يظل أصحاب السلطة الدينية بالعديد كم دول العالم هم أصل الفساد على طول التاريخ، ونشرت القناة العامة للتليفزيون الإسرائيلي، تقريرا عن فساد الحاخامات في إسرائيل، متساءلة، أين تذهب عشرات ملايين الشيكلات سنويا التي يحصل عليها الحاخامات؟ وما هي علاقاتهم بالمافيا؟ وأتت بفساد هؤلاء لتدلل على فساد الدولة الدينية قائلة، هل هذا هو نموذج الدولة اليهودية؟. وكشف التقرير أن زوجة الحاخام "برلاند" التي تمتلك مئات الألاف من الشيكلات بحساباتها في البنوك دون أن تكون عاملة مع أي جهة، موضحا أن الشرطة كانت قد اكتشفت شققا للبيع تذهب لحساب زوجته التي تبلغ من العمر 80 عاما اضافة الى ابنه. وتفككت طائفة هذا الحاخام حين كشفت الشرطة عن نتائج تحقيقاتها، وقال واحد ممن كانوا يتبعون الحاخام برلاند، أنهم في الطائفة غيروا له اسمه، سلبوا كل ممتلكاته، وأصبح تحت تصرف الحاخام واتباعه الذين طالما يطالبونهم بجمع الاموال، رغما عنهم، وبشتى الطرق، هذا بالاضافة الى تحكم الحاخامات في كل تفاصل حياتهم. وأشار التابع السابق للحاخام الي أن تحكم الحاخامات في حياة الاتباع الخاصة وصلت إلى حد أن "طلب الحاخام من زوجتي عدم السماح لي بمعاشرتها عدة سنوات"، مضيفا، "نحن عبيد لهؤلاء، فمن لا يحضر المال، يتولى أمره المجرمين السابقين الذين انضموا الى الطائفة بعد خروجهم من السجون، أما نحن فنجمع أموال التبرعات من رجال اعمال واصحاب مراكز عليا في اسرائيل لحساب هذه الطوائف الدينية". ونقلت القناة عن مصادرها أن الحاخام كان يجمع الأموال بمهارة فائقة، حيث كان يقبل التبرعات بالمبالغ البسيطة، ولكن عند جمعها تكتشف انها تصل الى 5 مليون شيكل شهري، واوضحت أن التبرعات للحاخام لسنة 2013 وصلت الى مليون شيكل شهريا. وأكدت، أن رجل الدين اليهودي عندما شعر بأنه محاصرا من قبل ابنه وزوجته، وأنه أصبح بالنسبة لهم الدجاجة التي تبيض لهم الذهب، هرب من بيته الى مستوطنة "بيتار عيليت" ببيت لحم، حيث هرب منها الى المغرب، وهناك استقبلته الطائفة اليهودية، وأوضحت القناة أنه لا توجد اتفاقية تسليم مع المغرب. وعرضت القناة صورا لزوار الحاخام في المغرب وكشفت انهم رجالات المافيا في القدس الذين يعملون مع الحاخام. جدير بالذكر، أن عمليات الفساد غير قاصرة على تحصيل أموال التبرعات، فكانت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، قد نشرت وثيقة من مكتب النائب العام الإسرائيلى، تكشف عن محاولات قادة حركة "شاس" الدينية المتشددة للسيطرة على "الحاخامية العليا" بإسرائيل بطرق غير شرعية وبمخالفات جنائية، وكان الحاخام "عوفاديا يوسف" هو من كتب الوثيقة بيده. وبحسب الوثيقة، فإن وزير الأديان "يعقوب مرجى" تم تعيينه في هذا المنصب، مقابل تقديم المساعدة ودعم أبناء عائلة الحاخام "عوفاديا يوسف" وبعض المقربين من قيادة حزب شاس لنيل مناصب رفيعة فى الحاخامية الإسرائيلية. وأشارت الصحيفة إلى أن من يقف وراء هذه التعيينات هو الحاخام "موشيه يوسف"، ابن الحاخام "عوفاديا"، الذى يعد الرجل الأقوى فى الحزب، والمشرف على الهيئة الشرعية العليا الخاصة للحزبن والتي تسمى ب"بيت يوسف"، والتى تدر الملايين عبر فرض التشريعات والأحكام على اليهود فى إسرائيل. وأوضحت الوثيقة أن التعيينات جرت مقابل منح الهيئة الشرعية العليا للحزب أعمالا واسعة فى المدن الكبيرة تتعلق بفرض تشريعات وأحكام فى مختلف المجالات الحياتية، كما أوضحت الوثيقة بالتفصيل سلسلة تعيينات وعمليات تعتبر بمثابة مخالفات جنائية، ارتكابها الزعيم الروحى للحزب وأبناؤه والمقربين منهم لتعزيز صلاحياتهم ومكانتهم فى إسرائيل. وكشفت الوثيقة عن طلب كان قد تقدم به "يعقوب تشكوناى" صهر الحاخام "موشيه يوسف"، ونسيب الحاخام "عوفاديا"، لوزير الأديان، يطالب فيه الوزير بالتوسط لتعيينه فى منصب حاخام المدن الموحدة "موديعين"، "مكاييم"، و"راعوت"، وقد تم تهديد الوزير بإقالته من منصبه إذا لم يستجب للطلب. كما كشفت الوثيقة أيضًا عن محاولات زعماء شاس تعيين "يتسحاق" ابن "عوفاديا يوسف" وشقيق الحاخام "موشيه" فى منصب الحاخام الرئيسى لمدينة القدس، والدعم الذي قدمه الحاخام الرئيسي لإسرائيل "موشيه عمار" والذي له علاقة مصاهرة مع الحاخام "يتسحاق يوسف" ليتم تعيينه فى هذا المنصب. وفي نوفمبر الماضي، اعتقلت الشرطة الإسرائيلية، رئيس المؤسسة الرسمية للحاخامات الأشكنازيين السابق "يونا متسجر"، للاشتباه بتورطه في رشاوى وتبييض أموال، وكان ميتسجر قد قدم استقالته منذ يوليو الماضي، وتم الإفراج عنه دون تقديم قائمة اتهامات ضده. وصرحت الناطقة باسم الشرطة الإسرائيلية "لوبا السمري" إن "الملف خاضع للتحقيقات منذ عدة أشهر، حول شبهات في تنفيذ جرائم تتعلق برشاوى، وتبييض وغسيل أموال، وتحقيق مصالح عن طريق النصب والاحتيال وتقديم شهادة بالإكراه، بالإضافة إلى تجاوزات مالية لقانون الضرائب، نفذها متسجر واخرون، تقدر بملايين الشيكلات". وتمت محاكمة الحاخام متسجر الشهر الماضي، في محكمة بمدينة "ريشون لتسيون"، والتي أمرت بتمديد اعتقاله، وحظرت المحكمة نشر أي تفاصيل في هذه القضية. يذكر، أن مؤسسة الحاخامات الرئيسيين تعتبر اعلى سلطة دينية يهودية في إسرائيل، وهي مؤسسة رسمية في الدولة، يترأسها رجلا دين يسميان "الحاخامين الرئيسيين"، أحدهما لليهود "الأشكناز" اليهود الغربيين، وهو الحاخام "ديفيد لاو" والذي جاء خلفا لمستجر، والثاني لليهود "السفارديم"، اليهود الشرقيين، هو الحاخام "شلومو عمار".