كشفت مصادر بحركة حماس عن قيام أجهزتها الأمنية منذ الصباح بشن عمليات مداهمة واعتقالات في قطاع غزة تشمل المتشددين من دعاة التكفير في صفوفها، وشملت الحملات مختلف مناطق القطاع، خاصة مدينتي رفح وخان يونس. وقالت مصادر موثوقة إن حملات المداهمة التي بدأت، فجر أمس، تواصلت بصورة أوسع خلال فجر ونهار اليوم، وشملت منازل ومعاقل عناصر سلفية متشددة جهادية، وعناصر تابعة لتنظيم الدولة الإسلامية داعش، وجرى اعتقال العشرات منهم، خاصة في حي تل السلطان غرب رفح، حيث يقطن التكفيري مصطفى كلاب، الذي فجر نفسه في قوة أمنية تابعة ل"حماس" فجر أمس الخميس، وكان قد حاول الدخول إلى الحدود المصرية. وأشارت المصادر إلى أنه تم اعتقال كل من كان على مقربة من كلاب، ويتردد على منزله، وطالت حملات الدهم معاقل تنظيم "جيش الإسلام"، مؤكدة سيطرة كتائب القسام التابعة لحماس، على موقع تدريب صغير يتبع التنظيم غرب مدينة رفح، وتمت مصادرة أسلحة وذخائر، واعتقال عناصر من داخل الموقع. واكدت أن المجموعة التكفيرية التي شنت الهجوم على عناصر "حماس"، كانت توحي لحماس باستمرار ان عناصرها تابعون ومؤيدون لها حتي تخفي موقفها بينما كانت في طريقها إلى شبه جزيرة سيناء، للانضمام إلى عناصر تنظيم "داعش" المتشدد، الذي ينشط بمهاجمة الجيش المصري، وأفشل عناصر "الضبط الميداني" محاولة تسللهم، ففجر أحدهم نفسه في المجموعة. من ناحية اخري قال الباحث الغزاوي، أحمد دلول، المتخصص في العلوم السياسية انه كان يجب وضع حد للتكفيريين المتطرفين في قطاع غزة قبل أن يستبيحوا دماء الجميع. واكد ان هناك مجموعة من المتطرفين في قطاع غزة أخذوا من إرث أدبيات التكفير ما يُعجب إسرائيل وأمريكا وتركوا الباقي، مما يؤكد مزاعم اتهام المسلمين بالإرهاب. ووصف دلول التكفيري مصطفي كلاب بالمأفون الذي يقتل مسلمًا ليدخل بقتله الجنة في تصوره، مطالبا الأسر في غزة ورفح بان يراقبوا ابناءهم وملاحظة اي سلوكيات تشدد تدفعه لان يفجر نفسه في أي مسلم أخر. مرحلة جديدة وقال القيادي المنشق عن الإخوان محيي عيسي، إنه عندما تقوم حركة حماس الإخوانية فكرا بمنع ارهابيين من التسلل إلى سيناء للقيام بتفجيرات إرهابية فهى تمثل بحق مرحلة جديدة في التفكير. واضاف عيسي ان نضال الجعفري هو أحد أفراد القوة الأمنية التابعة ل "حماس"، الذي لقي مصرعه عندما استهدافه تفجير انتحاري في ساعة مبكرة من فجر أمس، عندما أوقف شخصين لدى اقترابهما من منطقة الحدود الجنوبية لقطاع غزة شرق معبر رفح، حيث فجر أحدهما نفسه مما أدى لمقتله وإصابة الآخر، كما أصيب عدد من أفراد القوة الأمنية. وتحدث محيي عيسي عن دلالات الحادث مشيرا إلي ان الدلالة الاولي هي أن حماس تفرق بين موقفها من الإخوان والنظام المصري وبين دورها الشرعى في منع القتل بغير حق. وتابع أن الدلالة الثانية والثابتة الآن أنه بالفعل هناك دواعش وتكفريون فى رفح يتسللون عبر الأنفاق للقيام بأعمال إجرامية إرهابية، والدلالة الثالثة أن هذه الجماعات لا ترقب فى مؤمن إلا ولا ذمة فهذا الارهابى يفجر نفسه فى احد ابطال القسام ولم يفكر أن يكون سهمه فى اتجاه العدو الصهيونى فهذه الجماعات التكفيرية يصب عملها فى صالح اعداء الاسلام. وقال إياد البزم المتحدث باسم الأجهزة الأمنية التابعة لحماس في غزة، إن الأجهزة الأمنية تجري تحقيقاتها بشأن الحادث، وترجح مصادر محلية أن الانتحاري كان برفقة زميل له في محاولة للفرار إلى شبه جزيرة سيناء انطلاقًا من قطاع غزة. كانت حركة حماس قد شنت حملة امنية موسعة ضد التنظيمات التي تعتنق الأفكار التكفيرية داخل قطاع غزة، بعد العملية التي استهدفت الجنود المصريين بمنطقة البرث بشمال سيناء الشهر الماضي، والتي تم بعدها توجيه اتهامات بتورط حركات جهادية في قطاع غزة في دعم منفذي الهجمات الأخيرة. وأعلنت الحركة استنفارًا أمنيًا في القطاع وبدأت حملة اعتقالات واسعة في صفوف المتشددين المشتبه بتأثرهم بتنظيم داعش، طالت كل مشتبه به بالترويج لأفكار التنظيم الإرهابي، أو التعاطف معه، للوصول إلى كل من له علاقة بالمتورطين في الهجوم الإرهابي. ومنذ ذلك الحين نشرت الحركة عددا كبيرا من قواتها عبر الحدود، وأقامت الكثير من نقاط التفتيش في داخل المدن وخارجها وعلى الطرق الرابطة بين المناطق المختلفة في القطاع، كما شوهدت عناصر الأمن في غزة توقف المارة وجميع السيارات في الشوارع الرئيسية والفرعية وعلى مفترقات الطرق لتفتيش دقيق على الهويات بحثًا عن المطلوبين. كانت تصريحات منسوبة لقادة من حركة حماس ذكرت أن الأسماء الثلاثة المتهمين بالمشاركة في الهجوم محمد سعدى أبو عاذرة، ومعاذ القاضى، وخليل الحمايدة، موجودون على قوائم المطلوبين داخل غزة لاتهامهم بالمشاركة فى تفجير مقاهى الإنترنت فى القطاع، وأن المعلومات الأولية للحركة بشأن هؤلاء الأشخاص توضح أنهم يتبنون فكر القيادى السلفى الجهادى وتمكنوا من الفرار إلى سيناء مؤخرا، وأكدت تقارير إعلامية أنهم عناصر سابقون في كتائب القسام التابعة لحماس.