عندما أعلنت نتيجة الانتخابات الرئاسية الأمريكية في العام الماضي بفوز مقدم برامج تليفزيونية سابق يدعى دونالد ترامب على وزيرة خارجية أمريكا هيلاري كلينتون؛ أصيب قطاع كبير من الشعب الأمريكي بصدمة؛ ومنذ إعلانها بعدت هيلاري كلينتون نفسها عن الأضواء إلا من بعض المنشورات بين حين وآخر على مواقع التواصل الاجتماعي، وبعض الصور لها وهي تتجول في غابات مختلفة في أمريكا. للمرة الأولى تكشف القيادية بالحزب الديمقراطي ما حدث في حملتها الانتخابية العنيفة، وتفاصيل شخصية جدا تتعلق بانتخابات 2016، وذلك من خلال كتاب جديد بعنوان "ماذا حدث" الذي تستعد دار "سيمون آند تشوستر" لطرحه في منافذ بيع الكتب في 12 سبتمبر المقبل. وجاء في مقدمة الكتاب "أحاول أن أوضح أنني في وقت سابق كنت أشعر بحالة تحتم علي أن أكون حذرة في كل شيء أمام الرأي العام وكأنني أسير على صراط مستقيم؛ وذلك لأسباب عديدة جدا؛ أما الآن تخليت عن حارسي الشخصي". وقالت دار النشر عن الكتاب: "الآن وبعيدا عن قيود التنافس والصراعات السياسية، كتاب هيلاري يأخذك داخل تجربة شخصية مكثفة عن قصة أول امرأة تترشح لرئاسة أمريكا من قبل حزب كبير في انتخابات تميزت بالتعصب، والتحيز الجنسي، وممارسات أغرب من الخيال، كما تكشف التدخل الروسي فيها، وجميع القواعد التي كسرت في تلك اللعبة". وأضافت الدار في بيان لها "في هذه الصفحات، كشفت كلينتون عما كان يجب عليها فعله ضد دونالد ترامب، والأخطاء التي ارتكبتها، وكيف تعاملت مع خسارتها الفادحة، وكيف امتلكت القوة لكي تستمر في حياتها السياسية مرة أخرى"؛ وتطرح دار سيمون آند تشوستر" كتابها الجديد بالأسواق ابتداء من يوم 12 سبتمبر المقبل. وقد صدر لهيلاري كلينتون من قبل خمسة كتب، ثلاثة منها عن نفس الدار التي تستعد لإطلاق كتابها الجديد؛ ففي عام 1996، قدمت كلينتون رؤيتها عن أطفال أمريكا في كتاب "أن تعيش في قرية" وكان كتابها هو الأكثر مبيعًا حسب القائمة التي أعددتها صحيفة نيويورك تايمز وحصل التسجيل الصوتي للكتاب على جائزة جرامي لأفضل ألبوم كلمات منطوقة في عام 1997. وعندما كانت كلينتون السيدة الأولى نشرت كتبًا أخرى منها دير سوكس عام 1998، وانفيتاشن تو ذا وايت هاوس عام 2000؛ وفي العام 2003 أصدرت كلينتون سيرتها الذاتية المكونة من 562 صفحة وأطلقت عليها اسم التاريخ الحي، الذي من أجله دفعت دار نشر سايمون أند شوستر لكلينتون مقدمًا شبه قياسي يصل إلى 8 ملايين دولار؛ وحقق الكتاب في الأسبوع الأول مبيعات قياسية بالنسبة للأعمال غير القصصية، وتم بيع أكثر من مليون نسخة في الشهر الأول بعد النشر؛ وتم ترجمته إلى اثنتا عشرة لغة أجنبية؛ وساعدها التسجيل الصوتي للكتاب على الترشح لجائزة جرامي لأفضل ألبوم كلمات منطوقة. وفي عام 2014، أصدرت كلينتون مذكرات ثانية تسمى خيارات صعبة، وركزت هذه المذكرات على حياتها كوزيرة الخارجية؛ وقد تم بيع حوالي 250000 نسخة من هذا الكتاب.