أعلنت الدكتورة إيمان فؤاد أستاذ النقد الأدبي الحديث، تضامنها مع الأديب كرم صابر مؤلف المجموعة القصصية "أين الله" والذي تم الحكم عليه بالحبس خمس سنوات بتهمة ازدراء الأديان في المجموعة. وقالت فؤاد: "اتساقًا مع مواد الدستور الخاصة بالحريات، الاعتقاد، التفكير والتعبير، البحث العلمي، وحرية الإبداع الفني والأدبي، والتزامًا بنص المادة في الوثيقة المبرمة بين المواطن والسلطة القائمة على الدولة، فيما يختص بحرية الإبداع الوارد فيها أن تلتزم الدولة بالنهوض بالفنون والآداب، ولا يجوز رفع أو تحريك الدعاوى لوقف أو مصادرة الأعمال الفنية والأدبية والفكرية، أو ضد مبدعيها إلا عن طريق النيابة العامة، ولا توقع عقوبة سالبة للحرية في الجرائم التي ترتكب بسبب علانية المنتج الفني أو الأدبي أو الفكري، وتفعيلًا للدستور المصري ولدولة القانون، لا ينبغي أن يتعرض المبدع لقضايا وأحكام على هذا النحو الجائر على حقوق الإنسان وإبداعاته، واجتهاداته في رؤية هذا العالم فكرًا وخيالًا، كما حدث مع الروائي صابر". وأضافت فؤاد: في المجموعة القصصية "أين الله" الصادرة عن دار "نفرو" للنشر والتوزيع، عام 2010، يعالج القاص مطلق معنى الله فنيا، مطلق الإيمان بمفهومه المتسع السمح، الذي يتجاوز الشكل السطحي للعادات والممارسات الشعائرية، والتي تعد عند البعض من فئات المجتمع عوضًا وبديلًا عن الدين الحقيقي، الذي هو في جوهره اتصال خاص، وعلاقة حقيقية بين العبد وربه، منزهة عن المنفعة أو مفهوم العبادة في مقابل العفو والغفران والعطاء. وأشارت فؤاد إلى أن قضايا الرأي تواجه بالرأي والمناقشة وعرض الاختلافات في حالة من الجدل الإيجابي، ليس مكانها ساحات القضاء، وأحكام متعسفة بالسجن دون الرجوع للمختصين بالشأن الإبداعي الأدبي، لقد تجاوزت الإنسانية هذه البربرية التي لم نزل نرى صورًا منها في مجتمعاتنا، حين نتصيد للآخرين تفسيراتنا الذاتية لنصوصهم التي ليست هي بالضرورة التفسيرات الأُحادية والوحيدة. كفانا إرهابًا للفن والعقل والخيال البشري، كفانا إرهابًا لإنسانية الإنسان.