محاولة انقلابية فاشلة.. والرئيس الجنوبى يلقى اللوم على قوات نائبه المعزول ويعلن حظر التجوال فى جوبا اشتباكات دامية وأصوات طلقات النار فى كل مكان، ذلك ما استيقظ عليه سكان «جوبا» عاصمة جنوب السودان صباح أمس (الإثنين) ومساء أول من أمس (الأحد). وأشارت تقارير عديدة إلى أن الاشتباكات العنيفة اندلعت بين عناصر من قوات الجيش فى جنوب السودان، والتى أدت إلى إطلاق أصوات طلقات الرصاص وبعض الانفجارات المدوية. وقال رئيس جنوب السودان فى بيان رسمى «إنه يلقى اللوم فى تلك الاشتباكات على القوات المتحالفة مع نائب الرئيس المقال فى القتال المندلع فى جوبا»، مضيفا أن حكومته تسيطر على الوضع الآن. وأعلن رئيس جنوب السودان سيلفا كير حظر التجول فى العاصمة جوبا أمس (الإثنين) إثر اشتباكات جرت الليلة الماضية، وقال ميارديت، الذى كان يرتدى زيًّا عسكريًّا بدلا من ملابسه المدنية المعتادة وأحاط به عدد من الوزراء أن الحظر يبدأ فى جوبا من الساعة السادسة مساء حتى الساعة السادسة صباحا بالتوقيت المحلى وأنه سارٍ من الليلة. وقالت وكالة «رويترز» للأنباء عن المتحدث الرئاسى آتنى ويك: «إن القتال اندلع بين أفراد الحرس الرئاسى ووحدات أخرى فى معسكر تابع للجيش يطلق عليه معسكر الجبل». وكان التوتر السياسى قد تصاعد فى جنوب السودان بصورة كبيرة، منذ قرر الرئيس سيلفا كير ميارديت إقالة نائبه ريك ماشار. ومن المعروف أن سيلفا كير ينحدر من قبائل الدينكا، بينما ينحدر ماشار من قبائل النوير، وبين القبليتين عداء تاريخى، وعقب القرار تصاعدت حدة الاحتجاجات من النوير متهمة غريمتها الدنجا بمحاولة السيطرة والهيمنة على البلاد. وأشار عدد من المراسلين الصحفيين إلى أن ما يحدث يبدو أنه محاولة انقلابية من قِبل نائب الرئيس للسيطرة على الحكم فى البلاد، لكن ما يتم تأكيد تلك الأخبار أو نفيها حتى الآن. وبدأت المعارك بين الجنود فى موقعين للجيش الأول وهو أكبر معسكر للجيش ويقع فى منطقة بيلبام شمال مطار جوبا الدولى، والثانى هو معسكر الجبل جنوب العاصمة. وقال جوك مادوت رئيس معهد الجنوب فى جنوب السودان، إنه من المعتقد أن الجنود الموالين لماشار هم من تسببوا فى اندلاع القتال. وقال جوك ل«رويترز»: «بدأت نحو العاشرة مساء فى جوبا اشتباكات وإطلاق رصاص بين الحرس الرئاسى التابع للجيش الشعبى (الحكومى) وبعد قليل أصبح يسمع صوت المدفعية الثقيلة، وانتقلت الاشتباكات إلى داخل وزارة الدفاع». وأضاف: «هناك إطلاق رصاص متقطع، وتم إجلاء المواطنين الذين يقطنون الأحياء التى بجوارها ثكنات عسكرية، والإذاعة والتليفزيون التابعان للحكومة متوقفان عن البث. هناك حالة من الخوف والرعب والتوتر وسط المواطنين مع غياب أى إعلام رسمى يوضح الحقائق». وقال كذلك بيتر أجاك، أحد المسؤولين الحكوميين فى جوبا لشبكة «سى إن إن» الأمريكية: إن «هناك اشتباكات قاسية فى جوبا حاليا. الجيش يقاتل بعضه ولكن لا يمكننى أن أقول الآن ما إذا كان الأمر عبارة عن انقلاب أو محاولة انقلابية». من جانبها، نفت السفارة الأمريكية فى جوبا على حسابها على «تويتر» لجوء ريك ماشار إليها، وأضافت أن البعثة الدبلوماسية تتابع الأوضاع الأمنية فى البلاد عن قرب. كما ودعت مبعوثة الأممالمتحدة فى جنوب السودان هيلدا جونسون، أمس (الإثنين) إلى وقف القتال،الذى اندلع الليلة الماضية بين الجنود وقالت إنها على اتصال مع قادة البلاد. وقالت جونسون فى بيان رسمى: «أحث كل أطراف القتال على وقف الاقتتال فورًا وضبط النفس، وأنا على اتصال مستمر مع كبار الزعماء.. للدعوة إلى الهدوء». يشار إلى أن دولة جنوب السودان قد ظهرت إلى الوجود فى يوليو 2011، وحازت اعترافا دوليا بعد استفتاء اختار خلاله غالبية السكان الانفصال عن الشمال بعد عقود من الحروب المدمرة، ورغم الثروة النفطية الكبيرة، فإن البلاد تعانى من مصاعب وتحديات تنموية عديدة، كما أدت التوترات مع الشمال إلى عرقلة نقل النفط أكثر من مرة.