جلد الخراف لصناعة «الجاعد».. وفي المساء خيمة «بيت الشعر» لعيد الأضحى لدى أهل جنوبسيناء.. نكهة خاصة وفرحة كبيرة.. فهم يحافظون على الطقوس الاحتفالية كل عيد. يقول شحتة حسين، عضو مجلس الشورى سابقًا: «عقب صلاة العيد، يعود كل رب أسرة إلى بيته؛ ليشرع في ذبح أضحية العيد، مشيرًا إلى أن كل أهل البادية زمان كانوا يجيدون عملية ذبح وسلخ الأضحية، وكانت تجرى على قدم وساق داخل البيوت، فمعظمهم كان يربى الخراف والماعز، وقبل الذبح كانت تتم عملية تبخير الأضحية وقراءة الفاتحة على أموات المسلمين والدعاء أن يتقبل الله أضحيتهم، ثم تذبح الأضحية وتقطع للقيام بإهداء ثلثها؛ عملًا بالسنة النبوية الشريفة، ثلث للبيت وثلث للفقراء وثلث للأقارب وتتعالى الزغاريد في البيوت». وأضاف، «هناك من يفضل الإفطار ب «الشوية»، وهي عبارة عن كبدة الخروف والقلب والكلاوي، وفي الغداء توضع اللحوم والأرز والفراشيح وهي نوع من الخبز». لافتا إلى أنه مع دخول الحياة المدنية اندثر العديد من هذه الطقوس، فقلما نجد شابًا يجيد عملية الذبح، والغالبية حاليا تستعين بجزار، مقابل مبلغ من المال وهناك من يذبح عن طريق المجازر. ويضيف حسين حميد، من قرية الجبيل بطور سيناء، «أن للأعياد مذاقًا آخر في سيناء، لما تتمتع به سيناء وتتفرد به من عادات وتقاليد، مشيرًا إلى أنه يوجد فى كل بيت حجرة مستقلة عنه، يطلق عليها «المقعد»، فهى معدة لاستقبال الضيوف والزوار، وفيها يتناولون الطعام، فيأتى الضيف إليها دون استئذان، فهى مخصصة لذلك، وهنا يتجسد كرم العربي الأصيل، فالضيف الغريب تذبح له الذبيحة إكراما له ويستخدم المقعد مكانًا لضيافته». وأضاف «في اليوم الثاني للعيد يمر رب الأسرة على كل البيوت، من يعرفه ومن لا يعرفه لتهنئته بالعيد، لافتا إلى أن جلد الخراف والماعز، كان البدو يقومون بتمليحه ويصنعون منه «الجاعد»، لاستخدامه كفرش والجلوس عليه في بيوت الشعر». بينما، يقول حميد سعد جبلي، من قبيلة المزينة، أكبر قبائل جنوبسيناء، «تختلف مظاهر العيد عن مثيلاتها في المحافظات الأخرى، حيث تطغى العادات والتقاليد البدوية الأصيلة، وإن كانت تأثرت بعض الشيء بمظاهر المدنية الحديثة، مشيرًا إلى أنه كانت هناك عادات وتقاليد فى العيد انقرضت منذ أكثر من 20 سنة، ومنها أنه كان يقام سباق للهجن بين الشباب ومسابقات في الشعر وغيرها من مظاهر الاحتفالات البدوية بالعيد المتعارف عليها والتي لم يعد أحد يتمسك بها». وأضاف «لكن الشيء الذي يحرص عليه الجميع كبارا وصغارا، هو أداء صلاة العيد في الخلاء، وبعدها يتجه المصلون إلى الأقارب لتهنئتهم». وأشار إلى أن الإفطار في العيد طعام عادي، مثل بقية الناس لا يختلف كثيرًا عن بقية المحافظات، ولكن في الغداء معظم أهل البدو، وخاصة في قرية الجبيل يفضلون أكلة الصيادية، وهناك الفراشيح وهو نوع من الخبز يتم فرشه في قاع الإناء ويوضع أعلاه الأرز الأبيض وفوقه لحم الضأن». وأوضح أنه في المساء هناك من يقيمون خيمة «بيت الشعر»، يتجمع فيها الشباب والكبار، ويتبادلون التهاني بالعيد، ويستقبلون ضيوفهم من التجمعات البدوية الأخرى.