رئيس البرلمان العربي يدعو لتغليب مصلحة الأمة العربية ومواجهة الإرهاب

أكد رئيس البرلمان العربي الدكتور مشعل السلمي على ضرورة بحث كافة القضايا مثار الخلاف بين الدول العربية وطرحها في إطار من الوضوح والشفافية وإيجاد الحلول للأزمات داخل البيت العربي، وذلك بتغليب مصلحة الأمة العربية نحو توحيد المواقف والسياسات ومواجهة الإرهاب والتطرف والدول الداعمة له، والوقوف ضد كل محاولات شق الصف العربي، وهو ما من شأنه سد الباب بوجه التدخلات الخارجية في الشئون العربية.
وأعرب السلمى، في كلمته الافتتاحية للجلسة السادسة والأخيرة من دور الانعقاد الأول للفصل التشريعي الثاني للبرلمان العربي اليوم "الأربعاء" بمقر الأمانة العامة للجامعة العربية، عن قلقه الشديد لاستمرار الأزمة بين دولة قطر وعدد من الدول العربية، مشيرا إلى أهمية حل الأزمة فى إطار مجلس التعاون الخليجي.
وأكد السلمي دعم البرلمان العربي في هذا السياق للجهود الخيرة التي يقوم بها أمير دولة الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح لحل الأزمة.
وقال السلمي إن جلسة البرلمان العربي اليوم تنعقد في ظل ظروف استثنائية وتحديات جسيمة وخطيرة تواجه الأمة العربية، مطالبا برص الصفوف، واستنهاض الهمم، وتكاتف الجهود، لتجاوز هذه التحديات الجسيمة التي تهدد أمن وسلامة الدول والمجتمعات العربية.
وأضاف: "إن قوتَنا في وحدتِنا وتكاتفِنا، فلغتنا واحدة وهويتنا واحدة وثقافتنا واحدة وتاريخنا واحد ومصالحنا واحدة ومصيرنا واحد".
وأوضح "السلمي" أن النتائج والقرارات الهامة التي صدرت عن القمم التاريخية الثلاث السعودية، والخليجية والعربية الإسلامية – الأمريكية، التي عقدت في المملكة العربية السعودية، تؤكد أن الدول العربية أصبحت اليوم صاحبة المبادرة في حل القضايا ذات الاهتمام المشترك، خاصة مكافحة الإرهاب، والحفاظ على الأمن والسلم في منطقتنا العربية والإسلامية.
واعتبر "السلمي" أن من أهم نتائج هذه القمم التاريخية بناء شراكة وثيقة بين الدول العربية والإسلامية والولايات المتحدة الأمريكية لمواجهة التطرف والإرهاب وتحقيق السلام والاستقرار والتنمية في العالم العربي والإسلامي، والاتفاق على مكافحة الإرهاب والوقوف ضد الدول والمؤسسات الراعية والممولة له.
وأكد "السلمي" استمرار دعم البرلمان العربي للقضية الفلسطينية في كافة المحافل الإقليمية والدولية، منوها بمشاركته في الجلسة الرابعة للبرلمان الإفريقي التي عقدت بداية شهر مايو الماضي بجمهورية جنوب إفريقيا، وأثمرت عن إصدار بيان مشترك عن البرلمان العربي وبرلمان عموم إفريقيا للتضامن مع الأسرى الفلسطينيين.
وأدان "السلمي" في هذا السياق بشدة قيام حكومة الاحتلال الإسرائيلي بعقد اجتماع نهاية شهر مايو الماضي في نفق أسفل حائط البراق، واستمرار سياساتها الاستيطانية على الأراضي الفلسطينية المحتلة في تحدٍ سافرٍ للمجتمع الدولي، تقويضًا لعملية السلام.
وهنأ "السلمي" الأسرى الفلسطينيين الأبطال، بانتصارهم في معركة البطون الخاوية التي خاضوها في معتقلات المحتل الصهيوني، موضحا أن ما حققوه بصمودهم الأسطوري يعد انتصارًا جديدًا يسجل بأحرف مضيئة في تاريخ نضال الشعب الفلسطيني.
وأكد أن الحل السياسي للأزمات التي يمر بها العالم العربي اليوم هو الحل الأنجح لهذه الأزمات والصراعات، بدءًا من الصراع في سوريا تلبيةً لتطلعات الشعب السورى والحفاظ على وحدة سوريا واستقلالها وعروبتها.
وهنأ "السلمي" دولة وشعب العراق في انتصاره على تنظيم "داعش" الإرهابي، مؤكدا دعم البرلمان العربي لتفعيل الحوار الوطني بين أبناء الشعب العراقي الشقيق.
وجدد "السلمي" التزام البرلمان العربي بمواصلة دعم الدول الأقل نماء خاصة جمهورية الصومال لمكافحة المجاعة التي تهدد الشعب الصومالي الشقيق.
ورحب "السلمي" بالجهود العربية والدولية لحل الأزمة الليبية للوصول إلى تسوية سياسية تضمن الحفاظ على وحدة ليبيا وسلامة أراضيها.
وجدد "السلمي" الالتزام بدعم الشرعية الدستورية بجمهورية اليمن ممثلة في الرئيس عبدربه منصور هادي، مؤكدا دعم البرلمان العربي لما تقوم به قوات التحالف العربي للدفاع عن الشرعية في اليمن.
وطالب "السلمي" برفع اسم دولة السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب ورفع كامل العقوبات الاقتصادية المفروضة عليها، وذلك تقديرًا للجهد الكبير الذى تبذله دولة السودان في محاربة الإرهاب وتحقيق الأمن والسلم في العالم العربي والإسلامي وإفريقيا، قائلا: "إن هذا ما عملنا عليه من خلال الرسالة التي أرسلناها إلى رئيس مجلس النواب الأمريكي".
وطالب "السلمي" مجددا الجمهورية الإسلامية الإيرانية، بإنهاء احتلال الجزر الإماراتية الثلاث، والكف عن الأعمال والتصريحات العدوانية تجاه مملكة البحرين، وجمهورية اليمن، وإنهاء تدخلها العسكري في الجمهورية العربية السورية، معلنا عن دعمه الكامل لما تقوم به الدول العربية للحفاظ على أمنها واستقرارها وسلامة أراضيها.
ويناقش البرلمان العربي على مدى يوم واحد مستجدات الأوضاع السياسية فى العالم العربي والقضايا الاقتصادية والمالية، ومكافحة الإرهاب ومستجدات العمل العربي المشترك فى المجال الاجتماعي.