تعيش اليمن أوضاعا إنسانية صعبة عقب انقلاب الميليشيات المسلحة على الرئيس الشرعى عبدربه منصور هادي، وجاء مرض الكوليرا المعدى ليزيد الطين بلة، حيث انتشر المرض بشكل مخيف بسبب تلوث الأطعمة والمشروبات التى يتناولها الأطفال والكبار، وأصبح من الصعب السيطرة على انتشاره. تفشى الكوليرا فى اليمن بدأ فى أكتوبر 2016، ورغم تراجع المرض نهاية العام نفسه، عادت حالات الإصابة للظهور من جديد فى إبريل 2017، وذلك على خلفية الأوضاع الإنسانية الكارثية التى تشهدها البلاد نتيجة استمرار الصراع المسلح على أراضيها. وأعلنت منظمة الصحة العالمية أمس، ارتفاع حصيلة ضحايا وباء الكوليرا فى اليمن إلى 989 حالة، منذ 27 إبريل الماضي، وأكدت أن الخبراء سجلوا أكثر من 140 ألف حالة يشتبه فى إصابتها بوباء الكوليرا فى 20 من أصل 22 محافظة يمنية. وأوضح التقرير أن العاصمة صنعاء ومحافظات الحديدة وعمران وحجة تشهد الأوضاع الأكثر صعوبة من حيث انتشار المرض القاتل. ووقعت منظمة الصحة العالمية، ومركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، أمس الأول، اتفاقا قيمته نحو 8.3 مليون دولار لدعم جهود مواجهة وباء الكوليرا فى اليمن. وقالت المنظمة فى بيان إن: «هذا الدعم المقدم من مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، سيكفل تزويد 7.3 ملايين شخص فى 13 محافظة يمنية ذات أولوية بالخدمات الصحية المنقذة للحياة فى إطار الجهود المنسقة لتنفيذ أنشطة وقائية وتوفير العلاج». وأضافت أن: «هذا الدعم سيساهم فى جهود المنظمة فى تقوية وتحسين أنشطة الرصد والاكتشاف المبكر والتقصى والاستجابة، وضمان تنفيذ التدابير العلاجية لحالات الإصابة، وضمان ممارسات آمنة للعزل ومكافحة العدوى فى المرافق الصحية».