شهد عصام البديوى محافظ المنيا، صباح اليوم الاثنين، احتفالية بدء انطلاق المشروع القومي للصناعات الصغيرة للهيئة العامة لتعليم الكبار، بحضور الدكتور جمال الدين أبو المجد رئيس جامعة المنيا، والدكتور عصام قمر رئيس الهيئة العامة لتعليم الكبار، وعصام حشيش الرئيس التنفيذي للمشروع القومي للصناعات الصغيرة، والعقيد أكرم علي، المستشار العسكري بالمحافظة، وعدد من أساتذة الجامعات، وممثلين عن المجتمع المدني، وخبراء تعليم الكبار والمراكز البحثية في مجال تعليم الكبار، وذلك بقاعة مركز الفنون والآداب والمؤتمرات بجامعة المنيا. أكد المحافظ في كلمته على أن حرص الدولة المصرية على إطلاق هذا المشروع بجميع تفاصيله ومراحله من أرض محافظة المنيا، يأتي بهدف الارتقاء بالمستوى الاقتصادي للأفراد، وتوفير فرص عمل حقيقية ضمن منظومة عمل الهيئة العامة لتعليم الكبار، وخلق حوافز قوية لدفع المواطنين المصريين وخاصة النساء الذين حرموا من التعليم للارتباط بمنظومة تعليم الكبار، وذلك في إطار استراتيجية الدولة للقضاء على الأمية والفقر، وأضاف المحافظ أن تنفيذ هذا المشروع يُعد تأكيدًا على عدة ثوابت تتمثل في أن مصر عازمة بقوة على السير قدمًا في تنفيذ خطط الإصلاح الاقتصادي على جميع محاور العمل، وتسعى جاهدة في القضاء على ألد أعدائها، والذي يكمن في أمية شريحة كبيرة من أبنائها وخاصة النساء، لذلك فهي تتخذ خطوات جادة نحو القضاء على "التطرف الجهل الإرهاب التعصب الطائفية" وسخرت الدولة جميع إمكانياتها سعيًا في القضاء على هذه الظواهر، وهي الأمية والفقر في آن واحد. وأشار المحافظ، إلى أن البدء في تنفيذ المشروع القومي للصناعات الصغيرة للهيئة العامة لتعليم الكبار، هو تحقيق للحلم المصري القديم الهادف إلى القضاء على الأمية بين أبناء الشعب المصري، والقضاء على الفقر، كما يساهم في تفويت الفرصة على كل من أراد بالبلاد سوءا، من خلال استغلال هذه الفئة والسعي في إفشال الدولة المصرية بما لايتيح لهم تحقيق أهدافهم. وناشد المحافظ خلال كلمته، جميع وسائل الإعلام بعدم التركيز على الخلافات والمشاكل التي تقع داخل المحافظة لتصنفها بأنها محافظة تعاني من إرهاب وطائفية بصورة غير حقيقية، لافتًا إلى أن المنيا بلد آمن تتقاتل عناصرها الداخلية كما تتقاتل العناصر الداخلية في جميع المجتمعات الأخرى في شكل مشاجرات وخلافات وصدامات، تنتهي في بعض الأحيان لإصابات أو وفيات في حدود المعدلات الطبيعية لمثل هذه الظواهر، بالتوازي مع تعرض أبنائنا من الجيش والشرطة لاستهداف العناصر الإرهابية، وكذلك استهداف الأبرياء في جميع دول العالم دون أى تمييز لدولة أو جنسية أو طائفة أو ديانة معينة، وأضاف المحافظ، أن كل ما يُثار في وسائل الإعلام المقروءة والمسموعة والمرئية عن الإرهاب والطائفية في محافظة المنيا، لا يمثل الحقيقة التي يلمسها كل من يخطو خطوات على أرض الواقع في مدن المحافظة وقراها ونجوعها. وفي ختام كلمته، دعا المحافظ القائمين على المشروع إلى نشر قيم المودة والتسامح والتعايش واحترام الأخر في جميع أنحاء البلاد، من خلال هذا المشروع، متمنيًا لهم النجاح والتوفيق وتحقيق الأهداف المنشودة من هذا المشروع. وقال الدكتور جمال أبو المجد، إن المشروع القومي للصناعات الصغيرة، يأتي كنقلة نوعية في مجال محو الأمية وتعليم الكبار بمصر لجذب وتحفيز الدراسيين على الاستمرار في فصول محو الأمية ومواصلة التعليم والالتحاق بالسلم التعليمي، وكذلك علاقتها بالناتج القومي لتحقيق التنمية المستدامة لمصر والارتقاء بالمستوى الاقتصادي للأفراد، وتوفير فرص عمل حقيقية غير مكلفة تعتمد على معطيات البيئة وتنوعها، والتي تسهم في زيادة دخل الأسر، والعمل على اكتفاء السوق المصرية من المنتجات الحرفية، عن طريق إتاحة مهن وحرف يدوية من خلال برامج تدريبية تقدم للدراسيين بالتوازي مع رحلة تحررهم من الأمية، وعدم تسربهم من الفصول بعد التحاقهم، وكذلك الإسهام في القضاء على البطالة من خلال توفير فرص عمل للدراسيين والمتحررين المواصلين للتعليم والتعلم، والذي يتم من خلال التعاون مع الشركات والمؤسسات ورجال الأعمال، والمستثمرين. وأضاف، أن الجامعة تعمل من خلال البروتوكول الموقع بينها وبين الهيئة العامة لتعليم الكبار في مجال استثمار طلاب الجامعة في محو أمية مواطنين المحافظة ومراكزها وقراها، ما نتج عنه محو أمية 42216 بمحافظة المنيا ومراكزها خلال عام ونصف، وذلك بتحقيق نسبة 81% من المستهدف تحقيقه خلال أربعة سنوات، لافتًا بأن الجامعة ستشارك في هذا المشروع الجديد لخلق مواطن وقرية متعلمة ومنتجة وخالية من الفيروسات الكبدية من خلال التعاون المستمر بين الهيئة وبين الجامعة طلابًا وأساتذة. من جانبه، أوضح عصام قمر رئيس الهيئة العامة لتعليم الكبار، أن المشروع يسعى إلى التمكين الشامل للأميين والمتحررين من الأمية ولجميع أفراد المجتمع، من خلال تعليمهم وتدريبهم على حرف ومهن متنوعة تتناسب مع احتياجات سوق العمل، وتغييرات العصر، مع الحفاظ على التراث المادي للمجتمع المصري بامتداده الحضاري العريق وثقافته الأصيلة والمعاصرة، مع إعداد مواطن متعلم قادر على تنمية ذاته ومجتمعه. ولفت إلى أن المشروع يستهدف دارسي فصول محو الأمية والمتحررين المواصلين للتعلم وطلاب المعاهد والجامعات وشباب الخريجين، من حملة المؤهلات المتوسطة والعليا وجميع الراغبين بالمشاركة في المشروع. كما افتتح المحافظ ورئيس الجامعة، معرض المشروع القومي للصناعات الصغيرة، والذي ضم أقسامه منتجات ومشغولات يدوية وملابس ومنسوجات.