 مساء الإثنين. وقال كير إن القتال اندلع بعد إطلاق شخص مجهول الهوية أعيرة نارية في الهواء بالقرب من مؤتمر الحزب الحاكم، وأعقبه هجوم على الجيش الشعبي، الجيش الرسمي لجنوب السودان، بالقرب من مقر جامعة جوبا شنه جنود موالون لنائب الرئيس السابق الدكتور رياك مشار وجماعته، واستمرت الهجمات حتى هذا الصباح. وقال سيلفا كير في خطابه إن الحكومة سيطرت بشكل كامل على الوضع الأمني في جوبا. ووفقا لروايات شهود عيان نقلتها وكالات إخبارية دولية، فقد سمع دوي إطلاق نار وانفجارات أثناء الليل في جميع أنحاء العاصمة، ثم ازدادت حدة الأصوات صباح الإثنين، وقبل حلول منتصف النهار هدأ القتال، باستثناء إطلاق نار متقطع في بعض المناطق، مع تواجد عسكري مكثف في المدينة. ورأى مراسل "رويترز" رجلا مثخنا بالدماء في جميع أنحاء ساقيه، يحمله مدنيون على امتداد الشوارع المهجورة إلى حد كبير في اتجاه المستشفى. وقالت "بي بي سي" إن المعارك بدأت بين الجنود في موقعين للجيش الأول، وصفته بأنه "أكبر معسكر" في منطقة بيلبام شمالي مطار جوبا الدولي، والموقع الثاني معسكر الجبل جنوب العاصمة. ونقلت الوكالة عن جوك مادوت، رئيس معهد الجنوب في جنوب السودان، قول "إنه من المعتقد أن الجنود الموالين لماشار تسببوا في اندلاع القتال". جاءت هذه التطورات على خلفية توتر سياسي بدأ يزداد منذ إقالة سيلفا كير رئيس جنوب السودان لنائبه ريك ماشار في يوليو الماضي. ويقول مراقبون إن الشعب في جنوب السودان يتوق إلى التسوية بين السياسيين، في ظل معاناة الدولة الجديدة من العلل ذاتها التي كانت تعانيها مع الخرطوم قبل الانفصال، مثل الفساد المستشري، وسوء الخدمات العامة، وقمع المعارضين للحكومة ووسائل الإعلام. وبينما يدور القتال بين الطرفين لجأ نحو 800 مدني إلى أحد المباني التابعة للأمم المتحدة في جوبا قرب المطار، للاختباء فيه، وقال متحدث باسم الأممالمتحدة إن 7 مدنيين تلقوا علاجا من جروح ناجمة عن إطلاق النار، بينهم طفل لم يتجاوز السنتين. ويذكر أن الفصائل المختلفة التي شاركت في تحرير جنوب السودان، وخاضت المعارك مع جيش الخرطوم، كانت قد شهدت معارك وانقسامات فيما بينها في تسعينات القرن الماضي، رغم انضمامها خلف لواء الجيش الشعبي لتحرير السودان.