من مطالبة مهندسي مصنع سكر بمدينته ليمدح أمامهم الرسول في عمر التاسعة، إلى القاهرة في 1977م؛ حيث السفر إليها ليسمعه سكان العمارات وجالسو المصاطب، حتى جمهور فرنسي أنيق يجلس داخل مسرح شاتليه «أحد أكبر المسارح الفرنسية»، بحضور الرئيس الفرنسي الأسبق جاك شيراك، كانت رحلة «الدشناوي» مع المدح. يقول: «تلقيت دعوة من وزارة الثقافة الفرنسية للمشاركة فى حفل بمناسبة عيد الجمهورية الفرنسية، وهناك وقفت على مسرح شاتليه الذى وقفت عليه أم كلثوم في الستينيات لأصبح ثاني عربي يقف على هذا المسرح». وتابع «أديت قصيدة في مدح النبي أمام الرئيس الفرنسي ليبلغني متابعوه بإعجابه بما قلته»، وتكررت هذه الزيارات بعد ذلك سواء إلى فرنسا أو ألمانيا والسويد. ألحان أم كلثوم وجدت لنفسها مكانًا جديدًا في حلقات ذكر يؤديها أمين الدشناوي (نسبة لمركز دشنا بقنا)، الذي يؤكد أن ذلك «يأتي بمحض الصدفة نتيجة استماعه الدائم للكبار، مثل الشيخ محمد رفعت وأم كلثوم التي تعلقت ألحانها بذهني»، ويوضح في حديثه «ربما يكون ذلك سبب شيوع قصائدي في الأوساط الشعبية، باعتبار اللحن متعارفًا عليه». ورغم أن المدّاح المصري لا يرى أزمة في المدح على ألحان غنائية، فإنه يرفض أن يسمى ما يؤديه «غناء»، فيقول: «لا أغنى ولا أنشد أنا مدّاح وهناك فرق بين الثلاثة»، موضحًا أن المدح مرتبة أعلى من أغنيات الغزل في الحبيب أو «الإنشاد الذي يؤديه شخص صوته جميل ولا يشترط أن يشعر بالكلمات». لم يدرس «الدشناوى» المقامات الموسيقية، لكنه أتقنها من سنوات عمله الطويلة بالمدح التي بدأها من عمر التاسعة؛ فيقول: «لم أنشغل بشىء غير المدح، فكنت أنام مادحًا وأصحو مادحًا للدرجة التي خشى بيتي فيها على دراستي وقرروا حبسي، لكن أحد مشايخ الصوفية بقريتي طلب من والدي تركي للمدح فاستجاب». وانتقل بعدها إلى جنوبي مصر في أسوان؛ حيث شيخ يدعى أحمد أبوالحسن الذي تردد عليه «الدشناوي». ويقول: «هناك تفتح عود ريحان عم عطره جنوب البلاد ليلقبني الناس بريحانة المداحين». وعن وقوفه على المسرح يوضح «ليس لدى أزمة في أن أقف على المسرح لخمس ساعات متواصلة، لكن أحتاج فقط إلى نصف ساعة قبل أي حفل أجلس فيها إلى نفسي لأرتب ما أقوله وكيف؟»، ليبدأ كل حفلة بوضع يده اليسرى على نصف وجهه في حركة لا إرادية يذهب بها لحالة روحانية تنتقل تدريجيًا إلى مستمعيه.